الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الأزهر يوضح: حكم جمع الصلوات وأداء الفجر بعد الاستيقاظ

الصلاة
الصلاة

أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا تفصيليًا تناول فيه بعض القضايا الشائعة التي تثير تساؤلات كثيرة بين المسلمين حول أداء الصلوات، مثل حكم جمع الصلوات الخمس في وقت واحد، وحكم صلاة الفجر بعد الاستيقاظ من النوم، جاء البيان ليؤكد أهمية الالتزام بالمواعيد المحددة للصلوات وفق ما جاء في النصوص الشرعية، مسلطًا الضوء على الأحكام المرتبطة بهاتين القضيتين.

في مقدمة البيان، شدد المركز على أن أداء الصلوات في أوقاتها هو فريضة شرعية لا مجال للتهاون فيها، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا» (النساء: 103)، وأوضح المركز أن الالتزام بأوقات الصلاة ليس مجرد تنظيم زمني، بل هو عبادة تهدف إلى غرس روح الانضباط في حياة المسلم، وإبقاء الصلة مع الله قائمة على مدار اليوم.

حكم جمع الصلوات الخمس في وقت واحد

أوضح بيان الأزهر أن جمع الصلوات الخمس في وقت واحد أمر غير جائز بإجماع العلماء، وبيّن أن الشريعة الإسلامية حددت أوقاتًا دقيقة لكل صلاة، تُراعى فيها الظروف المختلفة، وجعلت الجمع بين الصلوات مقتصرًا على حالات خاصة مثل السفر الطويل أو الضرورات المُلجِئة، وفي هذه الحالات فقط، يجوز الجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، وفق ما ورد في السنة النبوية، أما صلاة الفجر، فهي صلاة ذات خصوصية، حيث لا تُجمع مع غيرها وتؤدى دائمًا في وقتها المحدد.

صلاة الفجر بعد الاستيقاظ من النوم

انتقل البيان إلى قضية أخرى شائعة، وهي تأدية صلاة الفجر بعد الاستيقاظ من النوم، وخاصة إذا كان النوم قد تسبب في تفويت وقت الصلاة، أكد المركز أن الإسلام دين رحمة وواقعية، يتعامل مع الظروف الإنسانية بمرونة، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» (رواه مسلم)، وبهذا فإن من غلبه النوم ولم يتمكن من أداء صلاة الفجر في وقتها بسبب غير عمد، فإن عليه أن يبادر إلى أدائها فور الاستيقاظ.

مركز الأزهر أضاف أن هذا الحكم مستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة صفوان بن المعطل رضي الله عنه، عندما قال النبي: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ»، مما يعكس مدى شمولية الشريعة الإسلامية وحرصها على تسهيل العبادة مع التأكيد على أهمية الالتزام بها.

التحذير من التكاسل والتهاون

في الوقت ذاته، حذر البيان من التكاسل أو التفريط في أداء الصلوات، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى» (النساء: 142)، وهو وصف للمنافقين الذين يؤدون الصلاة بلا خشوع أو التزام حقيقي، وأشار إلى أن المسلم الذي يحافظ على صلاته في أوقاتها يُظهر تقواه ويعبر عن التزامه العملي بركن أساسي من أركان الإسلام.

الدعوة إلى الالتزام وروح العبادة

اختتم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانه بدعوة المسلمين جميعًا إلى الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها المحددة، سواء كانوا في الحضر أو السفر، وألا يكون هناك تهاون في هذا الركن العظيم، وأكد أن الصلاة ليست مجرد أداء حركي، بل هي وسيلة للتقرب إلى الله، وغرس التقوى في القلوب، وربط المسلم بخالقه على مدار اليوم.

يُذكر أن بيان الأزهر يأتي في إطار جهود الأزهر المستمرة لتوضيح المفاهيم الشرعية، والرد على التساؤلات المتعلقة بالعبادات والمعاملات، بما يُسهم في بناء وعي ديني صحيح يتماشى مع تعاليم الإسلام السمحة.

من الأسئلة التي يتداولها المسلمون، خاصةً في مجال الصلاة والعبادات، هو حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة، وما إذا كان من السنن المؤكدة أو من الأمور المستحبة التي يجوز للإنسان القيام بها، وقد أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال في بيان هام نشرته عبر موقعها الرسمي، مؤكدة أن الدعاء بعد التشهد الأخير هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من الأعمال التي كان الصحابة رضوان الله عليهم يمارسونها، دون أن يُنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

الدعاء بعد التشهد الأخير: سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم

الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة ليس من الأمور التي يتم تعليمها بشكل محدد، ولكنها من الأعمال التي اعتاد الصحابة على أدائها في صلاتهم، فكما نقلت دار الإفتاء، رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يُنكر على أصحابه دعاءهم في الصلاة، بل كان يؤيد ذلك، مما يجعل من هذا الفعل سُنة مؤكدة.

من أبرز الأحاديث التي تشير إلى ذلك ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: «مَا تَقُولُ فِي صَلَاتِك؟»، فأجاب الرجل قائلاً: “أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّار” - رواه ابن ماجه، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أقره على هذا الدعاء، مما يدل على أنه لم يكن يشترط صيغة معينة، بل كان الدعاء بشكل عام بعد التشهد جائزًا ومحبوبًا.

تم نسخ الرابط