السبت 13 سبتمبر 2025 الموافق 21 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى ميلاده.. رياض القصبجي أيقونة الكوميديا الشعبية

رياض القصبجي
رياض القصبجي

تمر اليوم 13 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان الراحل رياض القصبجي، أحد أبرز الوجوه الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، الذي ولد عام 1903 في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج. 

نشأ القصبجي في بيئة صعيدية بسيطة، صنعت شخصيته القريبة من الناس، وهو ما انعكس بصدق على أدائه الفني لاحقاً.

لم يبدأ حياته ممثلا محترف، بل عمل في بداية مشواره موظف حكومي كمحصل تذاكر في هيئة السكك الحديدية، وهناك وجد نفسه قريباً من المسرح والتمثيل من خلال فرقة الهواة بالهيئة، وهي التجربة التي غيرت مسار حياته تماماً، إذ قرر ترك وظيفته المضمونة ليتفرغ للفن، متحدياً كل الصعوبات.

من المسرح إلى السينما

بدأ القصبجي أولى خطواته الفنية في المسرح، حيث انضم إلى فرق مسرحية مرموقة، مثل فرقة جورج أبيض، وفرقة علي الكسار، كما عمل لفترة مع فرقة نجيب الريحاني، وهو ما صقل موهبته ومنحه خبرة في الأداء الكوميدي والتراجيدي معاً.

لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع دخول السينما في الأربعينيات، حيث شارك في أعمال عديدة مع كبار المخرجين والنجوم، واستطاع أن يثبت نفسه بسرعة بفضل حضوره القوي وملامحه المميزة التي أهلته لتقديم شخصية رجل الشرطة أو «الشاويش» بملامح تجمع بين الصرامة والكوميديا.

«الشاويش عطية».. أيقونة الكوميديا الشعبية

ارتبط اسم رياض القصبجي في أذهان الجماهير بشخصية الشاويش عطية، التي قدمها في سلسلة من الأفلام مع النجم إسماعيل يس. 

كان هذا الثنائي الكوميدي من أنجح ما شهدته السينما المصرية، حيث شكلا ثنائي فني له خصوصية نادرة، استطاع أن يرسم البهجة على وجوه ملايين المشاهدين في مصر والعالم العربي.

قدما معاً أفلام أصبحت من الكلاسيكيات الخالدة، مثل إسماعيل يس في البوليس، إسماعيل يس في الجيش، وإسماعيل يس في البحرية، وغيرها من الأعمال التي صنعت تاريخ لا يُنسى. 

ومع مرور السنوات، تحولت شخصية الشاويش عطية إلى رمز كوميدي وشعبي، إذ نجح القصبجي في تقديمها بحرفية تجمع بين الجدية الشكلية وخفة الظل.

حياة إنسانية مليئة بالتقلبات

ورغم نجاحه الكبير على الشاشة، فإن حياة رياض القصبجي لم تخل من الصعوبات والأزمات.

 فقد عاش الفنان حياة إنسانية قاسية في سنواته الأخيرة، بعدما أصيب بمرض ارتفاع ضغط الدم الذي تسبب في إصابته بشلل نصفي أقعده عن الحركة.

تسببت هذه الأزمة الصحية في ابتعاده عن التمثيل مجبراً، بعد أن ظل لسنوات طويلة أحد أبرز نجوم الكوميديا.

 ويذكر أن المخرج حسن الإمام حاول منحه فرصة للظهور الأخير في فيلم الخطايا، لكن حالته الصحية لم تسمح له بالوقوف أمام الكاميرا، فابتعد عن الفن وهو في قمة حبه للجمهور.

النهاية الحزينة لفنان كبير

في 23 أبريل عام 1963، رحل رياض القصبجي عن عمر يناهز 60 عاماً، بعد رحلة مليئة بالفن والضحك والألم معاً فقد قضى أيامه الأخيرة طريح الفراش، لكن ذكراه لم ترحل مع وفاته، إذ بقيت أعماله حاضرة على شاشات السينما والتلفزيون، وبقيت شخصية الشاويش عطية حيّة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.

كان رحيله بمثابة صدمة لجمهوره وزملائه في الوسط الفني، لكن ابتسامته وملامحه البسيطة وأدواره الصادقة ظلت باقية في قلوب الملايين، تؤكد أن الفنان الحقيقي لا يرحل بفنه.

إرث لا ينسى

إرث رياض القصبجي لم يكن مجرد أدوار كوميدية في السينما، بل كان حالة إنسانية وفنية جسدت البساطة والصدق معاً.

 فقد علّمنا أن الفن الصادق لا يحتاج إلى بهرجة، بل إلى إحساس نابع من القلب.

حتى اليوم، ما زالت أفلامه تعرض وتحظى بنسبة مشاهدة عالية، وهو ما يؤكد أن الكوميديا التي قدمها لم تكن مرتبطة بزمن، بل كانت كوميديا خالدة تتجاوز الأجيال.

في ذكرى ميلاده، يبقى رياض القصبجي نموذج للفنان البسيط الذي صعد من قلب الصعيد ليصبح نجم لا ينسى في تاريخ السينما المصرية والعربية. 

كان ضحكة صافية، وصوت صادق عبر عن البسطاء، ورغم قسوة الحياة في نهايتها، إلا أن ما تركه من أثر يجعل اسمه خالدا إلى الأبد.

تم نسخ الرابط