السبت 31 مايو 2025 الموافق 04 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

مجزرة جديدة في غزة.. 9 شهداء و60 مصابا خلال 48 ساعة

شهداء غزة
شهداء غزة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم الأربعاء، عن سقوط 9 شهداء وأكثر من 60 مصابًا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، جراء قصف إسرائيلي استهدف مناطق قرب مراكز توزيع مساعدات تديرها جهات دولية بينها الشركة الأمريكية العاملة في رفح.

ووفقًا لبيان رسمي نقلته قناة القاهرة الإخبارية عن وزارة الصحة، فإن هذه الأعداد تم تسجيلها تحديدًا في محيط مراكز المساعدات برفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية متصاعدة، في ظل تحذيرات دولية من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

استهداف قرب مناطق إنسانية

وبحسب مصادر محلية وطبية في رفح، فإن قوات الاحتلال كثفت خلال اليومين الماضيين ضرباتها في المناطق الشرقية والجنوبية من المدينة، التي تُعد حاليا الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني هربوا من دمار الشمال والوسط.

وأكدت المصادر أن مناطق قريبة من مراكز توزيع مساعدات غذائية ومستلزمات إنسانية شهدت قصفًا عنيفًا، ما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن إصابة العشرات بجروح مختلفة.

وأشارت المعلومات إلى أن بعض الشهداء كانوا يصطفون في طوابير انتظار لتسلُّم مساعدات غذائية، بينما كان آخرون يسكنون في خيام قريبة من الموقع المستهدف، والذي يقع على مقربة من نقاط توزيع تشرف عليها شركة أمريكية تعاقدت معها مؤسسات دولية لإيصال الدعم الإنساني إلى سكان غزة.

استنكار شعبي ودولي

واستقبل الفلسطينيون هذه المجزرة الجديدة بموجة غضب وحزن، خصوصًا أن الضربة وقعت قرب مواقع تُفترض أنها آمنة، وتحت إشراف جهات إغاثية عالمية، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان مجزرة «الخيام» في غرب رفح والتي راح ضحيتها العشرات مطلع الأسبوع.

كما سارعت الهيئات الإنسانية والإغاثية في القطاع لإدانة الاستهداف المتكرر لمناطق مدنية وإنسانية، معتبرة أن ما يجري «يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى احترام إسرائيل للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين خلال النزاعات المسلحة».

ومن جانبها، أعربت منظمات إغاثة دولية عن قلقها البالغ حيال استمرار الغارات الجوية في رفح رغم التحذيرات الأممية، مشيرة إلى أن المنطقة تعاني من انعدام الأمن الغذائي الكامل وتدهور كارثي للبنية التحتية الطبية.

الاحتلال يتجاهل النداءات الدولية

وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق نيتها تنفيذ عمليات «محدودة» في رفح، بزعم استهداف عناصر حركة حماس، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى استهداف واسع لمناطق تضم نازحين ومدنيين، ومواقع تابعة للمنظمات الإنسانية.

يأتي ذلك في وقت حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن أي عملية عسكرية في رفح ستكون «كارثية وغير مقبولة»، مؤكدًا أن المدينة مكتظة بالمشردين والنازحين من باقي مدن القطاع.

ورغم المطالبات الدولية، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض الحصار الكامل على المعابر الحدودية المؤدية إلى رفح، ما أدى إلى منع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان للبقاء على قيد الحياة.

وزارة الصحة.. الوضع كارثي

وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الصحة في غزة بيانًا رسميًا، أكدت فيه أن «الوضع الصحي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم»، مشيرة إلى أن استمرار الغارات واستهداف مناطق قريبة من المستشفيات والنقاط الإغاثية يجعل عمل الطواقم الطبية شبه مستحيل.

وحذّرت الوزارة من انهيار كامل للنظام الصحي، خاصة بعد أن خرج 80% من مستشفيات الجنوب عن الخدمة، مطالبة بتوفير ممرات إنسانية آمنة لإخلاء الجرحى وإيصال المعدات الطبية اللازمة.

مطالبات بفتح تحقيق دولي

وفي ضوء ما جرى، دعت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الهجمات التي وقعت قرب مراكز المساعدات برفح، واعتبارها «انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني».

وطالبت المنظمات بضرورة محاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم، ودعت الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين الفلسطينيين في رفح وسائر أنحاء غزة.

وبينما تتزايد أعداد الشهداء والمصابين، يواجه سكان رفح أوضاعًا إنسانية غاية في القسوة، في ظل القصف، والجوع، والمرض، وسط صمت دولي مطبق لا يرقى إلى حجم المأساة.

ويبقى السؤال مطروحًا: إلى متى سيستمر هذا النزيف؟ وهل تتحرك الضمائر العالمية قبل أن تتحول رفح بالكامل إلى مقبرة جماعية للصامدين؟

تم نسخ الرابط