جريمة تهز الجيزة.. «أنا قتلت ابني» صرخة أب وسط ذهول الأهالي

الثلاثاء 05/أغسطس/2025 - 06:44 م

شهدت منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، مساء اليوم، جريمة مأساوية راح ضحيتها طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، على يد والده، وسط صدمة سكان شارع عبد المنعم رياض المتفرع من شارع البطل أحمد عبد العزيز، في حي العجوزة.

تفاصيل الواقعة.. مشاجرة تتحول إلى مأساة

تلقت غرفة عمليات محافظة الجيزة بلاغ عاجل يفيد بنشوب مشاجرة بين عدد من الأشخاص في أحد شوارع المهندسين، وتحديدًا بشارع عبد المنعم رياض، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ.

بالفحص الأولي، تبين وجود جثة لطفل يبلغ من العمر نحو 10 سنوات، مذبوحًا داخل موقع الحادث، بالإضافة إلى وجود شخص آخر مصاب بجروح خطيرة، تم نقله على الفور إلى مستشفى العجوزة لتلقي العلاج اللازم.

الأب المتهم يعترف أمام الأهالي.. «أنا قتلت ابني»

في مشهد صادم، وقف الأب المتهم وسط الأهالي، يردد دون تردد أو ندم: «أنا قتلت ابني محدش ليه دعوى»، ثم حاول الفرار من مكان الواقعة، لكن الأهالي نجحوا في السيطرة عليه والإمساك به، قبل أن يتم تسليمه إلى الأجهزة الأمنية التي وصلت سريعًا إلى المكان.

وأكد شهود عيان أن الأب كان في حالة هستيرية أثناء ارتكاب الجريمة، وأنه طعن الطفل بشكل مفاجئ في رقبته باستخدام سلاح أبيض، وسط ذهول الجميع، دون سابق إنذار أو خلاف ظاهر.

جهود الأمن.. ضبط المتهم وتحويله للنيابة

على الفور، تم اقتياد المتهم إلى قسم الشرطة التابع لدائرة العجوزة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيق.

كما تم نقل جثمان الطفل إلى مشرحة أحد مستشفيات الجيزة، تحت تصرف جهات التحقيق، تمهيدًا لعرضه على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة.

وأكدت مصادر أمنية أنه سيتم استجواب المتهم لمعرفة ملابسات الجريمة، والدوافع النفسية أو الشخصية التي قادته لارتكاب هذا الفعل البشع في حق نجله.

الأهالي.. «كأننا كنا بنحضر مشهد من فيلم رعب»

حالة من الحزن والذهول سيطرت على سكان المنطقة، حيث أكد عدد منهم أن الجريمة وقعت في وضح النهار، وأمام أعين الجميع، قائلين: «كأننا كنا بنحضر مشهد من فيلم رعب، مفيش حد كان يتخيل أب يذبح ابنه بالشكل ده».

وأضاف أحد الجيران: «الراجل شكله كان طبيعي، لكن فجأة انفعل ومسَك ابنه من إيده وطعنه كذا مرة في رقبته، محدش لحق ينقذ الولد، والدم كان everywhere».

التحريات الأولية.. خلافات أسرية قد تكون السبب

رجحت التحريات الأولية أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية حادة، وربما كان يعاني من ضغط عصبي شديد، أدى إلى انهياره وارتكاب الجريمة.

كما كشفت المعلومات أن هناك خلافات أسرية كانت تدور في الخلفية، وربما لعبت دورًا في تفاقم حالته النفسية.

ومن المقرر أن يتم عرض المتهم على لجنة طبية متخصصة لتقييم حالته النفسية، بناء على طلب النيابة، قبل استكمال التحقيقات.

النيابة تأمر بسرعة إجراء التحريات

أمرت النيابة العامة بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، وسماع أقوال شهود العيان، والتحفظ على السلاح المستخدم في الجريمة، وتحليل كاميرات المراقبة في محيط الحادث، لمعرفة ما إذا كان هناك شركاء أو تحريض على الجريمة.

وأكدت مصادر قضائية أن القضية سيتم التعامل معها بأقصى درجات الجدية، نظرًا لبشاعتها وتأثيرها على الرأي العام، مشيرة إلى أن الطفل المقتول لم يكن له أي ذنب، وأن الواقعة تمثل صورة من صور العنف الأسري المرفوض جملة وتفصيلًا.

الجريمة تعيد فتح ملف «العنف الأسري» في مصر

أعادت هذه الجريمة المروعة الجدل حول ظاهرة العنف الأسري، لا سيما حينما يأتي من الآباء تجاه الأبناء، إذ طالب كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تكثيف حملات التوعية النفسية، وإنشاء خطوط ساخنة للتدخل السريع في مثل هذه الحالات.

كما دعا حقوقيون إلى تغليظ العقوبات بحق المتهمين بارتكاب جرائم داخل الأسرة، مشيرين إلى أن «العنف داخل البيت لا يقل خطورة عن الجرائم في الشارع».

مأساة في المهندسين

«جريمة بشعة لا يصدقها عقل»، بهذه الكلمات وصف الأهالي ما حدث في شارع عبد المنعم رياض، طفل في عمر الزهور، فقد حياته على يد من يفترض أن يكون مصدر الأمان له.

مشهد مؤلم يعيد إلى الواجهة أسئلة كثيرة حول الصحة النفسية، ودور المجتمع في رصد المؤشرات الخطرة داخل البيوت قبل فوات الأوان.

التحقيقات لا تزال جارية، والأجهزة الأمنية تواصل جهودها لكشف كافة التفاصيل والملابسات، في انتظار أن تقول العدالة كلمتها في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الجيزة مؤخرًا.

حوادث