الخميس 26 يونيو 2025 الموافق 01 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

صناع الدراما يدقون ناقوس الخطر.. «الغلاء التهم كل شيء حتى ساندوتش البريك»

صناعة الدراما
صناعة الدراما

تشهد صناعة الدراما المصرية في الأشهر الأخيرة حالة من التوتر والقلق في الأوساط الإنتاجية، وسط تحذيرات متصاعدة من منتجين بارزين بشأن خطر يهدد استمرار عجلة الإنتاج الفني، نتيجة الزيادات المتسارعة في أسعار عناصر الإنتاج، والتفاوت الكبير بين أجور صناع العمل الدرامي.

وفي هذا السياق، وجه المنتج هاني عبد الله رسالة تحذيرية عبر حسابه الرسمي على موقع «فيس بوك»، دعا فيها إلى ضرورة التوقف ومراجعة ما يحدث داخل السوق، محذرًا من عواقب الاستمرار على نفس النهج.

وقال هاني عبد الله في منشوره: «تحذير.. التفاوت الجبار في الأرقام بين الصُناع خطير جداً، والقادم مُعتم وسيؤدي لانهيار لا محالة، الكل يبحث عن مبتغاه دون النظر للصالح العام».

أزمة متصاعدة داخل السوق

وجاءت تصريحات عبد الله بعد أيام قليلة من منشور مشابه للمنتج عبد الله أبو الفتوح، الذي تحدث بصراحة عن الأزمة الراهنة التي تواجهها شركات الإنتاج الفني، مشيرًا إلى أن أسعار عناصر الإنتاج تشهد زيادات شهرية، وليس فقط سنوية كما كان معتادًا.

وكتب أبو الفتوح:
«عناصر الإنتاج الدرامي أسعارها بتزيد كل شهر مش كل سنة، ومبقاش حتى بيفرق السيزون من الأوف سيزون، يعني تبقى عامل مسلسل من 3 أو 4 شهور ييجي يقولك إحنا زودنا أجورنا، أصل الحياة بتغلى، طب بص الأسعار في السوق عاملة إزاي؟!، طب ما هو بالتالي الجهة المنتجة مش هتعرف تنتج لأن القنوات مش هتقدر تواكب الزيادات دي».

عناصر الإنتاج تحت ضغط الغلاء

وتابع أبو الفتوح في منشوره الحديث عن أعباء الإنتاج التي أصبحت تفوق قدرة كثير من الشركات، موضحًا أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر فقط على أجور العاملين، وإنما طال جميع عناصر العملية الإنتاجية.

وقال: «هل عناصر الإنتاج هي العاملين فقط؟ لأ طبعاً، ده فيه عشرات العناصر الأخرى، كل حاجة غليت ومستمرة في الغلاء، حتى ساندوتش البريك، وتصاريح التصوير بقت نار، سواء كانت من جهات حكومية أو خاصة، واللوكيشنات نار، سواء استوديو أو مكان عام أو حتى شقة عادية».

وشدد على أن التصاريح بمختلف أشكالها، وأسعار تأجير المواقع، أصبحت تشكل عبئًا لا يمكن احتماله، وهو ما يضع الإنتاج الدرامي في خطر حقيقي.

تحذير من انهيار شامل

وأكد المنتج عبد الله أبو الفتوح في نهاية منشوره أن الوضع إذا استمر على هذا الحال فقد يؤدي إلى شلل شبه كامل في الصناعة التي طالما كانت أحد أدوات القوة الناعمة المصرية المؤثرة في الداخل والخارج.

وختم منشوره بجملة لافتة: «أنا بحذر إن فيه خطر على الشغلانة والصناعة بشكل عام اللي هي تعتبر إحدى وسائل القوة الناعمة لمصر والمصريين.. اللهم بلغت اللهم فاشهد».

صناعة الدراما في مفترق طرق

تأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه شكاوى صُناع المحتوى الدرامي من التغيرات السريعة في بنية السوق، وتغير خريطة المشاهدة بفعل المنصات الرقمية، وتراجع موازنات بعض القنوات الفضائية، الأمر الذي ينعكس على حجم الطلب على المسلسلات ويُجبر المنتجين على ضغط التكلفة.

لكن الزيادات الجنونية في أسعار أجور الممثلين والتقنيين، بالإضافة إلى الخدمات المرافقة للتصوير من ديكور وإضاءة وتنقلات وتصاريح، تجعل من الاستمرار بنفس آليات السوق الحالية أمرًا بالغ الصعوبة.

غياب آليات الضبط

ويرى بعض المتخصصين في المجال الفني أن الأزمة لا تكمن فقط في ارتفاع الأسعار، بل في غياب جهة تنظم السوق وتضبط آليات التسعير للأجور والخدمات الفنية، في ظل تفاوت كبير بين أجور صُناع العمل الواحد، ما يخلق بيئة غير مستقرة تؤثر على جودة الإنتاج واستمراريته.

ويطالب منتجون بضرورة تدخل نقابة المهن السينمائية واتحاد المنتجين لوضع ضوابط واضحة، أو حتى إنشاء مرجعية مالية تراعي مصلحة السوق ككل، وليس فقط مصالح بعض الأسماء الكبيرة.

مستقبل الصناعة على المحك

صناعة الدراما ليست مجرد منتج ترفيهي، بل تعتبر أحد أدوات الدبلوماسية الثقافية للدولة المصرية، ومن أبرز الصناعات الإبداعية التي توفر آلاف فرص العمل، وتحقق عوائد اقتصادية كبيرة من الداخل والخارج.

لذلك، فإن تحذيرات المنتجين لا يمكن تجاهلها، خاصة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، دون اتخاذ خطوات فعلية وجماعية من الدولة والجهات المنظمة والقنوات والشركات المنتجة، لإنقاذ الصناعة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة.

الدراما المصرية تمر بمرحلة حرجة تتطلب تدخلا سريعا، فاستمرار غلاء عناصر الإنتاج يهدد مستقبل الدراما، وإذا استمر هذا المسار، فقد تواجه الدراما خطر الانهيار الكامل قريبا.

تم نسخ الرابط