الخميس 25 سبتمبر 2025 الموافق 03 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نواب الحزب الديمقراطي الأمريكي يطالبون ترامب بالاعتراف بفلسطين

ترامب
ترامب

في خطوة سياسية غير مسبوقة، وقع عشرات الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي على رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، يحثون فيها الإدارة على الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية

وتُشير هذه الرسالة، التي كشفت عنها مصادر لصحيفة «الجارديان» البريطانية، إلى وجود تحول ملحوظ في مواقف الجناح التقدمي بالحزب الديمقراطي، وتُشكل ضغطاً متزايداً على الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في سياستها تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

رسالة حاسمة من الكونجرس.. دعوة لإنهاء المعضلة

قاد الرسالة النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، رو خانا، وحملت حتى الآن توقيع 46 مشرعًا، مع توقعات بزيادة العدد قبل تسليمها رسميًا إلى الإدارة الأمريكية غداً الجمعة

ويأتي توقيت تسليم الرسالة بالتزامن مع اختتام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما يعطيها بعدًا رمزيا إضافيا، خاصة بعد أن انضمت فرنسا إلى مجموعة متزايدة من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك المملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، والبرتغال، التي دعت بشكل صريح إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتؤكد الرسالة على ضرورة حماية حياة الفلسطينيين بشكل فوري، وتطالب بالاعتراف بحقوقهم كشعب وأمة والتمسك بها على وجه السرعة. 

وتشجع الرسالة الحكومات التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، على اتخاذ هذه الخطوة. 

ويُظهر هذا التوافق الدولي المتزايد أن هناك إدراكا عالميًا بأن تحقيق السلام الدائم في المنطقة يمر حتما عبر حل الدولتين.

إطار عمل فرنسي.. خارطة طريق للسلام والأمن

لم تكتف الرسالة بالمطالبة بالاعتراف، بل قدمت إطارًا عمليًا لتحقيق ذلك، من خلال تبني النهج الذي طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا العام

ويهدف هذا الإطار إلى ضمان أمن إسرائيل، ويشمل ذلك نزع سلاح حركة حماس وتسليمها السلطة في غزة. 

ويُوضح هذا الاقتراح أن الدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية لا تتعارض مع ضمان أمن إسرائيل، بل إنها تسعى إلى إيجاد حل شامل وعادل للطرفين.

كما تدعو الرسالة الإدارة الأمريكية إلى العمل بشكل وثيق مع الشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية، والحلفاء العرب، وإسرائيل، لضمان تحقيق هذا الإطار. 

ويُعد هذا النهج بمثابة خارطة طريق تُشير إلى أن السلام المستدام يتطلب جهودًا مشتركة من كافة الأطراف الإقليمية والدولية.

تحول في الداخل الأمريكي.. انقسام داخل الحزب الديمقراطي

اعتبر النائب رو خانا أن هذه الرسالة تُمثل اختبارًا حاسمًا للحزب الديمقراطي ولأي مرشح ديمقراطي يسعى للترشح في الانتخابات القادمة.

 وأضاف في تصريحاته أن المشرعين الذين يحجمون عن التوقيع على الرسالة «منعزلون تمامًا عن قاعدتنا الانتخابية وناخبينا الديمقراطيين، ومنعزلون تمامًا عن جيل الشباب، ومنعزلون تمامًا عن العالم».

 وتُشير هذه التصريحات إلى وجود انقسام عميق داخل الحزب بين جناحه التقدمي الذي يُطالب بتغيير جذري في السياسة الخارجية، وجناحه الأكثر اعتدالاً الذي يميل إلى الحفاظ على الوضع الراهن. 

وأعرب خانا عن دهشته من عدد التوقيعات التي جمعتها الرسالة في وقت قصير، مؤكداً ثقته في تجاوز العدد 50 توقيعًا بحلول يوم الجمعة.

دعم غير متوقع.. لوبي مؤيد لإسرائيل يؤيد الرسالة

في تطور لافت، كشف التقرير أن منظمة «جيه ستريت» (J Street)، وهي جماعة ضغط بارزة ومؤيدة لإسرائيل، ستُؤيد رسالة خانا. وقال جيريمي بن عامي، رئيس المنظمة، إن هذه الخطوة حيوية لتأكيد الالتزام العالمي بحق تقرير المصير الفلسطيني، خاصة في ظل الجهود الصريحة التي يبذلها اليمين المتطرف في إسرائيل لطمس فكرة الدولة الفلسطينية

وأضاف بن عامي أن «قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل أمر حيوي إذا ما أريد لإسرائيل أن تبقى يهودية وديمقراطية بطبيعتها»، وهو ما يُشير إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد يُنظر إليه على أنه موقف معادٍ لإسرائيل، بل على أنه ضرورة لاستمرارها كدولة ديمقراطية.

توقعات المستقبل.. جيل جديد يرفض سياسات الإدارة

في ختام تصريحاته، قال النائب رو خانا إنه لا يتوقع أن تُجبر الرسالة الرئيس ترامب على اتخاذ أي إجراء، حيث يرى أن ترامب يُعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «شيكًا مفتوحًا».

 ولكنه عبر عن أمله في أن تُصدر الرسالة بيانًا واضحًا بأن «لدى أمريكا جيلًا جديدًا سيعترف بدولة فلسطينية عند وصولنا إلى السلطة، ويختلف بشدة مع دونالد ترامب، ويختلف مع طريقة تعامل بايدن مع الحرب». 

وأضاف خانا أن الولايات المتحدة هي حاليًا العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يعترض على قيام دولة فلسطينية، مما يضر بزعم أمريكا أنها الزعيم الأخلاقي للعالم.

تم نسخ الرابط