النقرس لم يعد حكرًا على الأثرياء.. دراسة تكشف سر مرض الملوك

كان يُعرف النقرس، أو ما يُطلق عليه “مرض الملوك”، كمرض يصيب الطبقات الغنية بسبب نظام غذائي غني باللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، والكحوليات، هذه الأطعمة كانت تعدّ رفاهية لا يتمتع بها سوى الأثرياء في العصور السابقة، ولهذا التصق المرض بسمعة “النبلاء” لفترة طويلة، إلا أن دراسة حديثة جاءت لتكشف عن أن الإصابة بالنقرس لم تعد مرتبطة بالثراء، حيث اتضح أن هناك عوامل عدة تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض.

ما هو النقرس؟

النقرس هو نوع من التهابات المفاصل يحدث نتيجة تراكم حمض اليوريك في الجسم، مما يؤدي إلى تشكّل بلورات حادة في المفاصل، غالبًا في إصبع القدم الكبير، مسببةً ألمًا شديدًا وتورمًا، حمض اليوريك هو نتاج طبيعي لعملية الهضم، ولكن عندما تزيد كميته في الدم بسبب عوامل معينة، يتعذر على الجسم التخلص منه، فيتراكم على شكل بلورات.

دراسة تكشف عن عوامل جديدة

أوضحت الدراسة الجديدة أن العوامل التي تؤدي إلى النقرس تتجاوز بكثير العادات الغذائية الغنية بالبروتينات الحيوانية والمأكولات البحرية، بل تشمل عوامل حياتية وجينية وبيئية قد تكون مشتركة بين جميع الفئات الاجتماعية، فيما يلي أبرز هذه العوامل:

1.العوامل الوراثية: بيّنت الدراسة أن للوراثة دورًا مهمًا في الإصابة بالنقرس، حيث اكتشف الباحثون أن بعض الطفرات الجينية تجعل الجسم أكثر عرضة لزيادة مستويات حمض اليوريك.

2.السمنة وزيادة الوزن: تعد السمنة من العوامل المؤثرة بقوة على ظهور النقرس، حيث تزيد من الضغط على المفاصل وتبطئ قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك.

3.ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى: الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى هم أكثر عرضة للإصابة بالنقرس، فالقصور الكلوي يحدّ من قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك.

4.تناول بعض الأدوية: أشارت الدراسة إلى أن بعض الأدوية، مثل مدرات البول، قد ترفع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنقرس.

5.نمط الحياة غير النشط: قلة النشاط البدني قد تؤدي إلى زيادة الوزن والبدانة، وتؤثر على عملية الأيض بشكل عام، مما يزيد من تراكم حمض اليوريك.

أعراض النقرس

غالبًا ما يظهر النقرس في صورة نوبات حادة من الألم الشديد في مفصل واحد أو عدة مفاصل، تكون مصحوبة بتورم واحمرار في المنطقة المصابة ويعدّ إصبع القدم الكبير هو الأكثر عرضة لهذا المرض، ولكنه قد يصيب الكاحل أو الركبة أو الكوع.

الوقاية والعلاج

يمكن الوقاية من النقرس عبر اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، التحكم في الوزن، وشرب كميات كافية من الماء، كما يُنصح بتجنب الأطعمة والمشروبات التي قد ترفع مستويات حمض اليوريك، مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والمشروبات الغازية.

أما عن العلاج، فيشمل الأدوية التي تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم وتخفيف الألم، إلى جانب الالتزام بنظام غذائي صحي ويمكن أيضًا استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والكورتيكوستيرويدات في علاج نوبات النقرس الحادة.

لم يعد النقرس مرضًا يقتصر على “الملوك” أو “الأثرياء”، بل بات ينتشر بين مختلف الفئات وبفضل هذه الدراسة الحديثة، يمكن فهم المزيد عن العوامل المختلفة التي تساهم في هذا المرض، مما يساعد في الوقاية منه وتحسين خطط العلاج للأشخاص المصابين.