السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مفاوضات نووية شائكة في روما.. الجولة الخامسة تنتهي دون اختراق

مفاوضات أمريكية إيرانية
مفاوضات أمريكية إيرانية

انتهت مساء الجمعة الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، وسط أجواء مشحونة، ومواقف متباعدة بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، التي لا تزال تمثل محور الخلاف الرئيسي بين الطرفين.

الجولة، التي استغرقت ثلاث ساعات فقط، جاءت في ظل ضغوط دولية متزايدة لكبح تسارع البرنامج النووي الإيراني، في وقت تؤكد فيه طهران على تمسكها بحقها في التخصيب، وترفض التنازل عنه كشرط مسبق لأي اتفاق قد يُفضي إلى رفع العقوبات المفروضة على اقتصادها المتدهور.

إيران تؤكد تمسكها بالتخصيب

صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عقب انتهاء المباحثات، بأن بلاده لم ولن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن «عدم التخصيب يعني عدم وجود اتفاق».

وكتب عراقجي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): «تحديد مسار التوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب.. حان وقت اتخاذ القرار». وأضاف أن بلاده مستعدة لتقديم الضمانات اللازمة، لكنها لن تقبل بأن يُملى عليها ما وصفه بـ«شروط مذلة».

ونشر عراقجي صورة جمعته بوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي يقوم بدور الوساطة بين الطرفين منذ انطلاق الجولة الأولى. وأوضح أن اللقاء كان "بنّاءً" وأن الجانبين ناقشا سبل التهدئة وإمكانية استئناف جولة سادسة لاحقًا.

صمت أمريكي.. وغياب التقدم

في المقابل، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي بيان رسمي بشأن نتائج المحادثات، في حين أكدت مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، غادر روما قبل انتهاء الجلسات، للحاق برحلة طيران مقررة مسبقًا، بينما واصل عدد من الخبراء الفنيين الأمريكيين المناقشات التقنية مع نظرائهم الإيرانيين.

ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مصادر مطلعة أن الجانب الأمريكي، الذي ضم أيضًا مايكل أنطون، مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية، لم يبدِ أي مرونة جديدة بشأن ملف التخصيب، مشيرة إلى أن البيت الأبيض، حتى هذه اللحظة، يرفض أي اتفاق لا يتضمن وقفًا كاملاً لتخصيب اليورانيوم.

سلطنة عُمان في قلب الوساطة

برز مجددًا الدور العُماني كوسيط موثوق به، حيث لعب وزير الخارجية بدر البوسعيدي دورًا مركزيًا في تسهيل المحادثات بين الجانبين. 

وتُعرف السلطنة بعلاقتها الجيدة مع كل من طهران وواشنطن، وقد سبق أن استضافت محادثات سرية ساهمت في التوصل إلى الاتفاق النووي الأصلي عام 2015.

وتشير التقارير إلى أن الوساطة العمانية سعت إلى إيجاد صيغة توافقية تسمح لإيران بالاحتفاظ بجزء من برنامجها النووي لأغراض سلمية، مقابل آليات تحقق دولية صارمة وضمانات أمنية متبادلة.

خلافات حول جدول التفاوض

وبحسب دبلوماسيين أوروبيين تابعوا مجريات اللقاء، فإن الخلاف لم يكن مقتصرًا على موضوع التخصيب، بل شمل أيضًا جدولة رفع العقوبات، وضمانات الاستمرارية لأي اتفاق جديد، خاصة في ظل تغير الإدارات الأمريكية، وما يخلفه ذلك من تشكك إيراني في النوايا الأمريكية.

وأكد أحد المصادر أن الإيرانيين أبدوا «مرونة تكتيكية» في بعض البنود التقنية، لكنهم لم يتزحزحوا قيد أنملة عن مطلبهم الأساسي: الاعتراف بحقهم في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما تعتبره واشنطن تهديدًا استراتيجيًا، لا سيما في ظل المخاوف من إمكانية تطوير سلاح نووي.

آفاق غامضة

وبينما يترقب المجتمع الدولي مصير هذه المفاوضات، يرى مراقبون أن الجولة الخامسة لم تحقق أي اختراق حقيقي، وقد تشهد الجولة السادسة -إذا انعقدت- تصعيدًا في الخطاب من كلا الطرفين.

ويؤكد خبراء أن الملف النووي الإيراني دخل مرحلة حساسة للغاية، وأن الوقت ينفد أمام الدبلوماسية، في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتزايد ضغوط الكونغرس على إدارة الرئيس جو بايدن لعدم تقديم "تنازلات مجانية" لطهران.

في انتظار الجولة السادسة

حتى الآن، لم يُعلن رسميًا موعد الجولة المقبلة من المفاوضات، لكن مصادر دبلوماسية ترجّح أن تُعقد في العاصمة النمساوية فيينا، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذا ما نجحت عُمان في تضييق فجوة الخلاف، وتهيئة أجواء أكثر إيجابية لاستئناف الحوار.

وتبقى كل الأنظار متجهة إلى العاصمتين طهران وواشنطن، حيث تتحدد مصائر القرارات الكبرى التي قد ترسم مستقبل الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.

تم نسخ الرابط