الصيام المتقطع بنظام يوم ويوم.. دراسة تقيّم نتائجه على الجسم

الصيام المتقطع أصبح من أكثر الأنظمة الغذائية رواجًا في السنوات الأخيرة خاصة «الصيام» بنظام يوم ويوم والذي يقوم على التناوب بين الصيام الكامل والتغذية المعتدلة وقد تناولت دراسة حديثة تقييم هذا النمط وتأثيره على الجسم والصحة بشكل عام.
في ظل تزايد الاهتمام بأنظمة إنقاص الوزن والتحكم في العادات الغذائية ظهر «الصيام» كنمط حياة أكثر من كونه حمية عابرة وتحديدًا ما يُعرف بـ«الصيام المتقطع» وهو أسلوب يعتمد على الامتناع عن تناول الطعام لفترات معينة بشكل منتظم ومن أبرز أنواعه نظام «الصيام يوم ويوم» أو ما يُعرف بـ«الصيام بالتناوب» حيث يمتنع الشخص عن الطعام أو يستهلك كمية قليلة جدًا من السعرات الحرارية في يوم كامل ثم يعود للتغذية الطبيعية في اليوم التالي ويُعاد هذا التكرار باستمرار.
وقد أشارت دراسة حديثة نُشرت في دورية علمية متخصصة إلى أن هذا النمط من الصيام يمكن أن يكون له تأثيرات ملحوظة على «وزن الجسم» و«الصحة الأيضية» ولكنه يحتاج إلى تطبيق دقيق وفهم شامل لتأثيراته على أجهزة الجسم المختلفة.
ما هو الصيام المتقطع بنظام يوم ويوم؟
نظام «الصيام» يوم ويوم يعتمد على الامتناع التام أو شبه التام عن الطعام كل 24 ساعة ثم السماح بتناول الطعام في اليوم التالي بشكل طبيعي دون إسراف ويمتد هذا الأسلوب على مدار أسابيع أو أشهر وقد تختلف تطبيقاته من شخص إلى آخر فالبعض يكتفي بتناول 500 سعرة حرارية فقط في أيام الصيام بينما البعض الآخر يمتنع تمامًا عن الطعام ويكتفي بالماء أو السوائل الخالية من السعرات.
هذا النظام يهدف إلى «إجبار الجسم» على استخدام مخزون الدهون للحصول على الطاقة أثناء أيام الصيام مما يؤدي إلى تقليل الوزن وتحسين حساسية الأنسولين وخفض معدلات الالتهاب.
نتائج الدراسة العلمية حول الصيام يوم ويوم
الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة «Cell Metabolism» شملت مجموعة من المشاركين الذين اتبعوا نظام الصيام بالتناوب لمدة أربعة أسابيع وتمت مقارنة نتائجهم بمجموعة لم تُغير من نظامها الغذائي.
وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين التزموا بـ«الصيام يوم ويوم»
• فقدوا نسبة ملحوظة من وزنهم خلال فترة قصيرة
• انخفضت لديهم مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ
• تحسنت مؤشرات الكوليسترول والدهون الثلاثية لديهم
• لاحظ الباحثون تحسنًا في وظائف القلب و«الضغط الدموي» لدى بعض المشاركين
• أشار المشاركون إلى شعورهم بزيادة الطاقة وتحسن المزاج العام
ولكن في المقابل أظهرت الدراسة أيضًا أن بعض المشاركين شعروا بـ«الإرهاق» أو «الدوار» في أيام الصيام خصوصًا في الأسبوع الأول كما أن الالتزام بنظام صارم ليوم كامل بدون طعام كان تحديًا نفسيًا لا يُستهان به.
فوائد الصيام بنظام يوم ويوم
بناءً على الدراسات والتجارب السريرية يُمكن تلخيص أبرز فوائد هذا النوع من الصيام في النقاط التالية:
• «تحفيز حرق الدهون» بسبب نقص السعرات الممتد
• «تحسين حساسية الأنسولين» مما يقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
• «خفض الالتهابات المزمنة» وتحسين مؤشرات صحة القلب
• «تعزيز وظائف الدماغ» من خلال تحفيز بروتينات النمو العصبي
• «تحسين الهضم» وإراحة الجهاز الهضمي لفترات أطول
• «تقوية جهاز المناعة» بسبب تقليل استهلاك المواد المصنعة والسكريات
• «التحكم في الشهية» وتنظيم إشارات الجوع بمرور الوقت
المخاطر والتحذيرات من الصيام يوم ويوم
رغم الفوائد المحتملة لنظام «الصيام المتقطع» إلا أن هناك بعض المحاذير التي يجب الانتباه إليها
• قد يؤدي الصيام المطول إلى «نقص في العناصر الغذائية» إذا لم يتم التعويض عنها بشكل كافٍ في أيام التغذية
• «الدوخة والتعب» واردة في بداية التطبيق خاصة للأشخاص غير المعتادين على الامتناع الطويل عن الطعام
• لا يناسب هذا النوع من الصيام «مرضى السكري» أو أصحاب الأمراض المزمنة دون إشراف طبي
• قد يؤدي إلى «نوبات شراهة» في أيام الإفطار إذا لم يُدار النظام الغذائي بطريقة متوازنة
• يجب أن يكون الصيام مصحوبًا بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب وتوازن الأملاح
هل الصيام يوم ويوم يناسب الجميع؟
الإجابة ليست واحدة للجميع ففعالية «الصيام» تختلف من شخص لآخر بناءً على الحالة الصحية والعمر ومستوى النشاط البدني والعوامل النفسية لذلك يُنصح دومًا باستشارة طبيب مختص أو أخصائي تغذية قبل البدء في أي نمط صارم من الصيام خصوصًا الصيام الذي يمتد ليوم كامل.
كما يُفضل أن يبدأ المبتدئون بنمط الصيام 16:8 أو 14:10 وهو أكثر مرونة ويمنح الجسم فرصة للتأقلم تدريجيًا قبل الانتقال إلى نمط يوم ويوم الأكثر تحديًا.
الصيام بنظام يوم ويوم قد يكون أداة فعالة لتقليل الوزن وتحسين المؤشرات الصحية ولكن بشرط أن يُمارس «بوعي وتخطيط» وأن يكون مصحوبًا بنظام غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي ولا يُعتبر الحل السحري بل هو مجرد جزء من رحلة مستمرة نحو صحة أفضل.