الخميس 26 يونيو 2025 الموافق 01 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مراسم مهيبة وحرير مطرز بالذهب.. الكعبة تبدل كسوتها فجر الخميس

الكعبة
الكعبة

تستعد الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لإتمام مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، غدا الخميس، الموافق 1 محرم 1447هـ، في مشهد إيماني مهيب يجسد روحانية الزمان والمكان، وذلك إيذانا ببدء عام هجري جديد يحتفل به المسلمون حول العالم.

وتعد هذه المراسم إحدى أبرز الشعائر الرمزية التي تعبّر عن قدسية الكعبة المشرّفة ومكانتها في قلوب المسلمين، وتنفذ وفق ترتيبات دقيقة وفنية تُراعي أعلى درجات الحرفية والاحترام.

الكسوة الجديدة.. تحفة فنية صنعتها الأيادي المؤمنة

تم الانتهاء من إعداد الكسوة الجديدة داخل مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة الواقع في منطقة أم الجود بمكة المكرمة، وذلك بعد جهود متواصلة استغرقت نحو 11 شهرًا من العمل الدقيق والمضني.

وتتكون الكسوة من:

47 قطعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود

68 آية قرآنية مطرزة بخيوط فضية مطلية بـ ذهب عيار 24

وزن إجمالي يقدّر بـ1415 كيلوغرامًا

ويشرف على تصنيع الكسوة نخبة من الحرفيين السعوديين المهرة، الذين يعملون بتقنيات يدوية وتقليدية عالية الدقة، مع استخدام أحدث الآلات لضمان الجودة والمتانة.

مراحل صناعة الكسوة.. من الماء إلى الذهب

تمر عملية صناعة الكسوة بسبع مراحل رئيسية تبدأ منذ المعالجة الأولية للمواد الخام وحتى التجميع النهائي، وتشمل:

تحلية وغسيل المياه المستخدمة في تصنيع المواد

صباغة خيوط الحرير الطبيعي باللون الأسود

عملية النسيج اليدوي والآلي

الطباعة الهندسية للآيات القرآنية

التطريز الدقيق بخيوط الذهب والفضة

تجميع القطع ومراجعتها الفنية

الفحص النهائي قبل النقل إلى المسجد الحرام

وتُعد كل مرحلة بمثابة عمل فني مستقل، يُراعى فيه أعلى معايير الإتقان والتقديس.

جدول التغيير.. من فك القديمة إلى تثبيت الجديدة

من المقرر أن تبدأ مراسم فك الكسوة القديمة يوم الأربعاء 29 ذو الحجة 1446هـ، بعد صلاة العصر مباشرة، بإشراف فرق متخصصة تعمل بتناغم وتنسيق محكم.

ويتم نقل الكسوة الجديدة إلى المسجد الحرام باستخدام مقطورة خاصة مُجهزة لضمان حمايتها من أي تلف أو تلوث، حيث يتم تثبيت الكسوة الجديدة فجر الخميس مع حلول أولى ساعات العام الهجري الجديد.

وتستغرق عملية التثبيت ساعات طويلة، حيث تعلق كل قطعة من الـ47 قطعة في مكانها المخصص، ثم تُخاط وتُطوّق بخيوط ذهبية لتُشكل الكسوة الموحدة النهائية التي تغطي الكعبة من جميع جهاتها.

أهمية الكسوة.. موروث ديني وتاريخي عريق

تعد كسوة الكعبة من أقدس الرموز في التراث الإسلامي، وترمز إلى عظمة وقدسية البيت الحرام. 

وقد بدأت الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود بتولي مسؤولية صناعتها سنويًا داخل المملكة، ليصبح مجمع الكسوة اليوم أحد أكبر مراكز الفنون الإسلامية التطبيقية في العالم.

كما تحظى الكسوة باهتمام بالغ من القيادة السعودية، وتنفذ تحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للعناية بالحرمين، تأكيدًا على دور المملكة في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية شؤونهما الدينية والفنية.

رسالة روحانية للعالم الإسلامي

تُمثل مراسم تغيير الكسوة رسالة رمزية بالغة المعنى، حيث تتزامن مع بداية عام هجري جديد، وتعبر عن:

تجديد العهد الروحي مع البيت الحرام

الوحدة الرمزية للأمة الإسلامية

الاهتمام بالحفاظ على الشعائر والموروث الديني

ويُتابع الملايين من المسلمين حول العالم هذا الحدث سنويًا، إما عبر البث المباشر أو عبر الصور والمقاطع التي تنتشر على نطاق واسع، لما تحمله من مشاهد مفعمة بالإجلال والخشوع.

مشهد تتجدد فيه الطاعة وتتزين فيه الكعبة

مع بزوغ فجر الخميس، تتوشح الكعبة المشرفة حلتها الجديدة التي جمعت بين الإتقان اليدوي والتكريم الإلهي، وسط دعاء المسلمين بأن يكون العام الجديد عام خير وبركة.

وتبقى كسوة الكعبة عنوانًا خالدًا لجمال العقيدة، وهيبة الشعيرة، وكرامة البيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا.

تم نسخ الرابط