كيف تميز بين الشهادة الصحيحة وشهادة الزور؟
أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى حديثة، أن شهادة الزور تعد من الكبائر التي حذر منها الإسلام بشكل قاطع، مشددًا على أن الشهادة يجب أن تستند إلى الحقائق التي شهدها الإنسان بنفسه ولم يراها أو يسمعها من طرف آخر، واعتبر الدكتور فخر أن التلاعب في الشهادة يعتبر خيانة للعدالة وقد يؤدي إلى نتائج قانونية ودينية كارثية.
الشهادة الصحيحة وشهادة الزور
وقال فخر في تصريحاته أنه يجب التفريق بين “التحمل” و”الأداء” في الشهادة، وأكد أن التحمل يعني أن الشخص شهد شيئًا أو سمعه بشكل مباشر وقاطع، مثل أن يرى حادثة بعينه أو يسمع كلامًا بشكل واضح، بينما الأداء يعني إخبار المحكمة أو أي جهة أخرى بما شاهده أو سمعه، فإذا كان الشخص قد شاهد شيئًا بعينيه أو سمعه بأذنه، فإن شهادته تعتبر صحيحة وملزمة، أما إذا شهد شخص على أمر لم يره أو لم يسمعه بنفسه، فهو في تلك الحالة يرتكب شهادة زور.
أشار فخر إلى أن شهادة الزور قد تحدث حتى في الحالات التي يكون فيها الشخص واثقًا من صدق الطرف الآخر، وتحدث عن مثال شائع في محاكمات شهيرة، حيث يطلب أحد الأشخاص من آخر أن يشهد لصالحه في قضية معينة على أمر لم يشهده أو يسمعه بنفسه، وهو أمر محظور في الشريعة الإسلامية، حتى لو كان الشخص واثقًا في صدق الآخرين، فإن الشهادة التي تؤدى بناءً على ما سمعه من غيره أو على الظن، تعتبر شهادة زور.
وأكد أمين الفتوى أن الشهادة يجب أن تستند إلى شهادة مباشرة وواضحة، أي أن الشخص يجب أن يشهد بما رآه أو سمعه بنفسه، ولا يجوز له أن يقتصر على الظن أو التخمين، وأضاف أنه حتى إذا كانت نية الشخص حسنة أو كان متأكدًا من أن شهادته ستخدم مصلحة شخص آخر، فإنها تظل شهادة زور ما لم تكن مبنية على ما رآه أو سمعه بشكل مباشر.
وأكد فخر على ضرورة أن يتجنب المسلمون شهادة الزور مهما كانت الظروف، موضحًا أن هذا الفعل لا يتعارض فقط مع العدالة القانونية، بل يخالف أيضًا المبادئ الشرعية التي تحث على الأمانة والصدق في جميع تعاملات المسلم، وأوضح أن الإسلام دين عادل يأمر بالحفاظ على الحقوق ويجعل من شهادة الحق وسيلة لتحقيق العدالة.
وشدد في ختام حديثه على أن هناك عواقب دينية جسيمة لشهادة الزور، حيث أن الإسلام يعتبر هذا العمل من الكبائر التي يجب على المسلمين الحذر منها، وأكد أن الشهادة على الحق هي من أسس بناء المجتمعات العادلة والناجحة، وأن إفساد هذه العدالة من خلال التلاعب بالحقائق يمكن أن يؤدي إلى فساد واسع النطاق.
بتلك الفتوى، أراد الدكتور علي فخر أن يرسخ مفهوم الشهادة الصادقة وأثرها الكبير في الحفاظ على العدالة في المجتمعات، وحث جميع المسلمين على أن يكونوا دائمًا على استعداد للشهادة بالحق فقط، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يضر بمبادئ العدالة والإنصاف.
ويعد حب النبي صلى الله عليه وسلم من أسمى المشاعر التي تربط المسلم بربه وبالنبي الكريم، فقد تجسد هذا الحب في كل تفاصيل حياة المسلم اليومية، فلا يقتصر حب النبي على مجرد الكلمات أو الأقوال، بل يتعدى ذلك ليكون سلوكًا وأفعالًا تتجسد في الاقتداء بهدي النبي وسنته في جميع مناحي الحياة، في حديثه الأخير، تحدث الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن أهمية حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين، وكيف أن هذا الحب يتجدد مع مرور الوقت ليزداد عمقًا وتأصيلًا في النفوس.