نبيل أبوالياسين: ترامب يشن حرب انتقام.. والعالم يرفض!
كشفت تحقيقات صحفية موسعة أجرتها أهم المؤسسات الإعلامية الغربية عن تحول جذري في السياسة الخارجية الأمريكية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، وفق وثائق حصرية حصلت عليها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، و"الجارديان"، تتبنى الإدارة الأمريكية الحالية استراتيجية تصعيدية غير مسبوقة تهدف إلى إعادة فرض الهيمنة الأمريكية عبر سياسات القوة الصلبة، وهذه الوثائق، التي تم التحقق من صحتها عبر مصادر متعددة، تكشف عن نمط خطير من القرارات الانتقامية التي تهدد الاستقرار العالمي، وفي الوقت نفسه، تشير تقارير "فاينانشال تايمز" إلى تصاعد المعارضة الدولية لهذه السياسات، مما يطرح أسئلة مصيرية حول مستقبل النظام العالمي في ظل هذه التطورات المقلقة.
التحالف الخفي: وثائق تكشف تورط إدارة ترامب في تصعيد غزة
كشف تحقيق استقصائي مشترك بين "واشنطن بوست" و"الجارديان" عن وثائق سرية تثبت تورط الإدارة الأمريكية المباشر في التصعيد العسكري الأخير في غزة، ووفق هذه الوثائق، التي تم تسريبها من داخل البيت الأبيض، عقد ترامب سلسلة اجتماعات سرية مع مستشاريه الأمنيين حيث أمر بتعطيل أي مبادرات لوقف إطلاق النار، والصحيفة البريطانية أشارت إلى أن هذه القرارات تم اتخاذها رغم تحذيرات واضحة من مستشارين قانونيين ودبلوماسيين أمريكيين، ومصادر في الكونغرس كشفت عن بدء تحقيقات عاجلة في هذه الوثائق، بينما أعلن البيت الأبيض رفضه التعليق على ما وصفه بـ"تسريبات غير مسؤولة".
التمرد الأوروبي: قادة الغرب يرفضون سياسات ترامب
أفادت صحيفة "لو موند" الفرنسية في تقرير خاص أن الرئيس ماكرون عقد سلسلة اجتماعات طارئة مع المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني لتنسيق رد أوروبي موحد على السياسات الأمريكية، والتقرير، الذي اعتمد على مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، كشف عن خطة أوروبية سرية لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في قضايا الأمن القومي. من جهة أخرى، نشرت "ديلي ميل" البريطانية تقريراً مفصلاً عن الخلاف غير المسبوق بين ترامب والملك تشارلز الثالث، وفي تسريبات لم يتم نشرها او الإعلان عنها رفض القصر الملكي البريطاني استقبال نتنياهو، وهذه التطورات تشير إلى شرخ عميق في التحالف الأطلسي التاريخي.
انقسام الديمقراطيين.. هاريس تعود لمواجهة ترامب الضعيف
كشف تقرير لصحيفة "ذا هيل" عن انقسام عميق داخل الحزب الديمقراطي حول أفضل استراتيجية لمواجهة ترامب، الذي يواجه تراجعاً حاداً في استطلاعات الرأي وهجمات متزايدة من وسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه، عادت "كامالا هاريس" بقوة إلى الساحة السياسية عبر خطاب ناري وصفت فيه سياسات ترامب بأنها "أكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان"، وفقاً لـ"الإندبندنت"، وهاريس، التي تُعد مرشحة محتملة لحكم كاليفورنيا، حذرت من أن الرسوم الجمركية "تقود أمريكا نحو ركود لا مفر منه"، بينما يواصل ترامب هجومه على حلف الناتو، مما يهدد بانهيار التحالفات الأمريكية التاريخية.
الصين تطلق مبادرة دبلوماسية لمواجهة الهيمنة الأمريكية
نقلت "جلوبال تايمز" الصينية عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن بكين تعمل على إطلاق تحالف دولي جديد تحت مسمى "شراكة التنمية العالمية"، والمبادرة، التي تم الإعلان عنها خلال اجتماع سري لعشرات الدول الآسيوية والأفريقية، تهدف إلى إيجاد بدائل للمؤسسات المالية والسياسية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، والصحيفة الصينية أشارت إلى أن المبادرة تحظى بدعم غير مسبوق من دول كانت تعتبر تاريخياً حليفة للغرب، ومحللون سياسيون في "فاينانشال تايمز" حذروا من أن هذه التطورات قد تشكل بداية لنظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث تفقد الولايات المتحدة تدريجياً نفوذها التاريخي على الساحة الدولية.
الخليج يغير استراتيجيته: تراجع غير مسبوق عن التطبيع
كشف تحقيق خاص لصحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية عن تحول جذري في سياسات دول الخليج تجاه إسرائيل، وفق مصادر دبلوماسية مطلعة، وقررت عدة دول خليجية تجميد جميع مشاريع التطبيع مع إسرائيل بشكل غير معلن، في خطوة تعكس تغيراً في حساباتها الاستراتيجية، والصحيفة أشارت إلى أن هذا القرار جاء بعد سلسلة اجتماعات سرية بين مسؤولين خليجيين، حيث تم تقييم التكاليف السياسية للتحالف مع الإدارة الأمريكية الحالية، ومصادر في وزارة الخارجية القطرية كشفت لـ"الجزيرة" عن أن دول الخليج تدرس الآن إعادة هيكلة تحالفاتها الإقليمية بشكل جذري، في إشارة واضحة إلى تراجع الثقة في السياسات الأمريكية تحت قيادة ترامب.
الانهيار الاقتصادي: تحذيرات من إستمرار حرب تجارية عالمية
حذرت "فاينانشال تايمز" في تقرير خاص من تداعيات السياسات التجارية الأمريكية الجديدة على الاقتصاد العالمي، والتقرير، الذي اعتمد على تحليلات خبراء اقتصاديين من جامعتي هارفارد وستانفورد، توقع حدوث أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير إذا استمرت الإدارة الأمريكية في فرض رسوم جمركية انتقامية، والصحيفة البريطانية كشفت عن أن هذه السياسات أدت بالفعل إلى انهيار مفاجئ في أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية، مع تحذيرات صندوق النقد الدولي من موجة ركود عالمية محتملة. مصادر في البنك المركزي الأوروبي أشارت إلى أن المؤسسات المالية العالمية بدأت تستعد لسيناريو "الانفصال الاقتصادي" الكامل بين الولايات المتحدة وباقي العالم.
ختاماً: إن كل الدلائل والوثائق والتحليلات تشير إلى أن العالم يقف عند مفترق طرق تاريخي تحت قيادة ترامب، ومن أوروبا المتمردة إلى آسيا الصاعدة، ومن الخليج المتحفظ إلى الأسواق العالمية المضطربة، تظهر موجة معارضة غير مسبوقة للسياسات الأمريكية الحالية، والتساؤلات التي تطرح نفسها الآن : تتجاوز مجرد مصير الإدارة الأمريكية، لتمسّ أسس النظام العالمي الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فهل نشهد ميلاد نظام دولي جديد متعدد الأقطاب؟، أم أن الولايات المتحدة ستتمكن من إعادة فرض هيمنتها عبر سياسات القوة؟، والأيام القليلة المقبلة قد تحمل إجابات حاسمة لهذه الأسئلة المصيرية، في اختبار حقيقي لمدى قدرة المجتمع الدولي على مقاومة سياسات القوة الأحادية.
