«لأول مرة في أوروبا».. تجربة تشغيل تاكسي ذاتي القيادة من هذه الماركة
«تاكسي» المستقبل بات حقيقة على أرض الواقع في أوروبا، إذ بدأت إحدى كبرى الشركات العالمية تجربة تشغيل «تاكسي» ذاتي القيادة في شوارع مدينة أوروبية كبرى، لتصبح هذه الخطوة هي الأولى من نوعها على مستوى القارة، وهو ما يعكس طفرة تكنولوجية نوعية قد تعيد تشكيل مستقبل التنقل داخل المدن الأوروبية وتفتح الباب أمام وسائل نقل أكثر ذكاءً وأمانًا وكفاءة، خاصة في ظل التحديات البيئية والازدحام المروري
انطلاقة جديدة نحو النقل الذكي
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الأبحاث والاختبارات المكثفة التي أجرتها شركات تكنولوجيا السيارات في أوروبا وأمريكا وآسيا، وقد أعلنت شركة أوروبية رائدة في مجال تصنيع السيارات والتكنولوجيا الحديثة عن تدشين أول «تاكسي» بدون سائق يجوب شوارع العاصمة الألمانية برلين، ويقوم بنقل الركاب في مسارات محددة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة
يعتمد «تاكسي» الجديد على نظام قيادة آلي بالكامل، يتضمن حساسات متقدمة وكاميرات متعددة ورادارات دقيقة تسمح له برصد محيطه وتفادي العقبات، كما يستطيع «التاكسي» التفاعل مع إشارات المرور والمشاة بطريقة ذكية، ويقوم باتخاذ القرارات لحظيًا بناءً على البيانات التي يتلقاها من البيئة المحيطة
مزايا «تاكسي» ذاتي القيادة
أحد أبرز أهداف هذا المشروع هو تقليل الحوادث الناتجة عن الخطأ البشري، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 90% من الحوادث المرورية ناتجة عن أخطاء بشرية، وهو ما يجعل من «تاكسي» ذاتي القيادة خيارًا آمنًا على المدى البعيد، كما أنه يساهم في تقليل التكاليف التشغيلية من خلال التخلص من الحاجة إلى وجود سائق بشري، وهو ما قد يخفض من تكلفة التنقل مستقبلا
ويُتوقع أن يساهم «تاكسي» الذكي في الحد من التلوث البيئي، حيث تعتمد غالبية هذه المركبات على المحركات الكهربائية وليس الوقود التقليدي، ما يعني تقليل الانبعاثات الكربونية في المدن الأوروبية، وهو ما يتماشى مع أهداف الاتحاد الأوروبي للحياد المناخي
التحديات أمام «تاكسي» المستقبل
ورغم الحماس الكبير لهذه التجربة، إلا أن «تاكسي» بدون سائق لا يزال يواجه العديد من التحديات، فهناك مخاوف تتعلق بسلامة المستخدمين في حالة الطوارئ أو تعطل النظام، كما أن هناك حاجة لتعديل بعض القوانين المرورية في الدول الأوروبية من أجل اعتماد القيادة الذاتية بشكل رسمي وشامل
كذلك يتطلب نشر هذه المركبات بنية تحتية رقمية قوية تتضمن شبكات اتصالات فائقة السرعة من الجيل الخامس 5G ومراكز بيانات قادرة على معالجة كم هائل من البيانات في وقت لحظي، بالإضافة إلى تعزيز ثقة الجمهور في هذا النوع الجديد من وسائل النقل
التجربة الأوروبية الأولى تحت المجهر
في هذه التجربة الأولى من نوعها في أوروبا، تم تشغيل عدد محدود من «تاكسي» القيادة الذاتية تحت إشراف مباشر من الشركة المصنعة والسلطات المحلية، حيث تم تخصيص مسارات آمنة تتضمن مراقبة فورية لكل «تاكسي» أثناء سيره، كما يُسمح للركاب بتقديم تقييماتهم وملاحظاتهم بعد كل رحلة من أجل تحسين التجربة تدريجيا
وقد تفاعل السكان المحليون مع هذه التجربة بمزيج من الدهشة والفضول، حيث عبر بعضهم عن إعجابهم بالتقدم التكنولوجي المذهل، فيما أبدى آخرون تحفظهم إزاء فكرة الركوب في «تاكسي» لا يقوده إنسان، مشيرين إلى الحاجة لوقت كافٍ لبناء الثقة
مستقبل «تاكسي» في أوروبا والعالم
من المتوقع أن تتوسع هذه التجربة خلال الأشهر القادمة لتشمل مدن أوروبية أخرى مثل باريس وأمستردام ومدريد، كما أعلنت بعض الشركات المنافسة عن نيتها إطلاق نماذج مشابهة خلال عام 2026، مما يشير إلى سباق محموم في سوق «تاكسي» ذاتي القيادة على المستوى العالمي
ويعتقد خبراء النقل أن انتشار «تاكسي» الذكي قد يحدث ثورة في عالم التنقل الحضري، خاصة في المدن المزدحمة التي تعاني من التلوث والازدحام والضغط على وسائل النقل العامة، كما قد يغير هذا الابتكار شكل الوظائف المرتبطة بمجال النقل، مما يتطلب تأهيلًا وظيفيًا جديدًا يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي
بين المخاوف والفرص
من جهة أخرى، يشير بعض المحللين إلى أن الاعتماد الكامل على «تاكسي» ذاتي القيادة قد يخلق تحديات اجتماعية، مثل فقدان بعض الفئات لوظائفها في قطاع النقل التقليدي، كما أنه قد يُثير قضايا تتعلق بالخصوصية والأمن السيبراني، حيث تتعامل هذه المركبات مع بيانات حساسة عن الركاب ومواقعهم
لكن رغم هذه التحديات، يرى كثيرون أن فوائد «تاكسي» الذكي تفوق مخاطره، خاصة إذا تم تنظيم عمله ضمن إطار قانوني وأخلاقي واضح، يضمن حماية حقوق المستخدمين ويعزز من كفاءة النقل العام، وهو ما تعمل عليه حالياً حكومات وشركات أوروبا بشكل متسارع
خطوة نحو الغد
في ظل هذا التطور، يبدو أن «تاكسي» بدون سائق لم يعد جزءًا من أفلام الخيال العلمي بل تحول إلى واقع ملموس، ومع تقدم التكنولوجيا وزيادة ثقة المستخدمين فيه، قد يصبح هذا النوع من المركبات عنصرًا أساسيًا في مستقبل المدن الذكية، مما يجعل تجربة برلين اليوم مجرد بداية لما هو أكبر وأشمل في الغد.
