الأربعاء 14 مايو 2025 الموافق 16 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

لقاء تاريخي.. ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية غدًا

ترامب وأحمد الشرع
ترامب وأحمد الشرع

أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيلتقي يوم غدٍ الأربعاء بالرئيس السوري أحمد الشرع، على هامش زيارته إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بحسب ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» عن مصادر رسمية أمريكية.

وقالت الوكالة إن البيت الأبيض أكد موافقة ترامب على إلقاء التحية على الرئيس السوري أثناء وجوده في السعودية، دون أن يوضح طبيعة اللقاء أو تفاصيله الكاملة، وهو ما أثار تكهنات حول ما إذا كان هذا الاجتماع سيحمل طابعاً بروتوكولياً أو سيشكل بداية لمسار دبلوماسي جديد بين واشنطن ودمشق بعد سنوات من القطيعة السياسية والعقوبات الأمريكية الثقيلة.

وساطة سعودية لتقريب المواقف

من جهتها، كشفت صحيفة «ذا ناشيونال» نقلاً عن مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية السورية، أن الجانب السعودي هو من بادر باقتراح عقد اللقاء بين ترامب والشرع، حيث اقترحت الرياض ترتيب «جلسة لمدة 45 دقيقة» بين الزعيمين، في محاولة لكسر الجليد وإعادة فتح قنوات التواصل بين الجانبين.

ووفق المصدر ذاته، فإن ترامب وافق من حيث المبدأ على الاجتماع، مؤكداً استعداده «لمنح الشرع وقتاً للاستماع»، ما يفتح الباب أمام نقاشات قد تشمل ملفات شائكة، أبرزها العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

وقال دبلوماسي آخر للصحيفة ذاتها، إن «السعودية تتولى زمام المبادرة في الوساطة بين الولايات المتحدة وسوريا»، مضيفاً أن «نتيجة الاجتماع المحتمل ستعتمد بدرجة كبيرة على السعوديين، وعلى قدرتهم في إقناع الطرفين بالمضي قدماً في خطوات بناء الثقة».

العقوبات على رأس الأولويات

وبحسب ما نقلته «ذا ناشيونال»، فإن «رفع العقوبات» الأمريكية سيكون على رأس أولويات الوفد السوري في حال انعقاد الاجتماع، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها دمشق، وتداعيات الحرب الطويلة التي أضعفت بنية الدولة وأثقلت كاهل المواطنين السوريين.

ويرى مراقبون أن اللقاء، إن تم فعلاً، سيكون الأول من نوعه منذ أكثر من عقد بين رئيس أمريكي وشخصية على رأس السلطة في سوريا، ما يعكس ربما تغيرات في المشهد الإقليمي والدولي، لاسيما بعد دخول السعودية على خط التهدئة في أكثر من ملف بالمنطقة، بما في ذلك وساطاتها في اليمن ولبنان وحتى مع إيران.

غموض أمريكي وموقف رسمي غير محسوم

حتى اللحظة، لم يصدر تأكيد رسمي من البيت الأبيض بشأن تفاصيل اللقاء ولا توقيته أو مكان انعقاده تحديداً.

 واكتفى البيان المقتضب بالإشارة إلى «موافقة الرئيس ترامب على إلقاء التحية»، ما ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يكون اللقاء رمزياً أو قصير المدة دون مضمون سياسي كبير.

ويرجح محللون أن الإدارة الأمريكية، حتى في حال سمحت باللقاء، ستحرص على تقليل سقف التوقعات وعدم تصويره كتحول جذري في سياسة واشنطن تجاه النظام السوري، خصوصاً في ظل استمرار العقوبات المفروضة بموجب «قانون قيصر» الذي يحظى بدعم واسع في الكونغرس الأمريكي.

موقف دمشق.. «فرصة للانفتاح»

من جانبها، تبدو دمشق منفتحة على فكرة استئناف العلاقات مع واشنطن، ولو من باب المبادرات الرمزية.

 وصرح أحد مصادر وزارة الخارجية السورية لـ«ذا ناشيونال»، بأن القيادة السورية تنظر إلى هذه الخطوة على أنها «فرصة لكسر العزلة الدولية وتخفيف الضغوط الاقتصادية، لا سيما إذا أثمرت جهود الرياض عن خطوات عملية لاحقة».

ويرى المصدر أن الرئيس أحمد الشرع «يريد إيصال رسالة بأن دمشق مستعدة للتفاوض من موقع السيادة وليس من موقع التنازل»، وأن اللقاء مع ترامب قد يمثل اختباراً حقيقياً للنيات الأمريكية تجاه سوريا.

ترقب وتكهنات

وفي ظل ترقب واسع لنتائج هذه المبادرة، يواصل المراقبون تحليل أبعاد اللقاء في حال انعقاده. فبين من يراه مجرد استعراض دبلوماسي بلا نتائج، ومن يعتبره مقدمة لانفتاح أمريكي محتمل على دمشق، تبقى الأنظار شاخصة نحو العاصمة السعودية، التي تتحول مجدداً إلى ساحة محورية في صناعة التفاهمات الإقليمية.

ولم تستبعد مصادر سياسية مطلعة في الخليج أن يكون هذا اللقاء إن تم جزءاً من ترتيبات أوسع تحاول السعودية من خلالها ترميم ما يمكن ترميمه من التوازنات السياسية في المنطقة، خاصة في ظل التحولات الكبرى الجارية في ملفات غزة، إيران، واليمن.

مشهد جديد يحمل تحولاً في العلاقات بين واشنطن ودمشق

بين الغموض الأمريكي، والانفتاح السوري، والدور السعودي النشط، تتشكل ملامح مشهد جديد قد يحمل تحولاً في العلاقات بين واشنطن ودمشق. 

وإذا كان لقاء ترامب والشرع هو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، فإن القادم من الأيام سيحدد ما إذا كانت هذه المبادرة بداية لمسار تفاهم، أم مجرد صفحة عابرة في سجل الدبلوماسية الشرق أوسطية المتقلبة.

تم نسخ الرابط