ترامب في حوار مع«التايم»..لن أُجر إلى حرب مع إيران بضغط من نتنياهو

ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حوارٍ خاص مع مجلة «التايم» بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، العديد من القضايا الدولية الهامة، على رأسها ملف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، والتصريحات التي أدلى بها ترامب خلال اللقاء سلطت الضوء على علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك موقفه من التفاوض مع إيران.
ترامب.. نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران
خلال الحوار، أكد ترامب بشكل قاطع أنه لن يسمح لإسرائيل بأن تدفع الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. وصرح قائلاً: «نتنياهو لن يجرني إلى حرب قد يخوضها مع إيران».
كما أضاف أنه لا يسعى إلى منع إسرائيل من مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، ولكنه أوضح أنه في الوقت ذاته لم يُسهّل لهم اتخاذ هذه الخطوة.
وأشار إلى أنه على الرغم من تقارب العلاقات مع إسرائيل، إلا أنه لم يكن في وضع يمكنه من تقديم الدعم الكامل للجيش الإسرائيلي في هذا الصدد.
الحديث عن خيار الهجوم العسكري على طهران
على الرغم من تمسك ترامب بنهج التفاوض السلمي مع إيران، إلا أنه لم يغلق الباب أمام إمكانية استخدام القوة العسكرية في حال فشل المفاوضات.
حيث أشار إلى أنه إذا لم تنجح جهود التفاوض، فإنه سيقف إلى جانب إسرائيل في حال شنّت هجومًا على إيران، قائلًا: «إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع إيران فسأنضم إلى إسرائيل في هجومها وسأكون في مقدمته».
كما أضاف: "من المحتمل أن نضطر لشن هجوم حتى نضمن عدم امتلاك طهران سلاحًا نوويًا".
تصريحات ترامب تثير القلق بشأن المستقبل القريب إذا فشلت المفاوضات النووية، إذ يبدو أن الرئيس الأمريكي يضع كل الخيارات على الطاولة في سبيل ضمان منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
رفض تقرير منع الهجوم الإسرائيلي
في سياق الحديث عن علاقة واشنطن بإسرائيل فيما يتعلق بإيران، رد ترامب على التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام والتي أشارت إلى أنه منع إسرائيل من مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وصرح قائلاً: «هذا غير صحيح.. لم أمنعهم. لكنني لم أُهيئهم للهجوم، لأنني أعتقد أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق دون الهجوم».
وأضاف أنَّه كان يفضل التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران بدلًا من استخدام القوة العسكرية، ولكن في الوقت نفسه ترك الباب مفتوحًا للخيارات الأخرى.
التوصل إلى اتفاق مع إيران.. أمل دون تأكيد
على الرغم من المواقف الحادة التي عبر عنها ترامب، إلا أنه عبّر عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، حيث أكد: «أعتقد أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق مع إيران دون شن هجوم عليها، وآمل أن نتمكن من ذلك».
هذا التفاؤل يظهر رغبة ترامب في تجنب التصعيد العسكري مع إيران، مع التأكيد على أنه سيكون مستعدًا للتحرك في حال فشل الحوار.
قرار صعب في حال فشل المفاوضات
تظهر تصريحات ترامب في الحوار مع «التايم» الصورة المعقدة لسياسة الإدارة الأمريكية في التعامل مع إيران، من جهة، يبدو أن ترامب يسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل وحمايتها من التهديدات الإيرانية، بينما من جهة أخرى، لا يغلق الباب أمام المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قد ينهي هذه الأزمة سلمياً.
لكن ما لا يمكن تجاهله هو احتمال أن يواجه ترامب قرارات صعبة في المستقبل، خاصة إذا فشلت إيران في الالتزام بالاتفاقات الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي.
هذه التصريحات تكشف عن الصراع المستمر داخل الإدارة الأمريكية بين الاعتبارات السياسية الدولية والإستراتيجيات العسكرية.
ويبدو أن ترامب على استعداد لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد إيران، لكن تفضيله الأول يبقى هو التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن عدم امتلاك طهران لسلاح نووي دون الحاجة إلى اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية.
ترامب في موقف حساس
في النهاية، تصف تصريحات ترامب في هذا الحوار موقفًا حرجًا بين الرغبة في تجنب الحرب مع إيران والسعي لتحقيق مصالح أمريكا وحلفائها.
على الرغم من التصعيد في التصريحات والتأكيد على الخيارات العسكرية، إلا أن الرئيس الأمريكي ما يزال يعرب عن أمله في نجاح المفاوضات وتجنب الوصول إلى مرحلة الهجوم العسكري. إلا أن السيناريوهات المستقبلية قد تفرض عليه اتخاذ قرارات صعبة، تعتمد بشكل كبير على مسار المفاوضات مع إيران ومدى التزامها بالاتفاقات الدولية.