الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

فيتامين B12 تحت المجهر.. الإفراط في تناوله يهدد الكبد والكلى

فيتامين B12
فيتامين B12

فيتامين B12 يُعد من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الأعصاب والدماغ، ورغم فوائده العديدة إلا أن «الإفراط» في تناوله قد ينقلب إلى «سلاح صامت» يهدد أعضاءً حيوية في الجسم مثل الكبد والكلى، وهو ما بدأ الخبراء في التحذير منه بشكل متزايد، خصوصًا مع تزايد اعتماد البعض على المكملات الغذائية دون إشراف طبي مباشر.

فيتامين B12 بين الفائدة والخطر

يُصنف فيتامين B12 ضمن مجموعة «الفيتامينات الذائبة في الماء»، وهذا يعني أن الجسم يتخلص من الكميات الزائدة عن حاجته عبر البول، وهي معلومة جعلت البعض يعتقدون أن الجرعات الزائدة لا تشكل خطرًا، لكن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك، حيث تشير تقارير طبية إلى أن الاستخدام المفرط لهذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى «تراكمه» داخل الجسم بشكل يؤثر سلبًا على وظائف الكبد والكلى.

فبحسب الأبحاث المنشورة في المجلة الأمريكية للطب السريري، تم تسجيل حالات أظهرت ارتفاع مستويات فيتامين B12 بشكل مفرط في الدم لدى أشخاص كانوا يتناولونه كمكمل غذائي دون أن تكون لديهم حاجة حقيقية له، مما تسبب في ظهور أعراض مرتبطة بخلل في إنزيمات الكبد واضطرابات في عمل الكلى.

مكملات فيتامين B12 لا تخلو من آثار جانبية

رغم أن النقص في فيتامين B12 يؤدي إلى مضاعفات صحية كبرى مثل «الأنيميا الخبيثة» وضعف التركيز والاكتئاب، إلا أن تعويض هذا النقص يجب أن يتم تحت إشراف طبي، لأن الجرعة المفرطة من هذا الفيتامين قد تتسبب في مشاكل معقدة على المدى البعيد، ومنها «تضخم الكبد» وزيادة الحمل على الكلى بسبب الجهد الإضافي المبذول للتخلص من الفائض.

ويُشار إلى أن الكلى هي المسؤولة عن تنقية الدم من السموم والمواد الزائدة، وعند تناول كميات كبيرة من فيتامين B12 بشكل مستمر، فإن الكلى تُجبر على العمل بشكل مكثف للتخلص منه، مما قد يُحدث ضغطًا يؤثر على قدرتها الوظيفية مع مرور الوقت.

من يحتاج فيتامين B12 بالفعل؟

ليس كل شخص بحاجة إلى تناول مكملات فيتامين B12، حيث إن هذا الفيتامين يتوافر بشكل طبيعي في منتجات اللحوم الحمراء والأسماك والبيض والحليب، وغالبًا ما تكون نسبته كافية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا، لكن بعض الفئات مثل كبار السن، والنباتيين، والأشخاص الذين خضعوا لجراحات في الجهاز الهضمي، قد يعانون من نقص حاد في هذا الفيتامين ويحتاجون إلى مكملات دوائية بجرعات محسوبة.

وتوصي الهيئات الصحية العالمية بألا يتم تناول مكملات فيتامين B12 إلا بعد إجراء فحوصات دم دقيقة، لأن «الزيادة» مثل «النقص» تحمل تبعات صحية قد تكون «كارثية» في بعض الحالات.

فيتامين B12 وأمراض الكبد والكلى

في دراسة نشرتها جامعة هارفارد، تم تحليل بيانات عدد كبير من المرضى الذين يعانون من ارتفاع غير مبرر في وظائف الكبد، وتبين أن نسبة كبيرة منهم كانت تتناول فيتامين B12 بشكل مفرط، سواء من خلال حقن أسبوعية أو أقراص يومية بتركيزات مرتفعة، وقد أدى ذلك إلى اضطرابات حقيقية في قدرة الكبد على التعامل مع السموم.

أما بالنسبة للكلى، فقد ظهرت مؤشرات مبكرة للفشل الكلوي لدى البعض، وخصوصًا لدى من لديهم تاريخ مرضي سابق أو عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، حيث ساهم «الفيتامين الزائد» في تسريع التدهور في وظائف الكلى نتيجة تراكمه دون الحاجة الفعلية له.

هل هناك بدائل أكثر أمانًا؟

لمن يرغب في تعزيز مستويات فيتامين B12 في الجسم دون التعرض لمخاطر الجرعة الزائدة، يُنصح بتناول مصادر طبيعية لهذا الفيتامين ضمن النظام الغذائي، مثل الكبدة والسمك والحليب والبيض، فهذه الأطعمة تحتوي على نسب آمنة ومتوازنة لا تسبب أي أضرار للكبد أو الكلى.

كما يمكن الاعتماد على المكملات في الحالات الضرورية فقط وتحت إشراف الطبيب، بحيث يتم تحديد الجرعة بناءً على تحليل الدم وليس بناءً على التخمين أو نصائح غير موثوقة عبر الإنترنت أو وسائل التواصل.

نصائح للوقاية من أضرار فيتامين B12

من الضروري التوقف عن تناول مكملات فيتامين B12 إذا لم تكن هناك حاجة فعلية لذلك، مع الالتزام بإجراء تحاليل دورية لمستويات الفيتامين في الدم خصوصًا لمن يتناولون المكملات لفترات طويلة، كما يُنصح بإبلاغ الطبيب بأي أعراض غير معتادة مثل الإرهاق المزمن أو آلام في الجانبين أو اصفرار الجلد، حيث قد تكون هذه علامات مبكرة على تأثر الكبد أو الكلى.

ويجدر التأكيد على أن «الوقاية خير من العلاج»، وأن التعامل مع «الفيتامينات» يجب أن يكون بحذر وعقلانية، لأن ما يبدو مفيدًا في الظاهر قد يحمل في طياته «ضررًا صامتًا» لا يظهر إلا بعد فوات الأوان.

فيتامين B12 مثل أي مادة غذائية أو دوائية، يحمل جانبين، أحدهما مفيد والآخر قد يكون ضارًا عند الاستخدام الخاطئ، وعلى الأفراد أن يدركوا أن «التوازن» هو كلمة السر للحفاظ على صحة الكبد والكلى، فالإفراط في تناول الفيتامينات تحت وهم الوقاية قد يؤدي إلى عواقب صحية غير متوقعة، لذا فالطريق الآمن يبدأ دائمًا من «التحليل ثم التشخيص ثم العلاج»، وليس العكس.

تم نسخ الرابط