صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن.. وتصاعد التوتر

في تطور جديد ومتصاعد للتوتر في المنطقة، دوت صافرات الإنذار في عدد من المناطق الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء، وذلك عقب رصد إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل، وفق ما أفادت به بيانات متتالية صادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الجيش في بيان أولي أنه «تم رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية»، مشيرًا إلى أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو تعمل على اعتراض هذا التهديد، ودعا البيان المواطنين إلى الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية.

وتكررت البيانات الصادرة عن جيش الاحتلال خلال دقائق، حيث أوضح أن صافرات الإنذار دوت في عدة مناطق في إسرائيل نتيجة إطلاق مقذوف من اليمن، لافتًا إلى أن التفاصيل لا تزال قيد المراجعة. 

ثم أعلن لاحقًا أن الصاروخ أُطلِق من اليمن وتم اعتراضه بنجاح، مؤكدًا أن «صافرات الإنذار دوّت وفقا للبروتوكول الدفاعي المتبع في مثل هذه الحالات».

هلع بين المستوطنين في مطار بن غوريون

وأظهرت لقطات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحظات من الذعر والفوضى بين المستوطنين في مطار بن غوريون ومناطق أخرى، حيث هرع المسافرون إلى المخابئ أو تمددوا أرضًا فور سماع صافرات الإنذار.

ويأتي هذا التطور بعد تدوين صافرات الإنذار من أيام فقط من إعلان جماعة أنصار الله «الحوثيين» عن تنفيذ هجوم استهدف مطار بن غوريون وهدفًا حيويًا آخر في يافا باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي وطائرة مسيّرة.

وفي بيان سابق، جدد الحوثيون تحذيرهم للشركات الجوية العالمية من تسيير رحلات إلى مطارات ما وصفوها بـ«فلسطين المحتلة»، مؤكدين أن قرار الحظر الجوي وملاحقة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي لا يزال قائمًا، وذلك "حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

التصعيد الحوثي وردود إسرائيلية

وكان الأسبوع الماضي قد شهد تصعيدًا لافتًا في وتيرة المواجهة بين إسرائيل والحوثيين، إذ أطلق هؤلاء صاروخًا يوم الأحد 4 مايو الجاري، سقط في محيط مطار بن غوريون، ما دفع إسرائيل للرد يوم الثلاثاء الماضي بهجوم واسع النطاق على العاصمة اليمنية صنعاء.

 واستهدفت الغارات الإسرائيلية حينها مطار صنعاء ومحطات كهرباء مركزية ومصنعًا للإسمنت، في ضربة عسكرية هي الأعنف من نوعها منذ بدء المواجهة غير المباشرة بين الطرفين.

زيارة ترامب للخليج وتزامن الاستهداف

اللافت أن إطلاق الصاروخ اليمني اليوم يتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منطقة الخليج، وتحديدًا خلال تواجده في العاصمة السعودية الرياض، حيث ألقى كلمة في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، قال فيها إن «الحوثيين مقاتلون أشداء، ولكنهم وافقوا على وقف استهداف السفن الأمريكية».

 وأشار إلى أن «الولايات المتحدة لم تكن ترغب في ضرب الحوثيين، ولكنهم كانوا يهددون الملاحة في البحر الأحمر وكانوا في السابق يستهدفون السعودية أيضًا».

وفي تصريح مفاجئ قبل أيام، أعلن ترامب وقف العملية العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، مؤكدًا أنهم «وافقوا على التوقف عن مهاجمة السفن التجارية»، وذهب إلى حد وصفهم بـ«أنهم استسلموا».

نتنياهو: إسرائيل تدافع عن نفسها.. والحوثيون.. لسنا طرفًا

تصريحات ترامب أثارت حفيظة الجانب الإسرائيلي، حيث سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التأكيد أن «إسرائيل ستدافع عن نفسها بقواها الذاتية، وإذا انضم إلينا الأمريكيون فهذا أمر جيد»، في إشارة إلى عدم اعتماد إسرائيل على الدعم الأمريكي المطلق.

من جهته، نفى عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، عبد الملك العجري، أن تكون «إسرائيل مشمولة بأي اتفاق تهدئة»، مؤكدًا أن «العدو الإسرائيلي خارج الاتفاق مع أمريكا بشأن وقف استهداف السفن»، وأن «العمليات الموجهة ضد إسرائيل ستستمر».

تصعيد يضع المنطقة على صفيح ساخن

ويرى محللون أن هذا التطور يعكس اتساع رقعة الصراع الإقليمي ليشمل أطرافًا بعيدة جغرافيًا عن غزة، لكنه يعزز منطق «الردع الاستراتيجي» الذي تتبناه جماعة الحوثي، والتي ترى في إسرائيل طرفًا مباشرًا في الحرب الجارية على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.

ويرجح مراقبون أن تشهد الأيام القادمة المزيد من التصعيد، خاصة إذا ما استمرت إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية ضد الأطراف الإقليمية التي تدعم حماس والمقاومة الفلسطينية.

في ظل هذا التصعيد، تظل الأجواء في المنطقة مشحونة ومفتوحة على كافة الاحتمالات، لا سيما مع دخول أطراف إقليمية ودولية على خط المواجهة بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في الشرق الأوسط.