الأحد 03 أغسطس 2025 الموافق 09 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

القبض على البلوجر قمر الوكالة بتهمة نشر محتوى خادش للحياء بالجيزة

البلوجر قمر الوكالة
البلوجر قمر الوكالة

في إطار الحملات الأمنية المتواصلة التي تستهدف مواجهة تجاوزات بعض صناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر المعروفة بـ«قمر الوكالة»، وذلك بعد ورود عدة بلاغات تتهمها بنشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء وتتنافى مع الآداب العامة، عبر حساباتها على منصات التواصل.

تفاصيل الواقعة

أعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن الإدارة العامة لمباحث الآداب تلقت بلاغات متعددة من مواطنين ضد إحدى صانعات المحتوى تدعى «قمر الوكالة»، تقيم بدائرة قسم شرطة إمبابة بمحافظة الجيزة، بسبب نشرها محتوى وصف بـ«الخارج» وغير اللائق.

وأوضحت الوزارة أن الفيديوهات التي تم رصدها تتضمن عبارات وإيحاءات تتعارض مع القيم الاجتماعية والأخلاقية، وتخالف ما ينص عليه القانون المصري في شأن حماية الآداب العامة ومنع إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

القبض بعد تقنين الإجراءات

وعقب تقنين الإجراءات القانونية، تم استصدار إذن من النيابة العامة، والانتقال إلى محل إقامة المتهمة، حيث تم القبض عليها دون مقاومة.

 وبحسب ما كشفه البيان، فقد اعترفت المتهمة، خلال التحقيق الأولي، بأنها قامت بتصوير ونشر هذه المقاطع بهدف جذب عدد أكبر من المتابعين، وزيادة نسب المشاهدات لتحقيق عوائد مالية من منصات السوشيال ميديا.

وأشارت المتهمة إلى أنها كانت تستغل «التريند» وتلجأ لاستخدام ألفاظ مثيرة للجدل لجذب الانتباه وتحقيق رواج لمحتواها، دون تقدير للعواقب القانونية أو المجتمعية.

النيابة العامة تتولى التحقيق

تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأُحيلت المتهمة إلى النيابة العامة، التي بدأت في استجوابها رسميًا، كما يجري فحص الأجهزة المضبوطة معها، والتي تحتوي على عدد من الفيديوهات والمنشورات المخالفة.

وأكدت النيابة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية حيال ما تم توثيقه من مخالفات، وفقًا للقانون رقم 175 لسنة 2018 الخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات، والذي يُعاقب على نشر أو بث محتوى مخل بالآداب العامة عبر الوسائط الإلكترونية.

ضبط مماثل لصناع محتوى آخرين

واقعة القبض على «قمر الوكالة» ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت الفترة الماضية سلسلة من الضبطيات بحق عدد من صناع المحتوى، الذين تم اتهامهم بإنتاج ونشر محتوى خادش للحياء، أو يتضمن تحريضًا على الفسق، أو ترويجًا لسلوكيات تضر بالنظام العام.

وكان من بين هؤلاء مداهم، وسندريلا التيك توك، واليوتيوبر المعروف بـ«شاكر محظور»، وجميعهم واجهوا اتهامات مشابهة تتعلق بإساءة استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب على حساب القيم المجتمعية.

وزارة الداخلية.. «لن نتهاون مع أي خروج عن القيم»

وفي تعليقها على الواقعة، أكدت وزارة الداخلية أنها مستمرة في رصد وتتبع كل ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولن تتهاون مع أي تجاوزات أخلاقية أو إساءات تمس المجتمع المصري.

وشددت الوزارة على أن الغرض من هذه الحملات هو الحفاظ على التماسك الأخلاقي للمجتمع، وليس الحد من حرية التعبير، مشيرة إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين «المحتوى الإبداعي» وبين ما وصفته بـ«الإسفاف والانحطاط الذي يستغل ضعف الرقابة الأسرية وفضول الشباب لتحقيق الربح بأي وسيلة».

دعوات مجتمعية لمزيد من الرقابة

أثارت الواقعة ردود فعل واسعة عبر السوشيال ميديا، حيث طالب كثيرون بضرورة تشديد الرقابة على محتوى الإنترنت، خصوصًا أن كثيرًا من المراهقين والأطفال باتوا يتعرضون لهذا النوع من الفيديوهات دون وجود رقابة فعالة.

وأعربت عدد من المؤسسات المجتمعية والحقوقية عن قلقها من اتساع رقعة المحتوى غير اللائق، وناشدت الجهات التشريعية بإعادة النظر في سياسات تنظيم عمل المؤثرين وصناع المحتوى، وضرورة إخضاعهم لقواعد مهنية واضحة تُلزمهم بميثاق شرف إعلامي يحترم عقول المتابعين وقيم المجتمع.

خبراء.. لا بد من تنظيم قانوني للمحتوى الرقمي

من جهتهم، أكد خبراء إعلام وحقوقيون أن حوادث مثل القبض على "قمر الوكالة" يجب أن تُسلط الضوء على ضرورة تنظيم صناعة المحتوى الرقمي، التي باتت تؤثر بشكل كبير على الرأي العام، لا سيما بين فئة الشباب.

وأشاروا إلى أن «سوق التأثير الإلكتروني» أصبح بيئة غير منظمة، تُستغل في كثير من الأحيان لأغراض لا تخدم الثقافة العامة، بل تسعى فقط وراء الشهرة السريعة والمكاسب المادية على حساب المسؤولية المجتمعية.

تأتي واقعة القبض على البلوجر قمر الوكالة لتضيف اسمًا جديدًا إلى قائمة من صناع المحتوى الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء على منصات التواصل، ما يثير تساؤلات ملحة حول حدود حرية التعبير، ودور الرقابة الأسرية، وحتمية وضع أطر قانونية صارمة تنظم المحتوى الإلكتروني بما يحفظ القيم دون المساس بالحريات.

تم نسخ الرابط