6 أخطاء يقع فيها البعض دون علم «تفسد الصلاة» وتستوجب الإعادة

الصلاة ركن أساسي في حياة المسلم لا تصح إلا باستيفاء شروطها وأركانها كاملة، ويقع كثير من الناس في «أخطاء شائعة» قد تؤدي إلى بطلان الصلاة دون أن يدركوا ذلك، وتستلزم هذه الأخطاء إعادة الصلاة مرة أخرى، وهو ما شددت عليه كتب الفقه وأقوال العلماء، في هذا التقرير التحليلي، يحاول القارئ نيوز تسليط الضوء على 6 من هذه الأخطاء التي ينبغي لكل مسلم أن يعرفها ويتجنبها حتى تكون «صلاته صحيحة ومقبولة».
«الكلام» أثناء الصلاة يفسدها
من أبرز ما يُبطل الصلاة هو أن يتكلم المصلي بكلام خارج عن الصلاة، سواء تحدث إلى شخص آخر أو نطق بجملة لا علاقة لها بأداء الصلاة، وهو ما أكدته السنة النبوية الشريفة من خلال ما ورد في حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، حين عطس رجل أثناء الصلاة فرد عليه، فأنكر الصحابة ذلك بأبصارهم، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن».
وقد بيّن هذا الحديث بشكل واضح أن الصلاة تتطلب ترك كل ما يشتت الذهن أو يخرج عن إطار العبادة، ويدخل في ذلك الكلام العادي أو حتى الرد على الآخرين، ما يعني أن الصلاة لا تكتمل إلا إذا التزم المصلي «بالخشوع والانضباط».
الضحك والقهقهة.. مبطلات اتفاقية
أجمع جمهور الفقهاء من الأحناف والمالكية والحنابلة على أن «الضحك بصوت مسموع» داخل الصلاة يُبطلها تمامًا، لأن فيه نوعًا من الخروج عن الهيبة والوقار المطلوب في حضرة الوقوف بين يدي الله، وأما الابتسامة أو التبسم دون صوت فقد أجازها بعض العلماء إذا لم تؤد إلى انشغال القلب عن الصلاة.
والأصل في الصلاة هو حضور القلب والجسد، لذلك فإن أي انشغال بالضحك، أو ما يشبهه من أفعال العبث واللهو، يخرج الصلاة عن مقصودها الشرعي، وفي هذه الحالة يجب على المصلي أن يعيدها على الفور، حتى تصح صلاته وتُقبل منه.
«ترك ركن من أركان الصلاة» يوجب الإعادة
من الأمور التي لا خلاف فيها بين العلماء أن «ترك ركن أساسي» من أركان الصلاة يُبطلها، ومن الأمثلة على ذلك، ترك الوضوء عمدًا، أو الصلاة بدون طهارة، أو السهو المتعمد في تحديد القبلة، كما أن الإخلال بأي ركن مثل الركوع أو السجود أو الفاتحة يُوجب إعادة الصلاة ولا تُقبل بدونها.
وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا صلى أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يعيد الصلاة أكثر من مرة، قائلاً له: «ارجع فصل فإنك لم تُصل»، مما يدل على أن أي خلل في أركان الصلاة يجعلها باطلة ولا تُحتسب، ويستوجب التدارك الفوري.
الأكل والشرب خلال الصلاة.. إجماع على البطلان
اتفق العلماء من أهل السنة والجماعة على أن «الأكل أو الشرب أثناء الصلاة» يُبطلها بشكل قاطع، وهو أمر فيه إجماع نقله ابن المنذر، حيث قال: «أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن من أكل أو شرب عمدًا في الصلاة فعليه الإعادة».
وحتى لو كان الأكل أو الشرب بسيطًا، مثل بلع طعام في الفم أو شرب ماء، فإن ذلك ينافي شروط الصلاة التي تقوم على الخشوع والانقطاع عن كل شيء سوى الله عز وجل، ويجب على المصلي حينها أن يُعيد صلاته فورًا.
«الحدث» يبطل الصلاة ويقطعها
من أهم شروط صحة الصلاة الطهارة، فإذا حدث للمصلي أي «ناقض من نواقض الوضوء» مثل خروج الريح أو البول أو غيره، فإن صلاته تصبح باطلة مباشرة، ويجب أن يعيد الوضوء ثم الصلاة، وقد جاء في حديث عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا».
وهذا الحديث الشريف وضع قاعدة فقهية مهمة وهي أن الشك لا يبطل الطهارة، ولكن إذا تيقن الإنسان من حصول الحدث، فلا تصح الصلاة حينها أبدًا، ويجب عليه أن يعيدها في الحال حتى لا يقع في محظور «أداء الصلاة بغير طهارة».
كشف العورة في الصلاة.. متى يُبطلها؟
اتفق العلماء أن «كشف العورة عمدًا» أثناء الصلاة يُبطلها، لأن ستر العورة شرط أساسي من شروط صحة الصلاة، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية أن المسلم مطالب بأن يكون في هيئة «وقار وهيبة» وهو يقف بين يدي الله، وأن يغطي عورته بالكامل سواء كان رجلًا أو امرأة.
أما إذا حدث انكشاف للعورة بشكل «غير مقصود» مثل انكشاف جزء بسيط من الظهر أو القدمين، فلا تبطل الصلاة في هذه الحالة، بشرط أن يسارع المصلي بتغطية ما انكشف، وأن يكون ذلك دون تفريط أو استهتار، ومع ذلك يُستحب إعادة الصلاة خروجًا من الخلاف والاحتياط للدين.
الصلاة تحتاج «خشوعًا وعلمًا» لضمان صحتها
الصلاة ليست مجرد حركات بل هي عبادة قلبية قبل أن تكون بدنية، ويجب على المسلم أن يتعلم فقه الصلاة وأركانها وشروطها، حتى يؤديها على الوجه الذي يُرضي الله عز وجل، فمعرفة مبطلات الصلاة مثل الكلام أو الضحك أو الأكل أو الحدث أو كشف العورة أو ترك الركن تجعل المؤمن أكثر حرصًا وتدقيقًا في عبادته.
إعادة الصلاة في هذه الحالات لا تُعد تكرارًا بلا معنى، بل هي تصحيح لمسار العبادة وإتمام لفرض من فروض الإسلام، ولهذا فإن العناية بـ«تفاصيل الصلاة» دليل على صدق الإيمان وخشية الله.