«أنشودة الفؤاد».. أول فيلم غنائي مصري جمع الدراما بالأغاني في قصة مأساوية

«أنشودة الفؤاد».. في تاريخ السينما المصرية، كثيرًا ما يستشهد بفيلم «أولاد الذوات» كأول فيلم ناطق يعرض في البلاد عام 1932، لكن قل من يعرف أن فيلم «أنشودة الفؤاد» الذي عرض بعده بشهر واحد فقط، يعد أول تجربة سينمائية مصرية غنائية متكاملة، شكلت نقطة تحوّل كبيرة في العلاقة بين الصورة والصوت داخل الشاشة الفضية.
الفيلم الذي أُنتج في أجواء مليئة بالحماس لبداية عصر «الناطق»، شهد محاولات أولية لدمج الغناء بالدراما السينمائية، وبحسب ما وثّقه الناقد الكبير سعد الدين توفيق في كتابه «قصة السينما في مصر» الصادر عن دار الهلال سنة 1969، فإن «أنشودة الفؤاد» رغم ضعف مستواه الفني مقارنة بالمعايير الحالية، إلا أنه فتح الباب لتيار كامل من السينما الغنائية.

أحداث الفيلم.. دراما اجتماعية تلتقي بالتراجيديا
تدور أحداث «أنشودة الفؤاد» حول قصة مأساوية تبدأ من القاهرة، حيث يقع أمين باشا في غرام راقصة أوروبية تُدعى «ماري»، ويقرر أن يصطحبها معه إلى بلدته في سوهاج.
هناك تتشابك الخطوط الدرامية أكثر، إذ يقع حسني، الرجل المتزوج من نادرة، في غرام ماري هو الآخر، ويقرر هجر زوجته من أجلها.
تحاول نادرة إنقاذ حياتها الزوجية وتستنجد بشقيقها إبراهيم، الذي يذهب لمقابلة ماري في محاولة لإقناعها بالابتعاد عن حسني.
لكن الأخير يُفاجأ به ويظن أن شقيق زوجته ينافسه في الحب، فيقع شجار حاد بينهما ينتهي بإطلاق نار يصيب إبراهيم في عينيه. يُلقى القبض على حسني، بينما تموت نادرة من الحزن، وتُترك ابنتهما «ليلى» في رعاية أمين باشا.
تمر ستة عشر عامًا، وتكبر ليلى وسط أسرة أمين باشا، وتدخل في قصة حب مع ابنه «أحمد» الذي درس الطب في باريس وتخصص في جراحة العيون.
في ليلة الزفاف، يظهر والدها حسني بشكل مفاجئ، ويلمح ابنته عروسًا، في مشهد يحمل طابعًا مأساويًا وحنينًا مكررًا لما شاهده الجمهور سابقًا في نهاية فيلم «أولاد الذوات».

البطولة.. وجوه من المسرح إلى الشاشة
استعان الفيلم بعدد من كبار نجوم المسرح في تلك الفترة، على رأسهم جورج أبيض في دور إبراهيم، وعبد الرحمن رشدي في دور حسني، ونادرة في دور نادرة، وزكريا أحمد الذي قدّم دورا تمثيليا وغنائيا.
وكان لهذا الطابع المسرحي أثر واضح في الأداء التمثيلي، الذي اتسم بالجمود والمبالغة في بعض الأحيان.
إخراج محدود رغم الطموح
يشير الكاتب سعد الدين توفيق في تحليله للفيلم إلى أن المخرج ماريو فولبي لم يتمكن من مواكبة الإمكانيات الجديدة التي أتاحها الصوت السينمائي.
فقد ظهرت مشاهد الغناء طويلة ومملة، إذ كان يتم تصويرها بطريقة بدائية، بالكاد تتعدى تثبيت الكاميرا على المطرب أو المطربة طوال الأغنية، دون حركة أو تنوع في زوايا التصوير، مما أفقد الأغاني حيويتها وأثرها الدرامي.
لكن، وبرغم تلك المآخذ الفنية، فإن الفيلم احتل مكانة مميزة لأنه ببساطة كان "الأول" في تقديم الأغنية كجزء من السرد السينمائي، وهو ما أكسبه قيمة تاريخية وجماهيرية.
نجاح تجاري.. وجمهور عطشان للجديد
حقق «أنشودة الفؤاد» نجاحا تجاريا لافتا وقت عرضه، واستمر عرضه لأسابيع، كما تمت دبلجته إلى بعض اللهجات العربية ليُعرض في عدد من الدول المجاورة.
ويرى توفيق أن السبب وراء هذا النجاح يعود إلى الفضول الجماهيري الكبير لمشاهدة تجربة غنائية جديدة، خاصة أن الإذاعة والراديو في ذلك الزمن لم يكونا متاحين بالقدر الكافي لعامة الشعب، فكانت السينما متنفسًا بصريًا وصوتيًا جديدًا.
خطوة أولى لميلاد السينما الغنائية
فيلم «أنشودة الفؤاد» يُعد، بما له وما عليه، بداية حقيقية لما عُرف لاحقًا بـ«السينما الغنائية»، والتي أصبحت سمة بارزة من سمات الإنتاج السينمائي المصري على مدى عقود لاحقة.
فقد مهد الطريق لنجاح أفلام مثل «الوردة البيضاء» و«يحيا الحب» و«دليلة» و«أبي فوق الشجرة» وغيرها من كلاسيكيات السينما المصرية الغنائية.
اليوم، وبعد ما يقرب من قرن على عرضه، يبقى «أنشودة الفؤاد» واحدًا من الأفلام التي لا تُنسى، ليس بسبب جودته الفنية أو قدراته التقنية، ولكن لأنه مثل الصرخة الأولى في عالم السينما الغنائية، صرخة لم تكن مثالية لكنها مهدت الطريق لتيار سينمائي سيطر على الذوق الفني العربي لسنوات طويلة.
- أنشودة الفؤاد
- هلال
- روبي
- السينما
- كتاب
- الهلال
- درة
- الغناء
- الفن
- قنا
- أرز
- المصري
- الشاشة
- الحزن
- دار الهلال
- كاف
- بداية
- شاهد
- السينما المصرية
- بطولة
- الكاف
- مصر
- وردة
- وقت
- آبل
- الصور
- حماس
- سوهاج
- الدول
- تجار
- الحب
- القاهرة
- أرزة
- القارئ نيوز
- تمر
- البط
- فيلم
- البلاد
- الشعب
- نار
- ذهب
- الحال
- ألم
- الأغا
- أغا
- مسرح
- عرض
- طلاق
- دمج
- فقد
- هنا
- راقصة
- توفيق
- المخ
- الدين
- قصة حب
- نجاح
- الرحم
- الزمن
- الجمهور
- السب
- الأب
- عين
- الطب
- النجاح
- الورد
- الدراما
- البطولة