قناة السويس خط أحمر.. ردود فعل نارية من المصريين على تصريحات ترامب

«قناة السويس».. أثار اقتراح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالسماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور مجانًا عبر قناة السويس ردود فعل غاضبة في مصر، حيث اعتبرت هذه التصريحات تدخلاً في سيادة الدولة المصرية على أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
لا دور لأمريكا في حفر القناة
في تصريحاته الأخيرة، قال ترامب إن «قناتي بنما والسويس ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية»، مشيرًا إلى أن السفن الأمريكية يجب أن تتمتع بالمرور المجاني عبر هذين الممرين.
إلا أن الردود المصرية كانت قاسية، حيث أكد العديد من الشخصيات العامة على أن التاريخ يثبت عكس ما قاله ترامب.
الإعلامي مصطفى بكري رد على هذا التصريح قائلاً: «لولا مصر ما كانت قناة السويس، فالولايات المتحدة كانت في مرحلة مبكرة جدًا من تاريخها وقت حفر القناة، بل كانت في طور التعافي من حربها الأهلية».
وأشار بكري إلى أن تصريحات ترامب لا أساس لها من الصحة، مضيفًا أن مصر لن تقبل بهذا الابتزاز الرخيص.
مصر لم تطلب مساعدة أمريكية في حفر القناة
الإعلامية لميس الحديدي أيضًا انتقدت بشدة تصريحات ترامب، معتبرةً أن حديثه يعكس جهلًا بتاريخ قناة السويس وأهميتها، وقالت: «أمريكا لم يكن لها أي دور في حفر القناة، بل إن مصر كانت قد انتهت من حفر القناة قبل أن تنشأ الولايات المتحدة في صورتها الحالية».
وأشارت إلى أن تصريحات ترامب هي جزء من محاولة تفاوض للحصول على امتيازات لسفن أمريكا.
الموقف المصري.. قناة السويس خط أحمر
من جانبه، وصف الإعلامي أحمد موسى تصريحات ترامب بأنها «خطيرة وغير لائقة»، مؤكدًا أن قناة السويس هي ملك مصر ولا يمكن لأحد التعدي عليها.
وذكر موسى أن تاريخ حفر القناة يثبت أن مصر بذلت دماء وتضحيات كبيرة، حيث استشهد 120 ألف شخص خلال حفر القناة القديمة، بينما تم إنفاق 64 مليار جنيه مصري لحفر القناة الجديدة، التي تم افتتاحها عام 2015.
وأوضح موسى أن رسوم عبور السفن عبر قناة السويس هي مسألة تنظيمية منصوص عليها في القوانين الدولية والمصرية، واصفًا تصريحات ترامب بأنها تعدٍ على السيادة المصرية و"تجاوز خطير".
سيادة مصر على القناة «لا للمساومة»
وتابع موسى قائلاً: «قناة السويس ليست فقط ممرًا مائيًا مهمًا لمصر، بل هي أيضًا شريان حيوي للاقتصاد العالمي، لذلك، فإن مسألة السيادة عليها لا يمكن المساومة عليها أو التنازل عنها»، مشيرًا إلى أن الشعب المصري هو الذي أنشأ القناة وحماها بدمائه ولا يمكن لأحد فرض شروطه عليها.
الخلاف حول علاقة أمريكا بمشاريع قناة السويس
على الرغم من المساعدات الأمريكية لمصر، خاصة في الجانب العسكري، إلا أن مسألة قناة السويس كانت ولا تزال قضية حيوية بالنسبة لمصر.
الإعلاميون والمحللون في مصر أكدوا أن تصريحات ترامب لا تعكس سوى محاولة للضغط السياسي، مع تجاهل حقيقة أن قناة السويس هي جزء من السيادة المصرية وأن القوانين الدولية تؤكد حق مصر في تحديد الرسوم الخاصة بها.
تصريحات ترامب تشعل الأجواء في مصر
اختتم الإعلاميون والمحللون المصريون تصريحاتهم بالإشارة إلى أن العلاقات بين مصر وأمريكا استراتيجية، ولكن الحديث عن قناة السويس بشكل مسيء يهدد هذه العلاقات، وينذر بتوترات قد تؤثر على التعاون بين البلدين في المستقبل.
في الوقت نفسه، يرى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس محاولات الضغط على مصر لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
وتساءل البعض عن دوافع هذه التصريحات في هذا التوقيت، خاصة في ظل التوترات الدولية والمشاكل الاقتصادية التي تواجهها العديد من الدول الكبرى.
كما أشاروا إلى أن قناة السويس تعد أحد الممرات الحيوية للتجارة الدولية، وتساهم بشكل كبير في الاقتصاد العالمي، مما يجعل محاولات فرض الشروط الأمريكية على مصر غير مقبولة.
واختتموا بأن مصر ستظل تحافظ على سيادتها على القناة، وستواجه أي محاولة للتدخل في هذا الشأن بحزم وقوة.