جالانت.. نتنياهو رفض اغتيال قادة «حزب الله» رغم دعم الأجهزة الأمنية

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، عن تفاصيل مثيرة تتعلق باتخاذ القرار العسكري في إسرائيل عقب هجمات السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض تنفيذ عملية اغتيال كانت تستهدف قيادات بارزة في حزب الله اللبناني، على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
موقف مفاجئ من نتنياهو رغم موافقة الأمن
وفي تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية، قال جالانت إن القرار برفض تنفيذ الهجوم جاء بعد أربعة أيام فقط من هجمات السابع من أكتوبر، التي شكلت زلزالاً أمنياً وسياسياً داخل إسرائيل، مضيفاً أن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلاد كانوا يدعمون تنفيذ العملية، غير أن نتنياهو اتخذ قراراً مغايراً.
وأوضح جالانت أن الرفض لم يكن ناتجاً عن عدم توافر المعلومات أو القدرات العسكرية، بل جاء رغم توفر فرصة حقيقية لتوجيه ضربة موجعة لحزب الله قد تغير قواعد اللعبة، على حد تعبيره.
القناة الإخبارية المصرية تنقل التصريحات
وأفادت بعض القنوات الأخبارية في خبر عاجل، أن جالانت أدلى بهذه التصريحات قبل قليل، ما أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية والأمنية داخل إسرائيل، خصوصاً أن الحديث يدور حول فرصة لاستهداف رأس الهرم في «حزب الله»، الذي يُعد من أكثر خصوم إسرائيل تأثيراً على الساحة الإقليمية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت بالغ الحساسية، مع استمرار التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وتصاعد الاشتباكات المتقطعة مع حزب الله على الحدود مع لبنان، فضلاً عن تداعيات الحرب المستمرة في قطاع غزة.
خلفيات القرار.. حسابات معقدة أم تردد سياسي؟
وطرح جالانت تساؤلات بشأن دوافع نتنياهو، متسائلاً: «لماذا لم يُنفذ الهجوم رغم دعم المؤسسة الأمنية؟ هل كانت هناك اعتبارات سياسية داخلية أو خارجية؟ أم أن نتنياهو لم يرغب في فتح جبهة ثانية مع لبنان؟».
وأكد أن مثل هذا القرار لا يتم اتخاذه بمعزل عن تقديرات شاملة للموقف الإقليمي والدولي، لكنّه شدد على أن «الفرصة كانت سانحة لضرب أحد أخطر أعداء إسرائيل».
المعارضة تهاجم: نتنياهو يضيع الفرص
وعقب التصريحات، شنّت شخصيات بارزة من المعارضة الإسرائيلية هجوماً على نتنياهو، معتبرة أن قراره يمثل دليلاً جديداً على فشله في إدارة الملف الأمني للبلاد.
وقال يائير لابيد، زعيم المعارضة، في بيان مقتضب: «نتنياهو يواصل تفويت الفرص التي كان يمكن أن تعزز الأمن القومي الإسرائيلي. هذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها عن قرار حاسم بدافع الخوف من التبعات السياسية أو الدبلوماسية».
أما وزير الجيش السابق، بيني غانتس، فاعتبر أن القرار "أدى إلى تفويت فرصة استراتيجية لإضعاف حزب الله وتقليص تهديداته المستمرة على الجبهة الشمالية".
حزب الله يراقب.. وتصعيد محتمل في الأفق
على الجانب الآخر، لم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من حزب الله بشأن ما أعلنه جالانت، إلا أن مراقبين يرون أن تسريب مثل هذه المعلومات قد تكون له تداعيات خطيرة على المدى القريب، خاصة إذا قررت إسرائيل إعادة النظر في هذا النوع من العمليات في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
ورجّح محللون عسكريون إسرائيليون أن تتفاعل هذه التصريحات داخل الحكومة وبين الأجهزة الأمنية، وربما تؤثر على الخطط المستقبلية المتعلقة بالتعامل مع «حزب الله» وسوريا، في حال قررت القيادة السياسية الإسرائيلية إعادة فتح ملف الاغتيالات كخيار استراتيجي.
هل تتكرر الفرصة مره أخري؟
وفي ختام حديثه، عبّر يوآف جالانت عن أسفه لضياع تلك الفرصة قائلاً: "ربما لن تتكرر مثل هذه الظروف مجدداً. لقد كانت فرصة حقيقية لضرب العدو في العمق، وبقرار سياسي تم إهدارها".
ويبقى التساؤل مفتوحاً: هل سيتحرك نتنياهو في المرحلة القادمة نحو تصعيد محسوب، أم أنه يفضل البقاء ضمن معادلة الردع الحالية وتجنب الانفجار الكبير في الشمال؟