السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مشروبات الديتوكس للكبد.. فائدة مثبتة أم وهم تسويقي؟

الكبد
الكبد

الديتوكس باتت كلمة شائعة في عالم الصحة والعافية حيث انتشرت مشروبات «الديتوكس» كحل سحري يُروج له على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الصحية التي تعد بتطهير الكبد من السموم وتحسين الصحة العامة والتخلص من الوزن الزائد بطريقة طبيعية وآمنة، ولكن مع كل هذا الزخم من الترويج والتوصيات يتساءل كثيرون: هل مشروبات «الديتوكس» فعلاً مفيدة كما يُشاع؟ أم أنها مجرد وهم تسويقي يستغل رغبة الناس في تحسين صحتهم بسرعة وسهولة؟.

ما هي مشروبات الديتوكس؟

مشروبات «الديتوكس» هي تركيبات سائلة يتم إعدادها من مكونات طبيعية مثل الماء والليمون والزنجبيل والخيار وأوراق النعناع والتفاح الأخضر وغيرها من الفواكه والخضروات، ويُقال إنها تعمل على تنظيف الجسم من السموم ودعم عمل الكبد والكلى وتحسين الهضم وزيادة الطاقة، وتُستهلك هذه المشروبات غالبًا كجزء من أنظمة غذائية معينة أو كروتين صباحي لتعزيز الصحة، ويشجعها خبراء «العافية» على أنها طريقة طبيعية وآمنة للتخلص من الفضلات المتراكمة في الجسم وتحقيق التوازن الداخلي.

الدور الحقيقي للكبد في تطهير الجسم

قبل الحكم على فاعلية مشروبات «الديتوكس» يجب أولًا فهم وظيفة الكبد الحيوية في الجسم، فالكبد عضو معقد ومسؤول عن أكثر من 500 وظيفة من بينها تنقية الدم من السموم وتكسير المواد الكيميائية الضارة وتحويلها إلى مركبات غير سامة يمكن للجسم التخلص منها عن طريق البول أو البراز، أي أن الجسم يمتلك بالفعل نظامًا ذاتيًا فعالًا ومتكاملًا لإزالة السموم دون الحاجة إلى دعم خارجي، وهنا يبرز التساؤل: إذا كان الكبد يقوم بهذا الدور تلقائيًا، فما الحاجة إلى مشروبات «الديتوكس»؟.

ماذا يقول العلم عن مشروبات الديتوكس؟

حتى الآن لا توجد أدلة علمية قوية تُثبت بشكل قاطع أن مشروبات «الديتوكس» تُسرّع من عملية تنظيف الكبد أو تزيل السموم بشكل مباشر كما يُروج لها، ففي دراسة نُشرت في دورية «التغذية البشرية» أشار الباحثون إلى أن معظم منتجات «الديتوكس» تفتقر إلى التجارب السريرية الكافية أو المعايير الدقيقة التي تثبت فعاليتها، كما أن بعض هذه المشروبات قد تُسبب آثارًا جانبية إذا استُخدمت بشكل مفرط أو خاطئ مثل الإسهال أو فقدان المعادن المهمة من الجسم، ولهذا يحذر الأطباء من استخدام مصطلح «الديتوكس» بشكل مطلق دون سند علمي.

الجانب الإيجابي لمشروبات الديتوكس

رغم غياب الإثبات العلمي المباشر فإن لمشروبات «الديتوكس» بعض الفوائد غير المباشرة، فعند اتباع نظام يحتوي على هذه المشروبات يتم تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والمليئة بالسكريات والدهون المشبعة، مما يساهم في تقليل العبء عن الكبد وتسهيل وظيفته في تنقية الدم، كما أن مكونات هذه المشروبات مثل الليمون والخيار والزنجبيل والنعناع معروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والمساعدة على الهضم وتحسين الترطيب، مما يعني أن إدراج «الديتوكس» ضمن نظام غذائي صحي قد يعزز الشعور بالنشاط ويحسن المزاج والهضم.

هل الديتوكس بديل للعادات الصحية؟

الخطأ الشائع هو الاعتقاد أن شرب كوب من «الديتوكس» صباحًا يمكنه أن يُعوض عن نظام غذائي غير متوازن أو سلوكيات حياتية غير صحية، فالصحة الجيدة لا تُبنى على مشروب واحد بل على نمط حياة يشمل تناول طعام صحي متنوع وممارسة الرياضة بانتظام والنوم الجيد وتجنب التدخين والكحوليات، لذا فإن «الديتوكس» لا يجب أن يكون بديلاً عن هذه العادات بل مكملاً لها إذا استُخدم باعتدال وبشكل مدروس.

أنواع شائعة من مشروبات الديتوكس

من أبرز مشروبات «الديتوكس» المنتشرة ماء الليمون بالزنجبيل الذي يُعتقد أنه يساعد في تحفيز الإنزيمات الهاضمة وتنشيط الكبد، وهناك أيضًا مشروب الخيار مع النعناع الذي ينعش الجسم ويدعمه بالسوائل، بالإضافة إلى ماء التفاح مع القرفة الذي يُقال إنه ينظم السكر في الدم، وهناك من يُضيف بذور الشيا أو الكركم أو خل التفاح إلى هذه المشروبات لتعزيز الفوائد الصحية، وكل هذه التركيبات تعتمد على مكونات طبيعية لكنها لا تغني عن العناية الطبية أو التقييم الغذائي الصحيح.

تحذيرات طبية يجب الانتباه إليها

على الرغم من أن مكونات «الديتوكس» طبيعية إلا أن هناك حالات قد لا تتناسب مع استهلاك هذه المشروبات بكميات كبيرة مثل مرضى الكلى الذين قد يتأثرون سلبًا بزيادة البوتاسيوم أو أولئك الذين يتناولون أدوية معينة تتفاعل مع مكونات مثل الزنجبيل أو الكركم، كما أن الاعتماد المفرط على السوائل وإهمال الأطعمة الصلبة يمكن أن يؤدي إلى نقص في البروتين والطاقة، لذا يجب دائمًا استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل اتباع أي نظام يعتمد على مشروبات «الديتوكس» بشكل مكثف.

البديل الذكي لمفهوم الديتوكس

بدلًا من الاعتماد على مشروبات «الديتوكس» فقط يُنصح باتباع أسلوب حياة يُعزز وظائف الكبد طبيعيًا من خلال تناول الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير والثوم والبروكلي التي تحتوي على مركبات طبيعية تدعم الكبد، كما أن شرب كميات كافية من الماء يوميًا والابتعاد عن الكحوليات والتدخين وتقليل السكريات والدهون المشبعة يُعد أفضل ديتوكس طبيعي يمكن أن يُمارسه الإنسان للحفاظ على صحة الكبد.

مشروبات «الديتوكس» ليست ضارة إذا تم تناولها ضمن نظام غذائي متوازن ولكن لا ينبغي التعويل عليها وحدها في تنظيف الكبد أو تحسين الصحة العامة، فالكبد يقوم بوظيفته بكفاءة عالية إذا ما تم دعمه بأسلوب حياة سليم، ولهذا فإن الإفراط في الاعتماد على هذه المشروبات دون مراجعة طبية قد لا يجلب النتائج المرجوة بل قد يكون مضيعة للوقت والمال.

تم نسخ الرابط