الأربعاء 15 يناير 2025 الموافق 15 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الأديب طه حسين.. رسالة مؤثرة من التاريخ

الأديب طه حسين
الأديب طه حسين

في رسالة إلى طه حسين واحد من الشخصيات المؤثرة في الحركة العربية الأدبية الحديثة، يأتي ذاك الجهبز في مجال الأدب وهو "طه حسين علي بن سلامة"، متفردًا، مبدعًا قد خطّت أنامله تاريخًا وإرثًا أدبيًا، يُتغنى به كأنه ألحان تُعزف على بيانو أثري، تُقدر قيمته بالملايين.

ورغم المعاناة الغادرة لطفولته التعساء، رغم الألم الذي تقلد دفة قدره، وعلى أثره قد فقد عيناه جهلًا، فلم يعيقه ذاك القدر السرمدي في تحقيق إنجازات يحكي عنها التاريخ إلى يومنا هذا.

الأديب طه حسين

ولد «طه حسين علي بن سلامة» يوم الجمعة 14 نوفمبر 1889، وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، وخامس أحد عشر من أشقائهِ، في قرية كيلو القريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ولم يمر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما إلى الأبد.

ويرجع ذلك إلى الجهل وعدم جلب أهله للطبيب بل استدعوا الحلاق الذي وصف لهُ علاجا ذهب ببصره، وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر.

أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى قصص عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.

كان من رواد حركة الأدب الواقعي، ودرس في جامعة الأزهر، ثم التحق بالجامعة الأهلية حين افتتحت عام 1908، وحصل على الدكتوراه عام 1914 ثم ابتعث إلى فرنسا ليكمل الدراسة.

عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا للتاريخ ثم أستاذًا للغة العربية، عمل عميدًا لكلية الآداب، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرًا للمعارف، ومن أشهر كتبه: في الشعر الجاهلي (1926) ومستقبل الثقافة في مصر (1938)، وقد رُشح لجائزة نوبل في الأدب إحدى وعشرين مرة.

درس في كلية الفنون في باريس وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة مونبلييه، حصل على دكتوراه في الفلسفة، كان وزيرًا للمعارف، حصل على جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة كمبلوتنسي لمدريد، وسام الاستحقاق المصري، وسام الاستحقاق السوري، وسام الجمهورية التونسية. 

حياة طه حسين

لم تقتصر حياة طه حسين المهنية على التدريس فحسب، بل شغل أيضاً منصب مراقب للثقافة في وزارة المعارف في الفترة الممتدّة بين عاميّ 1939-1942م، ثمّ عمل كمستشار لوزير المعارف في الفترة المحصورة بين عاميّ 1942-1944م، وفي عام 1943م ساهم في تأسيس جامعة الإسكندرية، وعُيّن أول مدير لها، واستمرّ في ذلك حتى عام 1944م، ثمّ في عام 1950م شغل منصب وزير المعارف لمدّة عامين، وكانت من أهمّ إنجازاته في هذه الفترة أنّه أقرّ مجانية التعليم، وأنشأ جامعة عين شمس، إلّا أنّ هذا كان آخر منصب سياسي يشغله، فقد تفرّغ بعد ذلك للكتابة.

عمل طه حسين في الصحافة في العديد من الصحف والجرائد كانت أوّلهم صحيفة الجريدة التي بدأ العمل فيها منذ عام 1908م وحتى عام 1914م، كما كتب ونشر في عدّة صحف أخرى، مثل: صحيفة اللواء، ومصر، والفتاة، والشعب، وصحيفة الاثنين، والاستقلال، وغيرها، ثمّ في عام 1925م عمل في صحيفة الاتّحاد، أمّا في الفترة الواقعة بين عاميّ 1926-1932م فقد عمل في صحيفة السياسة الأسبوعية.

وفي عام 1933م نشر طه حسين بعض كتاباته في صحيفة كوكب الشرق، ثمّ في عام 1934م تولّى الإشراف على صحيفة الوادي، وبعد ذلك كتب في عدّة صحف أخرى، مثل: صحيفة الثقافة، والرسالة، ومجلتي، والمصور، وصحيفة الأهرام ، وأخبار اليوم، وغيرها، ثمّ أسّس مجلة الكاتب المصري وعمل رئيساً لتحريرها في الفترة الواقعة بين عاميّ 1945-1948م، أمّا في الفترة الواقعة بين عاميّ 1959-1964م فقد عمل رئيساً لتحرير صحيفة الجمهورية.

من مؤلفاته:

-كتاب الأيام (سيرة ذاتية)

-دعاء الكروان 

- الوعد الحق

- جودت بيك

- أحلام شهرذاد

- شجرة البؤس 

- وغيرهم من الكثير والكثير 

قصة طه حسين

هى قصة تدرس من فتى أصيب بالعمى جهلًا إلى عميدًا للأدب العربي، لكن الآن لم يعد الجهل مجرد عدم وعي؛ بل أصبح جهلًا بوعيٍ تام، واتباع باقي السرب حتى وان كان تائهًا عن الطريق الصائب، السيطرة على عقول واعية وتحويلها إلى دمى متحركة، لا ترى، لا تتكلم، ولا تسمع إلا ما يُروى لها، لم يعد العمى موضعيًا فقط بل أصبح عمى القلوب عن اتباع الصالح.

لم تعد الكتابة في لباس هيبتها التي تستحق؛ بل سحقها الجهل بمقاليد قواعدها، وأصبحت القراءة موضة قد عفى عليها الزمان، واحتُقنت في زمان بتقلده الذكاء الاصطناعي الذي سيطر على العقول البشرية.

فلم يعد الأدب إرثًا لعقول خاوية، ولم تعد الثقافة كنزًا في أزمانٍ مُخذية، والقلب أصبح مُئن بخيباتٍ مُدوية.

وتوفى في 28 أكتوبر 1973 عن عمر يناهز (83 عام) في القاهرة.

تم نسخ الرابط