حرب أكتوبر.. نموذج يعكس قوة الوحدة العربية

تظهر ملامح الفرح والوطنية على الشعب المصري بمناسبة الذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر المجيد، وتصفه وسائل الإعلام المصرية "بيوم العزة والكرامة"، وهذا لاحساس كل مواطن مصري بفخره الشديد بذكرى انتصاره على أعداؤه.

ورغم احساسنا جميعا بالفخر ومشاعر الفرح، إلا أن هذه المشاعر مشوبة بحزن عميق بسبب هجمات الكيان الصهيوني على كلا من غزة ولبنان، فكيف يمكن أن نسعد بشكل كامل واخواننا تحت النيران؟

وتظهر حرب أكتوبر القوة الحقيقية للجيش المصري، بل الجيوش العربية جميعها، وتعطينا درسا في أن توحيد الصفوف العربية يمكنه تحقيق النصر.

ولا ينكر أحد مدى شجاعة الجيش المصري في تحقيق المصر، لكن مصر أو سوريا وحدهما بل انضمت لهما عدة دول أخرى مما ساهم في نصر أكتوبر المجيد الذي نحتفل به اليوم للمرة الـ 51 وفيما يلي نذكر بعض الجهود التي قامت بها الدول العربية.

الطيران العراقي بجانب المصري

شاركت العراق في الضربة الأولى، إذ حلقت 24 طائرة عراقية بجانب 200 طائرة مصرية في الساعة الثانية ظهرا يوم 6  أكتوبر 2024 وتوجهت إلى مواقع العدو شرق قناة السويس.

وكانت العراق أرسلت طائراتها من طراز "هوكو هنتر" منذ  6 أبريل من عام 1973.

وتضمنت القوات البرية والجوية العراقية فيلقًا مدرعًا، وفرقة مشاة آلية، ولواء قوات خاصة، وخمسة أسراب جوية مقاتلة/قاصفة، وأسرابًا من طائرات النقل الجوي وطائرات الهليكوبتر، وزاد مجموع هذه القوات على 60 ألف مقاتل و700 دبابة ومئات العربات المدرعة وآلاف سيارات النقل و12 كتيبة مدفعية.

وبلغت خسائر العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات من طراز "هوكر هنتر"، واستشهاد 3 طيارين وأسر 3 آخرين.

الجزائر أول دولة توقف تصدير البترول

كانت الجزائر أول دولة عربية تعلن حظر تصدير البترول للدول التي تساند إسرائيل، وفور اندلاع الحرب اتصل هواري بومدين، الرئيس الجزائري، بالرئيس السادات، وقال له إنه يضع كل  إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية.

وأرسل بومدين 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد على 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.

وعندما رفض الاتحاد السوفييتي تزويد مصر بالدبابات، سافر بومدين إلى موسكو، لإقناع السوفييت بإرسال السلاح للجيش المصري والسوري في أسرع وقت ممكن.

وهدد بومدين السوفييت بأنه إذا رفضوا تقديم السلاح للعرب فسيرجع إلى بلده معلنا للجميع عن رفض السوفييت تقديم السلاح في مواجهة أمريكا.

ولم يغادر موسكو إلى أن تأكد من وصول أول شحنة من السلاح للقوات المصرية والسورية.

مساعدات مالية وبترولية من ليبيا

قدمت ليبيا مليار دولار مساعدات لشراء أسلحة خلال الحرب، كما تبرعت أيضًا بمبلغ 40 مليون دولار و4 ملايين طن من البترول. 

كما أرسلت سرب ميراج 5 ليبي تمركز في جناكليس منذ منتصف الحرب، ولم يشترك هذا السرب في القتال خوفا على أرواحهم لانخفاض حالة طياريه المنخفضة، في المقابل أرسلت ليبيا السرب 69 ميراج-5 المصري، والذي قاده طيارين مصريين، الممول من أموال ليبية.

الأردن تناور الإسرائيليين

لم تعلن الأردن الحرب على إسرائيل ولكنها وضعت قواتها تحت درجة الاستعداد القصوى  بعد بدء الحرب وأخذت وضع الدفاع.

وحاولت العراق تأمين نفسها ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية، ولكن بسبب تدهور الوضع في سوريا أرسل الملك حسين اللواء الدرع 40 الأردني الذي خاض أول معاركه يوم 16 أكتوبر، الذي وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة الثالثة العراقية.

وأجبر اللواء المدرع 40 الأردني القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كيلومترات، لاشغال القوات الإسرائيلية، مما دفع إسرائيل لترك بعض قواتها تحسبا لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.

40 طائرة و30 دبابة مغربية

وأرسلت المملكة المغربية لواء مشاة إلى الجبهة السورية، سميت بـ"التجريدة المغربية"، ووضع اللواء المغربي في الجولان، كما أرسل المغرب قوات إضافية للقتال رفقة الجيش العربي السوري مدعومة بـ52 طائرة حربية، 40 منها من طراز f5، بالإضافة إلى 30 دبابة.

مال وجيوش وحظر صادرات البترول من الجانب السعودي

قررت السعودية حظر صادرات البترول، مع باقي الدول العربية النفطية، ثم تبرعت  بمبلغ بلغ 200 مليون دولار، فضلا عن تدشينها جسرا جويا لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية.

وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج، وهي: فوج مدرعات بانهارد مدرعة بانهارد و 18 ناقلة جنود مدرعة و 50 عربة شئون إدارية، وفوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، فوج المظلات الرابع، بالإضافة إلى بطارية مدفعية مضادة للطائرات عيار 40 ملم، سرية مدفعية هاون، وقاتلت هذه القوات بجانب القوات السورية يومي 20 و21 أكتوبر.

السودان تنقل الكليات العسكرية المصرية لأراضيها

وأعلنت السودان دعمها الكامل لمصر، ونظم مؤتمر الخرطوم الذي تم الإعلام من خلاله عن ثلاثية لا وهي  (لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض) كما أرسلت فرقة مشاه على الجبهة المصرية، ولم تتردد في نقل الكليات العسكرية المصرية إلي أراضيها.

الكويت تساند كلا من مصر وسوريا

أرسلت الكويت قواتها "الجهراء المجحفة" إلى سوريا بعد إندلاع الحرب، وبلغ عدد أفرادها أكثر من 3000 شخص،  تكونت من كتيبة دبابات، مشاة، وسريتي مدفعية، وأخرى مغاوير، وفاع جوي، وتشكيلات إدارية الأخرى.

وكلفت هذه القوة بحمايى دمشق ثم انضمت للفرقة الثالثة بالجولان، وظلت بالأراضي السورية حتى 25 سبتمبر 1974، وأقيم لها حفل عسكري لتوديعها.

وعلى الجبهة المصرية، أرسلت الكويت  قوة حربية، تتكون من 5 طائرات "هوكو هنتر"، طائرتي نقل من طراز "سي – 130" تحملان الذخيرة وقطع الغيار، ووصلت الطائرات إلى مصر في مساء يوم 23 أكتوبر.

رئيس الإمارات: ليس المال أغنى من الدم العربي

ساندت الإمارات أيضا القوات العربية وقال الشيخ زايد آل نهيان جملته الشهيرة (ليس المال أغلى من الدم العربي، وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا)، في مؤتمر صحفي بلندن، كما قطع النفط عن إسرائيل والدول الداعمة لها. 

تبرع بالمال والدم بالبحرين مساندة للجيش المصري

شهدت شوارع البحرين تجمعات شعبية للتبرع بالأموال والإعانات العينية والدم لمساندة الجيش المصري، وقررت وقف تصدير البترول للولايات المتحدة ايمانا منها بواجبها القومي تجاه الأمة.

وقررت إنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا الخاصة بمنح تسهيلات للبواخر الأمريكية في ميناء البحرين.

طائرات وكتيبة مشاة تونسية

أرسلت تونس إلى مصر كتيبة مشاة قبل اندلاع الحرب كما أعطتها 5 طائرات "هوكر هنتر".

إغلاق باب المندب أمام إسرائيل وحلفاؤها

أغلقت اليمن باب المندب أمام السفن الإسرائيلية وداعميها ليشهد الاحتلال حصارا بحريا لأول مرة، وأرسلت إسرائيل استغاثة مكوكية للاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والتي هددت الأخيرة بأنها ستحرك أسطولها الرابع لرفع الحصار عن تل أبيب، ولكن استطاعت الاستخبارات المصرية اليمنية توجيه وبعملية استخباراتية مصرية-يمنية مشتركة، توجهت المدمرات المصرية "سكورى" من ميناء بور سعيد إلى المحيط الهندي بذريعة حاجتها لإعادة ترميم وضرورة التوجه إلى باكستان لإجراء الإصلاحات اللازمة.

وتوقف هذا السرب بميناء عدن باتفاق مسبق على أنه سيقدم كل ما يمكنه ليكون لتتمكن هذه المدمرات من البقاء أكثر من 7 أشهر في جاهزية تامة لإغلاق باب المندب ومنع الإمدادات النفطية والسفن التجارية من وإلى إفريقيا وأوروبا من الوصول إلى ميناء إيلات.

غارات فلسطينية تشغل الاحتلال عن مصر

ونصبت قوات المقاومة الفلسطينية الكمائن وزرعت الألغام ونفذت عدة غارات على تجمعات العدو الإسرائيلي، ما أشغله عن المخابرات المصرية.