التداعيات الإقليمية بالانتخابات الأمريكية.. هل ستحسم الأوضاع في الشرق الأوسط التصويت؟
تعتبر أوضاع الشرق الأوسط من العوامل المحورية التي تلقي بظلالها على انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث تتسارع الأحداث في هذه المنطقة الحساسة وتؤثر بشكل مباشر على توجهات الناخبين.
وفي هذا السياق، يسعى كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس لإقناع الناخبين بدورهما في إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة ولبنان.
وتشير تقارير إلى أن النسخة الحالية من الانتخابات ستكون مختلفة تمامًا عن سابقتها، وفقًا لتحليلات الخبراء، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير الأزمات الإقليمية على نتائج الانتخابات.
الوضع في الشرق الأوسط ودوره في اتخاذ القرار الانتخابي
تؤكد التحليلات أن الأوضاع في الشرق الأوسط ستكون حاضرة بقوة في قرار الناخب الأمريكي، ذلك بسبب النهج الذي اتبعته الإدارة الأمريكية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما نتج عنه من تداعيات خطيرة.
ومع تزايد الصراعات وتدخلات مختلف الأطراف مثل حزب الله اللبناني والفصائل العراقية والحوثيين، زادت تلك الأزمات من تعقيد المشهد الانتخابي.
يبدو أن تداعيات هذه الحروب قد تركت أثرًا كبيرًا على الشارع الأمريكي، مما يجعلها محورية في النقاشات الانتخابية
تحول هاريس وتأثيره على الحزب الديمقراطي
في سياق متصل، يشير التقرير إلى أن ترشح كامالا هاريس قد أحدث تحولًا إيجابيًا في حظوظ الحزب الديمقراطي، كما تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة.
تتبنى هاريس نهجًا مغايرًا لما اتبعه بايدن، حيث أكدت أنها لن تغض الطرف عن معاناة الفلسطينيين، وستكثف جهودها لاستئناف مفاوضات وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين.
مما يعكس اهتمامًا أكبر بالقضايا الإنسانية، مما ساعد على تخفيف حدة الغضب لدى الناخبين العرب الأمريكيين الذين شعروا في السابق بالاغتراب بسبب موقف الإدارة الأمريكية.
يبدو أن هاريس تسعى لكسب ثقة هذه الشريحة المهمة من الناخبين من خلال خطابها الجديد.
طموحات ترامب وسعيه لكسب تأييد الناخبين العرب
في المقابل، يسعى المرشح الجمهوري دونالد ترامب للعودة إلى سدة الحكم، حيث ينظر إلى الشرق الأوسط باعتباره منطقة رئيسية تستحق اهتمامًا خاصًا.
ينتقد ترامب في كل تجمع انتخابي كيف تعامل منافسه الديمقراطي مع تداعيات حرب غزة، ويؤكد أنه هو الوحيد القادر على إعادة الاستقرار للمنطقة.
كما يتسلح بدعم الناخبين من الأصول العربية والمسلمة الغاضبة بسبب استمرار الحرب في غزة ولبنان.
يتضح من خلال هذه الديناميكيات أن أوضاع الشرق الأوسط لا تؤثر فقط على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بل تلعب دورًا محوريًا في توجيه الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية.
مع تزايد القضايا المرتبطة بالصراعات الإقليمية، يبدو أن الانتخابات القادمة ستكون أكثر تعقيدًا وتأثيرًا من أي وقت مضى.
التركيز على الطابع الذكوري في حملة ترامب
تسلط الصحيفة الضوء على الطابع الذكوري الطاغي في حملة ترامب الانتخابية، حيث اعتمدت الحملة بشكل كبير على شخصيات ذكورية بارزة مثل إيلون ماسك، الذي أثار جدلاً واسعًا بتصريحاته تجاه المغنية تايلور سويفت.
كما شهدت الحملة ظهورًا لافتًا للمصارع هالك هوجان، الذي تعمد تمزيق قميصه في التجمعات الانتخابية، مما يعكس النبرة الذكورية المتزايدة في الحملة.
وفي هذا السياق، تأتي انتقادات نيكي هيلي، آخر المنسحبين من السباق الجمهوري، التي أكدت في حديثها لشبكة فوكس نيوز أنها لم تتحدث مع ترامب منذ يونيو الماضي.
وجهت هيلي انتقادات لاذعة للحملة، مشيرة إلى أن الثقافة الذكورية والعلاقات الحميمة بين الرجال تتجاوز الحدود المقبولة، مما يجعل النساء يشعرن بعدم الارتياح.
فجوة في تفضيلات الناخبين
تكشف استطلاعات الرأي عن فجوة عميقة في تفضيلات الناخبين حسب الجنس، بينما يتقدم ترامب بفارق 6 نقاط بين الناخبين الذكور، تتفوق هاريس عليه بفارق 14 نقطة بين النساء.
والأكثر إثارة للقلق في معسكر ترامب هو الفجوة الهائلة في فئة الشباب، حيث تتقدم هاريس بفارق يصل إلى 34% بين النساء في الفئة العمرية 18-39 عامًا، بينما يحافظ ترامب على تقدم متواضع بخمس نقاط فقط بين الرجال في نفس الفئة العمرية، مما يشير إلى أن ترامب قد يواجه تحديات أكبر في استقطاب الناخبات الشابات.
دفعت هذه الأرقام المقلقة تشارلي كيرك، مؤسس منظمة "تيرننج بوينت يو إس إيه" اليمينية، إلى إطلاق تحذير صريح، حيث قال: "إذا بقي الرجال في منازلهم، فستصبح كامالا رئيسة".
ودعا الرجال إلى المشاركة الفعّالة في الانتخابات، مشيرًا إلى أن مستقبل الانتخابات قد يتحدد بناءً على تصويتهم.
إنكار ترامب لتفضيل الناخبات
رغم المؤشرات المقلقة، يواصل ترامب إنكار وجود أي مشكلة مع الناخبات، حيث أصر في تجمع انتخابي بولاية نورث كارولينا على أن "النساء تحببنني .. أنا حاميكن".
هذا التصريح يأتي على الرغم من نصيحة مستشاريه بتجنب مثل هذه التصريحات التي وصفت بأنها "تبدو متعالية".
يبدو أن ترامب يتجاهل القلق المتزايد بشأن انصراف النساء عن دعمه، مما قد يكون له عواقب وخيمة على حملته الانتخابية.