عمرها 40 ألف عام.. أدوات حجرية تبرز تكيف الإنسان مع الغابات الاستوائية
كشف فريق دولى بقيادة مجموعة من الباحثين عن أدوات حجرية عمرها 40 ألف عام فى الغابات الاستوائية الأفريقية، مما يوفر أول دليل على الاحتلال البشرى المنهجى فى بيئات الغابات المطيرة، وفقا لما نشره موقع heritagedaily.
اكتشاف أدوات حجرية
عثر العلماء على هذا الاكتشاف فى مواقع ريو كامبو فى غينيا الاستوائية، حيث تشير الأدلة إلى أن الإنسان العاقل المبكر ازدهر فى أحد أكثر النظم البيئية تحديًا على هذا الكوكب تاريخيًا، وركزت الدراسات حول تطور الإنسان على المناطق القاحلة وشبه القاحلة فى أفريقيا.
تقنيات الأدوات الحجرية
ويعتقد علماء الآثار أن البقاء على قيد الحياة فى مواقع ريو كامبو يرجع جزئيًا إلى استخدام تقنيات أدوات حجرية متطورة، تعكس مجموعة الأدوات الحرفية المتقدمة والاستراتيجيات الثقافية التكيفية، مما مكن البشر الأوائل من التنقل بين النباتات الكثيفة والحرارة الشديدة والموارد غير المتوقعة.
وقال البروفيسور أنطونيو روزاس، المؤلف الرئيسى للدراسة التى نشرت فى مجلة Quaternary Science Reviews: "هذا الدليل يغير فهمنا لكيفية تكيف البشر المعاصرين مع بيئات معقدة مثل الغابات الاستوائية الأفريقية".
مجموعات من أدوات حجرية معقدة تكشفها العلماء
قام علماء الآثار بفحص 30 نتوءًا صخريًا، حيث كشف 16 نتوءًا صخريًا عن مجموعات من أدوات حجرية المعقدة، ومن بين 418 قطعة تم استردادها، هناك رؤوس ثنائية الوجه، وأنوية ليفالوا، وأدوات كبيرة تستخدم في الصيد ومعالجة المواد.
وأضاف روزاس: "بفضل النتائج التى توصلنا إليها من ريو كامبو، وسعنا خريطة السلوك البشرى فى عصور ما قبل التاريخ، ووضعنا وسط أفريقيا كجزء أساسى فى التطور الثقافى والبيولوجى لنوعنا".
كما يُظهر الاكتشاف أن الغابات الاستوائية، على الرغم من الظروف البيئية المعاكسة، كانت بمثابة بيئات أساسية فى التاريخ التطورى للإنسان الحديث.
ما هي الغابات الاستوائية الموسمية؟
هي نوع من أنواع الغابات التي تتميز بمجال حيوي وبيئي، وتتمتع بموسمها الجاف بفعل الرياح الموسمية، وتتساقط أوراق أشجارها خلال هذا الموسم، إذ يعتمد التساقط على شدة نقص الرطوبة.
وتُعد هذه الغابات أبسط من الغابات المطيرة وعدد أشجارها أقل، وتحتوي على عدد أقل من النباتات العشبية والمتسلقة.
كما تُعد الغابات الاستوائية الموسمية منخفضةً، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 20 درجةً مئويةً، وفي أبرد شهر فيها يبلغ متوسط درجة الحرارة 18 درجةً مئويةً، وهي غابات شبه دائمة الخضرة.
وتتميز بموسمها الجاف الطويل، والذي يتبعه موسم من الأمطار الغزيرة، ويستمر الموسم الجاف فيها لـ 6 أشهر في السنة، وقد يستمر لأكثر من ذلك.
يعتمد تكوين الغابات الاستوائية الموسمية على كمية الأمطار التي تسقط فيها، فالغابات التي يُوجد بها المزيد من الأمطار تتميز بأنّها أطول ولديها أنواع نباتات دائمة الخضرة، أما الغابات التي تُوجد في المناطق شديدة الجفاف تتميز بأنّها أقل كثافةً.
موقع الغابات الاستوائية الموسمية
تُوجد الغابات الاستوائية الموسمية بين خطي عرض 10 و25 درجةً، وغالبًا ما توجد شمال وجنوب الغابات الاستوائية المطيرة في العالم، وذكر لأهم المناطق التي تحتوي عليها فيما يأتي:
أمريكا الجنوبية في جنوب وجنوب غرب الأمازون.
منطقة تشيكيتانيا في شرق بوليفيا، والتي تمتد إلى بانتانال البرازيلية.
شمال شرق البرازيل، وفي الأرجنتين والباراغواي.
الساحل الغربي من شاميلا بالمكسيك إلى باركيه ناسيونال سانتا روزا في كوستاريكا.
جزيرة بارو كولورادو في بنما وجزيرة بليز وجزر الأنتيل الكبرى.
ماكوكو في الغابون والكاميرون.
جمهورية الكونغو الديمقراطية.
غانا وساحل العاج وليبيريا.
غرب مدغشقر.
غاتس الغربية في الهند، وفي هضبة ديكان وأجزاء من بنجلاديش.
جنوب شرق آسيا في تايلاند وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام.
مناخ الغابات الاستوائية الموسمية
يُعد مناخ الغابات الاستوائية الموسمية مناخًا استوائيًا، يتميز بأنّه رطب وجاف، والذي يرتبط بغابات السافانا الاستوائية، ففي آسيا تتعرض هذه الغابات لتأثير الرياح الموسمية، ويستمر موسم الجفاف الطويل من نوفمبر إلى أبريل، ويهطل في الغابات الاستوائية الموسمية دائمة الخضرة 2489.2 مم الأمطار أو أكثر كل عام.
لكنها تمر بفترة جفاف لمدة 6 أشهر أو أكثر متتالية، ويهطل فيها أقل من 101.6 مم، أما الغابات الجافة التي تفقد فيها معظم الأشجار أوراقها في موسم الجفاف يهطل فيها من 812.8 إلى 1803.4 مم سنويًا مع 5 أشهر متتالية بمتوسط أقل من 101.6 مم.
الغطاء النباتي والحيواني في الغابات الاستوائية الموسمية تعيش العديد من نباتات الليانا (الكروم الخشبية) والنباتات العشبية في هذه الغابات، ويعيش فيها العديد من أنواع الحيوانات التي تتواجد في الغابات المطيرة والسافانا المجاورة، ومن هذه الحيوانات؛ القرود والببغاوات والقطط الكبيرة، وخلال موسم الجفاف يقوم العديد من الحيوانات بالهجرة منها إلى مناطق أكثر رطوبةً.
يُوجد في الغابات الاستوائية الموسمية الأمريكية نباتات الصبار والبروميليا، وغالبًا ما تكون أزهار الأشجار كبيرة الحجم وذات ألوان زاهية، وكذلك يُوجد أنواع من الأشجار الكبيرة التي تخزن المياه في جذوعها حول العالم، ومن هذه الأشجار: أشجار الباوباب في أفريقيا ومدغشقر وأشجار سيباس وكافانيليسياس (أشجار الزجاجة البرازيلية) في أمريكا الجنوبية.
تتميز هذه الغابات بالتنوع الحيواني المرتفع، فيُوجد فيها أنواع من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات، ويُعد النمل عامةً والنمل الأبيض خاصةً متنوعين للغاية فيها، ويُوجد فيها الحيوانات الآكلة للحشرات، مثل: آكلات النمل والأرماديلوس والبنغول والليمور في مدغشقر، ومن أنواع القطط الكبيرة التي فيها؛ الجاغوار في الأمريكتان والنمور في آسيا، وفي الغابات الأفريقية والآسيوية تكثر العواشب الكبيرة، مثل: الفيلة ووحيد القرن.