الإثنين 19 مايو 2025 الموافق 21 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كارثة صحية صامتة.. الإفراط في مشروبات الطاقة يفتح الباب لمرض قاتل

مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة

مشروبات الطاقة التي غزت الأسواق وأصبحت رفيقة الكثيرين من الشباب والمراهقين في أوقات الدراسة أو العمل أو حتى خلال التمارين الرياضية، تبدو في ظاهرها خيارًا سريعًا لـ«زيادة التركيز» و«رفع مستويات الطاقة» في الجسم، ولكن خلف هذا البريق التجاري والتسويقي، تخفي هذه المشروبات وجها قاتمًا قد يؤدي بصمت إلى كارثة صحية حقيقية تهدد الحياة.

السم القاتل المغلف بالنشاط

رغم أن الإعلانات تسوقها كبديل آمن للقهوة أو كوسيلة للتركيز، فإن مشروبات الطاقة في حقيقتها ليست مجرد سوائل تحتوي على الكافيين، بل هي تركيبة معقدة من «المنشطات» و«المحليات الصناعية» و«المواد الحافظة» و«الأحماض الأمينية» التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية، ويكمن الخطر الأكبر في أن أغلب المستهلكين لا يدركون مدى تأثير هذه «المواد الكيميائية» على الجسم عند الاستخدام المتكرر أو المفرط.

ففي حين أن بعض الأشخاص يكتفون بعبوة واحدة يوميًا، هناك من يستهلك كميات كبيرة تصل إلى ثلاث أو أربع عبوات، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على «عضلة القلب» ويعرضها للإجهاد وربما يفتح الباب أمام أمراض قاتلة مثل «عدم انتظام ضربات القلب» أو حتى «السكتات القلبية» المفاجئة.

ضريبة النشاط الزائف

الاعتماد المتكرر على مشروبات الطاقة يمنح الجسم إحساسًا مؤقتًا بالنشاط والحيوية، ولكنه في الحقيقة يعطل «آليات التنبيه الطبيعية» في الجسم، ويجعل الإنسان غير قادر على الاستيقاظ أو التركيز دونها، مما يؤدي إلى نوع من «الإدمان السلوكي» الذي يصعب التخلص منه بسهولة.

ومع الوقت، يبدأ الجسم بإظهار علامات الإرهاق المزمن، والإحساس بالدوار، واضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، وهو ما قد يتطور إلى أمراض مزمنة مثل «أمراض القلب» و«السكري من النوع الثاني»، وكل ذلك بسبب الاستهلاك غير المنضبط لهذه المشروبات التي تحولت من منتج ترفيهي إلى خطر حقيقي.

مرض قاتل على الأبواب

الدراسات الحديثة التي نشرتها مؤسسات طبية كبرى أثبتت أن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض «تضخم عضلة القلب»، وهو مرض خطير يجعل القلب يعمل فوق طاقته الطبيعية ويؤدي إلى فشل قلبي حاد قد يكون «مميتًا» في كثير من الحالات.

الأخطر من ذلك أن هذا المرض قد يتطور بصمت دون أعراض واضحة، مما يجعله «كارثة صحية صامتة» لا تظهر إلا في مراحل متقدمة يصعب معها التدخل الطبي أو العلاج الكامل، وهنا يكمن الخطر الأكبر في هذه المشروبات التي يبدو ضررها غير مرئي في البداية، ولكنها تترك أثرًا بالغًا على المدى الطويل.

من المسؤول عن هذا الخطر؟

تتحمل شركات تصنيع مشروبات الطاقة جزءًا كبيرًا من المسؤولية، فهي تروج لهذه المنتجات بعبارات جذابة مثل «اشحن طاقتك» و«ابقَ مستيقظًا»، دون تحذيرات كافية عن المخاطر الحقيقية المرتبطة باستخدامها المستمر، في المقابل فإن الجهات الرقابية والطبية مطالبة باتخاذ مواقف أكثر حزمًا، سواء من حيث «تقييد الإعلانات المضللة» أو فرض تحذيرات صحية على عبوات المشروبات تشبه تلك الموضوعة على علب السجائر.

أما الدور الأهم فيبقى على عاتق الأهل والمؤسسات التعليمية التي يجب أن تلعب دورًا توعويًا فاعلًا لتحذير المراهقين والشباب من خطورة الاعتماد على مشروبات الطاقة، وضرورة استبدالها بخيارات صحية مثل الماء والعصائر الطبيعية، خاصة في أوقات الامتحانات أو ضغوط العمل.

مشروبات الطاقة ليست بريئة

القول بأن مشروبات الطاقة مجرد وسيلة لزيادة التركيز أو رفع الأداء هو تبسيط مخل لحقيقتها العلمية، فهذه المنتجات تؤثر على «كيمياء الجسم» و«نظام القلب» و«حالة الدماغ»، مما يعني أن الاستهلاك غير المنظم لها لا يجب أن يُنظر إليه كعادة يومية، بل كخطر صحي يجب التعامل معه بوعي وحذر.

البعض يعتقد أن استهلاك مشروبات الطاقة لا يختلف كثيرًا عن شرب القهوة أو الشاي، ولكن الحقيقة أن تركيز «الكافيين» والمواد المنشطة في هذه المنتجات أعلى بكثير، والأضرار الناجمة عنها قد تكون أكثر خطورة، خاصة مع الاستخدام المتكرر على مدى أشهر أو سنوات.

في نهاية المطاف قد يجد الإنسان نفسه يدفع ثمن سنوات من الإفراط في مشروبات الطاقة على شكل «جلطة» أو «أزمة قلبية» أو حتى «فشل كلوي»، دون أن يكون على دراية بأنه كان يضع صحته على المحك كل مرة يفتح فيها عبوة جديدة، إنها قصة مأساوية تتكرر يوميًا دون أن يشعر بها أحد، والسبب في الغالب كان عبوة صغيرة ملونة تحمل اسم «مشروب طاقة».

تم نسخ الرابط