حصيلة الشهداء في غزة تتصاعد.. 55,908 ضحية منذ بدء العدوان الإسرائيلي

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت 21 يونيو 2025، عن ارتفاع جديد ومؤلم في حصيلة الشهداء، حيث وصل عدد الضحايا إلى 55,908 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء العدوان الإسرائيلي المكثف على القطاع في السابع من أكتوبر 2023.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن أعداد الجرحى ارتفعت كذلك لتصل إلى 131,138 إصابة، في وقت لا تزال فيه طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى عديد من الضحايا المحاصرين تحت أنقاض المنازل المدمرة، أو في المناطق التي يصعب الوصول إليها نتيجة تواصل القصف واستهداف الطواقم الميدانية.

202 شهيدًا في 48 ساعة.. والمجازر مستمرة

ووفق بيان وزارة الصحة، فقد شهدت الساعات الثمانية والأربعون الماضية 202 شهيدًا، من بينهم 4 شهداء جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 1,037 إصابة نتيجة القصف العنيف الذي طاول عدة مناطق سكنية مكتظة في مختلف أنحاء قطاع غزة.

وأكدت الوزارة أن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف خلال الأيام الأخيرة، خاصة في ظل فشل جهود الوساطة الدولية لفرض تهدئة إنسانية أو وقف إطلاق نار دائم، مما يزيد من تفاقم الكارثة الصحية والإنسانية في القطاع.

ضحايا المساعدات.. مأساة مضاعفة

وذكرت وزارة الصحة أن 450 شهيدًا على الأقل و3,466 إصابة سجلوا ضمن من كانوا ينتظرون استلام مساعدات غذائية وإنسانية على أطراف المناطق المنكوبة، حيث استهدفت قوات الاحتلال مرارًا مراكز توزيع المساعدات، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وأوضحت الوزارة أن استهداف المدنيين أثناء تجمعهم لاستلام المساعدات، خاصة في شمال غزة، يُعد «جريمة حرب مكتملة الأركان»، مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذه الانتهاكات الجسيمة.

منذ خرق وقف إطلاق النار.. أكثر من 5,599 شهيد

وأكد البيان أن العدوان الإسرائيلي تصاعد بشكل خطير منذ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، حيث تم تسجيل 5,599 شهيدًا و19,097 إصابة خلال هذه الفترة فقط، ما يعكس شدة وتواتر الهجمات التي تعرضت لها مناطق القطاع المختلفة.

وتشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن الأوضاع في غزة أصبحت غير قابلة للاحتمال، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية، وانقطاع متواصل للكهرباء والماء، وانهيار الخدمات الطبية، ونقص حاد في الغذاء والدواء، بالإضافة إلى اكتظاظ مراكز الإيواء بالنازحين والمهجرين قسرًا.

مخاوف من كارثة صحية أكبر.. والاحتلال يعيق عمل الطواقم

كما نبهت وزارة الصحة إلى أن الوضع الصحي في غزة على شفا الانهيار الكامل، خاصة بعد خروج أكثر من 35 مستشفى ومركزًا طبيًا عن الخدمة، نتيجة الاستهداف المباشر أو نفاد الوقود والإمدادات الطبية. 

وأضافت أن العديد من الضحايا يموتون بسبب تأخر الإسعاف أو عدم وجود إمكانيات علاجية كافية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الطبية الحيوية.

وحذرت الوزارة من كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة قد تفتك بما تبقى من السكان في حال استمرت العمليات العسكرية دون تدخل دولي فاعل لوقف العدوان ورفع الحصار.

مطالبات دولية بمحاسبة إسرائيل.. ومناشدات لإنقاذ المدنيين

من جهتها، طالبت منظمات حقوقية دولية بفتح تحقيقات فورية في المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين، والمنشآت الطبية، وطوابير انتظار المساعدات، يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف.

وناشدت تلك المنظمات المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال الغذاء والدواء، وتمكين فرق الإنقاذ من انتشال الضحايا.

 صرخة غزة لا تجد من يسمع

رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على بداية الحرب، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة لا يزال مستمرًا في حصد الأرواح وتدمير الحجر والبشر، في وقت تتوالى فيه البيانات الدولية دون فعل حقيقي على الأرض.

 وتبقى صرخة غزة، المحاصرة والمحروقة، صرخة في وادٍ من الصمت العالمي المطبق.