انفجارات تهز الجنوب.. كتائب القسام تنفذ هجوما مباغتًا والاحتلال في حالة استنفار

في تطور مفاجئ وسريع للأحداث، أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الجمعة، عن تنفيذ كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هجومًا واسعًا جنوب قطاع غزة، في وقت سُمع فيه دوي انفجارات عنيفة هزّت معظم أنحاء المنطقة.
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية إلى أن هناك أنباء متواترة من مصادر ميدانية متعددة تؤكد وقوع "هجمات غير عادية نفذتها المقاومة الفلسطينية، وسط تحركات مكثفة للمروحيات العسكرية الإسرائيلية التي تقوم بنقل عدد من الجنود المصابين إلى المستشفيات.
مشاهد غير مسبوقة في ساحة العمليات
وبحسب التقارير الأولية، فقد سُمعت انفجارات متتالية في مناطق مختلفة من جنوب قطاع غزة، وسط تكتم عسكري إسرائيلي بشأن طبيعة العملية ونتائجها، ما يعكس حجم المفاجأة وقوة الضربة التي تعرضت لها القوات الإسرائيلية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن العملية وقعت في عمق مناطق التوغل الإسرائيلي، دون أن تقدم تفاصيل إضافية، بينما لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من جيش الاحتلال حول عدد المصابين أو قتلى محتملين.
إخلاء جوي واسع للمصابين
وأكدت المصادر أن مروحيات إسرائيلية حطت في عدة نقاط قريبة من الحدود لنقل المصابين إلى المستشفيات داخل الأراضي المحتلة، فيما يُرجح أن تكون الإصابات قد وقعت نتيجة استهداف مباشر لمواقع عسكرية أو كمائن أرضية.
وشهدت المنطقة حالة من الارتباك العسكري، ترافقت مع تحليق مكثف للطائرات الحربية، ما يشير إلى احتمالية رد واسع النطاق خلال الساعات المقبلة.
كتائب القسام تلوذ بالصمت.. حتى الآن
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُعلن كتائب القسام مسؤوليتها الرسمية أو تفاصيل العملية، في الوقت الذي اعتادت فيه الحركة على اتباع سياسة الصمت المؤقت عقب عمليات نوعية، تسبق إصدار بيان مفصل يكشف عن نتائج الهجوم ومكانه وآلياته.
تصعيد مرتقب؟
ويأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوتر الميداني في قطاع غزة، خاصة بعد إعلان الاحتلال استئناف عملياته العسكرية منذ منتصف مارس الماضي، وسط حصار مشدد على القطاع، وأوضاع إنسانية متدهورة.
ويرى محللون أن رد المقاومة الفلسطينية قد يكون بداية لتصعيد أكبر، خصوصًا إذا أسفر الهجوم عن عدد كبير من القتلى أو الجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ما سيضع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام خيارات صعبة بين التهدئة أو التوسع في الرد العسكري.
المنطقة على صفيح ساخن
وتأتي هذه العملية في وقت تُواصل فيه قوات الاحتلال استهداف المناطق الشرقية والجنوبية من غزة، بما في ذلك مناطق عبسان الكبيرة، وخان يونس، والشجاعية، وسط قصف مدفعي وجوي مستمر أدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين خلال الأيام الماضية.
الهجوم يربك الحسابات العسكرية الإسرائيلية
الهجوم المفاجئ الذي نفذته كتائب القسام اليوم يُعد تطورًا نوعيًا في مسار المعركة، خاصة أنه يأتي في وقت كانت فيه التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن تراجع قدرات المقاومة بعد أشهر من القصف والحصار.
لكن عملية اليوم تعكس، بحسب المراقبين، قدرة القسام على التنظيم، والمباغتة، واستعادة زمام المبادرة الميدانية.
ويرى خبراء في الشأن العسكري أن نجاح المقاومة في تنفيذ عملية كهذه في عمق التوغل الإسرائيلي يبعث برسالة قوية إلى القيادة العسكرية في تل أبيب بأن غزة لا تزال قادرة على الرد، رغم الخسائر والدمار، وهو ما قد يُعيد النظر في سيناريوهات المرحلة المقبلة.
المقاومة تختار التوقيت بعناية
ومن المرجّح أن اختيار توقيت العملية لم يكن عشوائيًا، بل جاء في ظل تصاعد الغضب الشعبي داخل غزة نتيجة الحصار والمجاعة المتفشية، خاصة بين الأطفال، لتظهر المقاومة كحامية للمدنيين ورسالة بأن الكفة العسكرية لم تُحسم.
ويبقى السؤال المطروح الآن: هل تكتفي إسرائيل بالرد المدفعي المحدود، أم أننا أمام جولة جديدة من التصعيد المفتوح، قد تُعيد سيناريوهات الحرب الشاملة إلى الواجهة؟