إيران تصعد تحذيراتها.. «منشآت الغرب في مرمى النيران إذا دعمت إسرائيل»

أفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، اليوم السبت، بأن طهران أبلغت رسميا كلا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأنها ستعتبر منشآتها في منطقة الشرق الأوسط أهدافا عسكرية مشروعة، حال تقديم أي دعم عسكري أو استخباراتي لإسرائيل في صراعها الحالي مع إيران.

وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت، فجر الجمعة، مواقع حيوية داخل العاصمة الإيرانية طهران، من بينها مجمع جمران السكني، مما أسفر عن مقتل نحو 60 مدنيا، بحسب ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» عن الإعلام الإيراني.

«فارس»: توسع وشيك للحرب لتشمل «جميع المناطق المحتلة» وقواعد أمريكية

وفي تطور لافت، نقلت وكالة «فارس» الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري، عن مصدر مطلع وصفته بأنه «على صلة بكبار القادة العسكريين»، أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة، مؤكدا أن الحرب ستتسع لتشمل كل المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

وقال المصدر: «الحرب التي بدأت باعتداءات الكيان الصهيوني لن تبقى محصورة في إطار ضيق، بل ستتسع خلال الأيام المقبلة لتشمل كافة الأراضي المحتلة التابعة لهذا الكيان، وقواعد واشنطن في الشرق الأوسط».

وأضاف: «القادة العسكريون الكبار في إيران شددوا على أن هذه المواجهة لن تتوقف عند الضربات المحدودة التي تمت الليلة الماضية، بل ستكون هناك إجراءات موجعة للغاية ستجعل المعتدين يندمون بشدة».

«ألفا صاروخ في الطريق».. وتصعيد تحت شعار «الوعد الصادق 3»

وفي السياق ذاته، صرح متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أن الهجمات الأخيرة التي شنتها طهران على إسرائيل هي جزء من عملية أوسع أُطلق عليها اسم «الوعد الصادق 3»، واصفًا إياها بأنها «أقوى من سابقاتها».

وأضاف المتحدث أن «الكيان الصهيوني وداعميه يخطئون إن ظنوا أن اغتيال قادتنا سيُضعف قدراتنا»، مشيرًا إلى أن العملية القادمة ستتضمن إطلاق أكثر من 2000 صاروخ، أي ما يعادل 20 ضعف الضربات السابقة التي استهدفت مدنًا إسرائيلية مثل تل أبيب وأسدود.

وأوضح أن هذه الضربات القادمة «لن تكون فقط رسالة ردع، بل ستكون بمثابة تأكيد على أن أي تصعيد إضافي سيواجه برد أكثر عنفًا واتساعًا».

تهديد صريح باستهداف السفن الغربية

ولم تتوقف التحذيرات الإيرانية عند استهداف المنشآت فحسب، بل شملت أيضا تهديدات صريحة باستهداف السفن التجارية والعسكرية التابعة للدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل.

وذكرت وكالة «مهر» أن طهران قد تهاجم سفنًا فرنسية أو بريطانية أو أمريكية في الخليج العربي أو البحر الأحمر، إذا تبين أنها تقدم مساعدات عسكرية أو لوجستية لتل أبيب. واعتُبر هذا التحذير تصعيدا خطيرا يهدد الأمن الملاحي في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية.

سياق متوتر.. والغرب يترقب بحذر

وتأتي هذه التصريحات والتحركات في وقت بالغ الحساسية، إذ يعيش الشرق الأوسط على صفيح ساخن من التوترات العسكرية والدبلوماسية، في ظل تضاؤل فرص التهدئة بين إيران وإسرائيل، وتزايد احتمالات الانزلاق إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.

وبينما لم تصدر ردود رسمية حتى الآن من الدول الغربية على تهديدات إيران الأخيرة، إلا أن مصادر دبلوماسية غربية عبرت عن قلقها من «اللغة العدائية المتصاعدة» ودعت إلى «ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى صراع مفتوح».

وفي هذا السياق، عقدت الولايات المتحدة اجتماعات طارئة مع حلفائها الأوروبيين لدراسة السيناريوهات المحتملة وتحديد خطوط التحرك إذا ما قررت إيران تنفيذ تهديداتها فعليًا.

تحليل استراتيجي.. حرب رسائل أم مواجهة شاملة؟

يرى محللون أن التحذيرات الإيرانية الأخيرة ليست مجرد دعاية سياسية، بل تعبّر عن جدية التصعيد. ويقول الخبير العسكري الإيراني السابق، علي نوري زاده، إن «نقل الرسائل عبر وسائل الإعلام الرسمية يؤكد أن إيران تُمهّد الرأي العام الداخلي والإقليمي لاحتمال توسيع نطاق الحرب».

ويضيف: «تهديد المنشآت الغربية في الشرق الأوسط مؤشر خطير، ويعني أن طهران لم تعد ترى المواجهة محصورة بينها وبين إسرائيل فقط، بل ترى في دعم الغرب لإسرائيل جزءًا من الحرب».

مستقبل المنطقة على المحك

مع تصاعد نبرة التهديد والوعيد من الطرفين، يبدو أن منطقة الشرق الأوسط قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع، قد تختلف هذه المرة في طبيعتها وشمولها، خصوصًا في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية.

ويبقى السؤال الأبرز الآن: هل ينفذ الإيرانيون تهديداتهم فعلا؟ أم أن الساحة ما زالت تحتمل نافذة ضيقة للتراجع والتفاوض؟ الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالكشف عن الوجه الحقيقي لهذا التصعيد الخطير.