صراع بين نور ونار.. إبليس في مواجهة أمر الله

يعد موضوع طبيعة إبليس من المواضيع التي أثارت جدلا واسعا بين العلماء والمفسرين على مر العصور، حيث تباينت الآراء بين كونه من الملائكة أو من الجن، رغم كونه شخصية مركزية في العقيدة الإسلامية.
وفي هذا التحقيق نستعرض أبرز هذه الآراء مع تفسير القرآن الكريم والروايات الموثقة.
إبليس في القرآن الكريم.. «كان من الجن» وليس من الملائكة
جاء في سورة الكهف: «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ» (الكهف: 50)، وهو ما يظهر بوضوح أن إبليس كان من الجن، وليس من الملائكة، بالرغم من عبادته الله مع الملائكة في البداية.
فالقرآن يوضح أن الملائكة مخلوقات نورانية خلقت لطاعة الله دون معصية، بينما الجن هم مخلوقات أخرى مخلوقة من نار، لهم إرادة حرة تمكنهم من الاختيار بين الطاعة والمعصية، هذا يفسر كيف أن إبليس عصى أمر الله بالسجود لآدم رغم كونه في صفوف الملائكة.
الروايات الإسلامية.. إبليس خازن الجنة وصراع المكانة
تقدم كتب التفسير والحديث روايات مختلفة حول وضع إبليس قبل معصيته، إذ يذكر التفسير السدي وغيره أن إبليس كان من قبيلة تدعى «الجن»، وهي مجموعة خازنة للجنة، وكان إبليس في منصب عالي كخازن لملك الدنيا.
كما يروى عن ابن عباس وغيره أن إبليس كان يعد من أشرف الملائكة، وكان له سلطان في السماء والأرض، ويطلق عليه اسم «عزازيل» قبل سقوطه.
ويربط بعض العلماء بين مكانته العالية وسبب كبره الذي أدى إلى عصيانه لأمر الله، حيث ظن أن مكانته تعلو على آدم.
وجهة نظر مختلفة.. إبليس ليس من الملائكة
على النقيض، يرى بعض العلماء والمفسرين أن إبليس لم يكن من الملائكة إطلاقا، بل من الجن الذين تمردوا وطردوا من الأرض.
ووفقا لهذا الرأي، فإن إبليس كان من الجن الذين قبضت عليهم الملائكة، وربما كان من النوع الذي يشبه الملائكة في طاعته، لكن طبيعته من الجن من حيث الخلق والإرادة.
ويستند هؤلاء إلى أن الملائكة بطبيعتها لا تعصي الله، وهو ما يفسر كيف يمكن لإبليس أن يعصي أمر الله بينما الملائكة لا تفعل ذلك.
السبب الحقيقي لسقوط إبليس: الكبر والتمرد
تتفق جميع الروايات على أن السبب الأساسي لسقوط إبليس كان تمرده على أمر الله بسبب الكبر والغرور، إذ قال إبليس مخاطبًا ربه: «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ» (ص: 76).
لقد كان يرى أن ما أعطاه الله من مكانة ومزايا يجعل سجوده لآدم تقليلا من قدره، فاختار العصيان، فتم طرده من الجنة، وتحول إلى عدو للبشرية، يعمل على إغوائهم وصدهم عن سبيل الله.
إبليس في العقيدة الإسلامية.. رمز للشر والاختبار
ينظر إلى إبليس في العقيدة الإسلامية كرمز للشر والتمرد على الله، ومصدر للفتنة والاختبار للبشر، فهو كائن خلقه الله من الجن، لديه حرية الاختيار، واختار طريق العصيان.
توضح النصوص الدينية أن إبليس مكلف بمهمة اغواء الإنسان وصده عن طريق الله، وأنه عدو مبين للبشر، وأن الصراع بين الإنسان وإبليس هو جزء من اختبار الحياة الدنيا.
الخلاصة.. إبليس مخلوق من الجن وليس ملائكة
تجمع الآيات القرآنية والروايات الموثوقة على أن إبليس من الجن، خلقه الله من نار، وله إرادة وعقل يمكنه من الاختيار بين الطاعة والمعصية، وهذا يختلف عن الملائكة الذين خلقوا من نور، ولا يعصون الله.
كانت مكانته مرتفعة قبل سقوطه، وربما ذلك جعله يظن أنه أفضل من آدم، فتمرد ورفض السجود، وكان بذلك أول عاصٍ، وتاريخ هذا التمرد يعكس عبرة كبيرة في العقيدة الإسلامية عن خطورة الكبر والغرور.
- إبليس
- التمر
- خطورة
- بيع
- الدنيا
- شخص
- دنيا
- عرض
- العلماء
- الحق
- عباس
- صوص
- طلاق
- نار
- القرآن
- الملائكة
- السب
- الخل
- الروايات
- إبر
- الله
- النص
- السد
- علماء
- الإسلام
- السماء
- ألم
- مصدر
- روايات
- العلم
- النصوص
- درة
- تمر
- كتب
- عمل
- الصراع
- سورة الكهف
- ملك
- المكان
- ربه
- عباد
- الجن
- آبل
- بداية
- القرآن الكريم
- طبي
- كان
- مركز
- الطاعة
- الجنة
- السجود
- بار
- الحديث
- سقوط
- التحقيق
- صراع
- سماء
- تحول
- العصور
- المعصية
- القارئ نيوز