مفوضية الأمم المتحدة: مصر تستضيف اللاجئين داخل المدن بكرامة وبدون مخيمات

يعتبر استضافة اللاجئين في المدن، بدلاً من المخيمات، خياراً يعكس انفتاح الدولة ورغبتها في دمج اللاجئين بشكل أفضل في المجتمع. 

وقد أكد راؤوف مزو، مساعد المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن مصر تتبع هذه السياسة، حيث ترفض إقامة مخيمات للاجئين على أراضيها. 

وتفضّل بدلاً من ذلك استضافتهم في مساكن حضرية وسط المدن، مما يتيح لهم العيش بكرامة بين المواطنين.

 جاء هذا التأكيد خلال كلمة ألقاها مزو في المنتدى الحضري العالمي المنعقد حالياً في القاهرة.

جهود المفوضية العليا لدعم اللاجئين والنازحين داخلياً

وفي إطار دورها، تعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على توفير مساكن مؤقتة للاجئين، مع تركيز خاص على النازحين داخلياً.

 وتسعى المفوضية لتقديم الدعم من منظور إنساني بالدرجة الأولى، بحيث تتيح لهؤلاء المتضررين بيئة معيشية مستقرة تساهم في تخفيف الأعباء النفسية والاجتماعية التي يعانون منها. 

وأشار مزو إلى أن قضية النزوح تتجاوز كونها مسؤولية المفوضية وحدها، إذ تتعاون مؤسسات كبرى، مثل البنك الدولي والقطاع الخاص، مع المفوضية لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على توفير فرص عمل لائقة للنازحين للحد من اعتمادهم على المساعدات.

تجربة دعم النازحين في أمريكا اللاتينية

أشار مزو إلى تجربة أمريكا اللاتينية في التعامل مع النازحين، حيث تسعى دول المنطقة من خلال تحالفات والتزامات متبادلة لتقديم الدعم اللازم. 

وتركز جهود المفوضية في هذه المناطق على تقليل اعتماد النازحين على الدعم الخارجي، وتقديم المساعدات التي تمكنهم من استعادة حياتهم بشكل طبيعي ومستدام. 

مما يعزز قدرة المجتمعات المضيفة على استيعاب النازحين، بما يحقق توازناً يساعد على الاستقرار والاندماج.

 تدمير الملايين من المنازل فى غزة ولبنان واوكرانيا 

تناولت أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، بعض التحديات الصعبة التي تواجه المناطق المتأثرة بالنزاعات.

 وأشارت إلى تدمير الملايين من المنازل في مناطق مثل أوكرانيا، غزة، ولبنان، حيث تم تدمير أكثر من 1.4 مليون منزل في أوكرانيا، و660 ألف منزل في غزة، و200 ألف في لبنان. 

وأوضحت روسباخ أن التعامل مع هذه التحديات يتطلب بناء مجتمعات مستدامة وتحسين البنية التحتية والاتصالات لخلق فرص عمل للمتضررين، مشيرة إلى ضرورة حشد التمويل بالتعاون مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية لضمان استمرارية هذه الجهود.

التوجه نحو حلول طويلة الأمد للأزمات

أكدت روسباخ أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يسعى لإيجاد حلول طويلة الأمد بالتعاون مع الحكومات المحلية والبلديات والمنظمات الأهلية، ويعمل البرنامج على دعم هذه الجهود من خلال إيجاد حلول مستدامة للمشاكل الحضرية الناتجة عن الأزمات والنزوح. 

وأشارت إلى أن المنتدى الحضري العالمي الذي يعقد حالياً في القاهرة يمثل نموذجاً مهماً للتعاون الدولي، حيث يجمع ممثلي كافة الأطراف المعنية من أجل الوصول إلى حلول مشتركة تحقق الاستدامة وتؤمن حياة كريمة للمجتمعات المضيفة والمتضررين.

التمسك بحق العودة في القضية الفلسطينية

أكد ساميّ حجاوي، وزير الحكم المحلي الفلسطيني، أن الفلسطينيين متمسكون بحق العودة، ويعتبرون أن الوطن يشكل جزءاً جوهرياً من هويتهم الفردية والجماعية. 

وأشار إلى أن الفلسطينيين يشعرون بارتباط قوي بأرضهم، وأن هذا الارتباط يشكل جزءاً من هويتهم لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، مؤكداً أهمية هذا البعد في استمرارية القضية الفلسطينية.

أزمة النزوح العالمي 

تواجه العالم أزمة نزوح متزايدة، إذ شهد عام 2023 نزوح حوالي 110 ملايين شخص بسبب النزاعات المسلحة والعنف، بينما ساهم تغير المناخ في تفاقم احتياجاتهم.

وقد أظهرت هذه الأزمة آثاراً عميقة على مستوى فقدان المنازل والانتماء المجتمعي، حيث يعاني النازحون من فقدان منازلهم وذكرياتهم وحتى إحساسهم بالانتماء.

 وخلال الحوار الذي جرى في المنتدى، شارك القادة والخبراء رؤاهم حول كيفية الاستجابة المحلية لهذه الأزمات، مستعرضين نماذج من النجاح والتحديات التي واجهتها مناطق مثل غزة، سوريا، العراق، وأوكرانيا، وذلك بهدف توجيه السياسات المستقبلية وتعزيز التماسك الاجتماعي بين النازحين والمجتمعات المستضيفة.