السبت 21 يونيو 2025 الموافق 25 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

دراسة جديدة.. 100 دقيقة مشي أسبوعيًا كفيلة بتقليل آلام الظهر

المشى
المشى

الظهر وصحته في دائرة الضوء من جديد، دراسة طبية حديثة تكشف أن 100 دقيقة من المشي أسبوعيًا كفيلة بتقليل آلام الظهر المزمنة بنسبة ملحوظة، مما يفتح آفاقًا جديدة للعلاج الطبيعي ويقلل من الاعتماد على المسكنات الكيميائية.

المشي كعلاج بديل لآلام الظهر

في تطور علمي جديد ومثير، كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة سيدني بأستراليا أن تخصيص 100 دقيقة فقط من المشي أسبوعيًا يمكن أن يؤدي إلى «تحسن كبير» في حالات الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة، حيث أوضحت الدراسة أن هذه العادة البسيطة والمنتظمة تساهم في تقليل حدة الألم بنسبة كبيرة، خاصة إذا ما تم دمجها بأسلوب حياة صحي يشمل النوم الكافي والتغذية المتوازنة.

وأكد الباحثون أن المشي لا يحتاج إلى معدات خاصة أو مهارات معقدة، بل هو أحد أسهل الأنشطة البدنية التي يمكن لأي شخص ممارستها، وقد أشارت الدراسة إلى أن المشي المنتظم يسهم في تقوية عضلات الظهر وتحسين تدفق الدم إلى العمود الفقري، وهو ما يساعد على تخفيف التوتر والالتهاب في هذه المنطقة الحيوية من الجسم.

تفاصيل الدراسة ومراحلها

الدراسة شملت أكثر من 700 مشارك من مختلف الأعمار ممن يعانون من آلام الظهر المزمنة، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى خضعت لبرنامج مشي أسبوعي يتضمن السير لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، بينما واصلت المجموعة الثانية أسلوب حياتها المعتاد دون تغيير، وبعد مرور ستة أشهر لاحظ الباحثون أن المجموعة التي مارست المشي أظهرت انخفاضًا في شدة الألم بنسبة وصلت إلى 50٪ مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وصرح الدكتور «مارك هانتر»، أحد القائمين على الدراسة، أن «المشي المنتظم ليس فقط يقلل من آلام الظهر ولكنه أيضًا يمنع تكرارها في المستقبل»، وأضاف أن الأشخاص الذين واظبوا على المشي لاحظوا تحسنًا عامًا في المزاج والنوم ومستوى الطاقة، مما يعكس تأثيرًا إيجابيًا شاملًا على الصحة الجسدية والنفسية.

فوائد المشي تتجاوز الظهر

لا تقتصر فوائد المشي على علاج آلام الظهر فحسب، بل يمتد تأثيره ليشمل الوقاية من أمراض القلب وتحسين التمثيل الغذائي وخفض مستويات التوتر، كما يساعد على الحفاظ على الوزن المثالي ويزيد من مرونة العضلات والمفاصل، وهذا ما يجعل المشي أحد أهم العادات الصحية التي يمكن تبنيها دون الحاجة إلى صالات الرياضة أو برامج معقدة.

كما أظهرت الدراسة أن المشي في الهواء الطلق له تأثير إضافي بفضل التعرض للضوء الطبيعي والهواء النقي، وهو ما يحفز إنتاج «فيتامين د» الذي يلعب دورًا مهمًا في دعم صحة العظام والظهر تحديدًا.

آلام الظهر مشكلة عالمية

آلام الظهر تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لزيارات الطبيب والتغيب عن العمل حول العالم، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 80٪ من الناس سيعانون من آلام في الظهر في مرحلة ما من حياتهم، وتكلف هذه الحالة أنظمة الرعاية الصحية مليارات الدولارات سنويًا نتيجة العلاج والأدوية والإجازات المرضية.

وبالرغم من أن معظم العلاجات التقليدية تركز على الأدوية أو التدخلات الجراحية، فإن هناك تحولًا عالميًا نحو «العلاج الحركي» والاعتماد على النشاط البدني كخيار أول، وهو ما تعززه هذه الدراسة الجديدة التي تسلط الضوء على فعالية المشي كوسيلة طبيعية وغير مكلفة لعلاج آلام الظهر.

توصيات الخبراء والمختصين

ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر بالبدء بالمشي تدريجيًا، خاصة إذا كانوا غير معتادين على النشاط البدني، حيث يمكن البدء بـ10 دقائق يوميًا ثم زيادتها تدريجيًا حتى الوصول إلى 100 دقيقة أسبوعيًا، ويُفضل ارتداء حذاء مريح والمشي على أسطح مستوية لتفادي الضغط الزائد على الظهر.

كما يؤكد الخبراء على أهمية الاستمرارية، إذ أن الفوائد تتحقق فقط مع المواظبة والانتظام، ويُنصح بالمشي في أوقات محددة يوميًا لتتحول إلى عادة يومية، مع أهمية الاستماع إلى إشارات الجسم وتجنب الضغط عند الشعور بألم مفاجئ.

تجارب واقعية تؤكد فعالية المشي

تقول السيدة «منى عبد الرحمن»، البالغة من العمر 52 عامًا، إنها كانت تعاني من آلام حادة في الظهر استمرت لأكثر من عامين، وقد جربت العديد من العلاجات التقليدية دون فائدة تذكر، ولكنها بعد أن بدأت في ممارسة المشي يوميًا بمعدل نصف ساعة شعرت بتحسن ملحوظ خلال أسابيع قليلة، مضيفة أن «المشي أنقذ حياتي من المعاناة اليومية» حسب وصفها.

مشي بوعي.. الطريق لتخفيف ألم الظهر

من المهم أن يكون المشي موجهًا ومدروسًا، بحيث يتم الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة أثناء المشي، وهي أن يكون الظهر مستقيمًا والرأس مرفوعًا والذراعان يتحركان بحرية، كما يُنصح بأداء تمارين الإطالة قبل وبعد المشي لتقليل الشد العضلي وزيادة مرونة الظهر.

وأثبتت الدراسة أن 100 دقيقة أسبوعيًا قد تكون «الحد الأدنى» للحصول على فائدة ملموسة في تقليل آلام الظهر، ولكن يمكن للأشخاص الذين لديهم قدرة أكبر أن يزيدوا المدة إلى 150 دقيقة أو أكثر بحسب طاقتهم البدنية.

في ظل الانتشار الواسع لآلام الظهر وتأثيرها السلبي على جودة الحياة، تقدم هذه الدراسة بارقة أمل جديدة تؤكد أن الحل قد يكون أبسط مما نعتقد، فالمشي المنتظم لا يعالج الظهر فقط، بل يعيد للإنسان توازنه الجسدي والنفسي ويمنحه شعورًا بالحيوية والراحة.

تم نسخ الرابط