وزير الخارجية: نطمح لتحويل العلاقات السياسية بين مصر والكاميرون إلى شراكات اقتصادية
تُعد العلاقات بين مصر والكاميرون من العلاقات المتميزة التي تمتد عبر عقود من الزمن، حيث تميزت بالقوة والأخوة والتعاون المستمر في مختلف المجالات.
حيث أكد وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، أن العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة، مشيرًا إلى أن مصر كانت ثاني دولة تعترف باستقلال الكاميرون في عام 1960، كما كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الكاميرون في عام 1961.
رسالة من الرئيس الكاميروني إلى الرئيس السيسي
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكاميروني لوجن مبيلا مبيلا، أكد وزير الخارجية المصري أنه تلقى رسالة من الرئيس الكاميروني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يعكس العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين.
وتعتبر هذه الرسالة تعبيرًا عن الدعم والتعاون المشترك بين قيادتي البلدين، وهو ما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي.
دورة اللجنة المشتركة المصرية الكاميرونية السابعة
على صعيد التعاون المؤسسي، عقدت الدورة السابعة للجنة المشتركة المصرية الكاميرونية، وهي الدورة الأولى منذ عدة سنوات بسبب جائحة كورونا.
تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على تنظيم اللجنة بشكل سنوي، حيث من المقرر أن يتم عقد الدورة المقبلة في العاصمة ياوندي العام المقبل، وذلك لتقديم الدعم والتوجيه اللازم لتطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات.
تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري
أعرب وزير الخارجية بدر عبد العاطى عن رغبة مصر في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكاميرون، مؤكدًا أن هناك إرادة مشتركة بين قيادات البلدين لتحويل العلاقات السياسية القوية إلى شراكات اقتصادية متينة.
وأضاف أنه تم التطرق إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، خاصة في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى إمكانية عقد منتدى أعمال مصري كاميروني قريبًا لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين.
استثمار مصر في القطاع الزراعي الكاميروني
في إطار التعاون الزراعي، تم مناقشة استثمار الشركات المصرية في قطاع الزراعة في الكاميرون، فقد تم الاتفاق على استكشاف فرص لزراعة محاصيل تتناسب مع احتياجات السوق المصري، وكذلك العمل على تصدير المحاصيل الزراعية إلى مصر.
مما يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويحقق المنفعة المتبادلة في هذا القطاع الحيوي.
التعاون في قطاع الأدوية والصحة
أكد وزير الخارجية أن هناك تعاونًا مشتركًا مع الكاميرون في قطاع الأدوية، حيث ترغب مصر في توطين صناعة الأدوية في الكاميرون وتسجيل الأدوية المصرية التي تحظى بسمعة جيدة في السوق الإفريقي.
كما تم التأكيد على استعداد مصر لدعم الكاميرون في مجال الرعاية الصحية، وتحديدًا في مجال مكافحة فيروس "سي" والهيباتايتس سي، حيث تمتلك مصر تجربة متميزة في هذا المجال، وهو ما يسعى الجانبان إلى نقله إلى الكاميرون.
التعاون العلمي والجامعي
في إطار التعاون التعليمي والعلمي، تم التطرق إلى زيادة المنح الدراسية التي تقدمها مصر لطلاب الكاميرون، بالإضافة إلى دعم الأزهر الشريف للطلاب الكاميرونيين الذين يدرسون في مصر.
وتعد هذه المبادرات جزءًا من سياسة مصر في تعزيز التعاون العلمي مع الدول الإفريقية وتقديم الدعم للطلاب في مجالات التعليم والدراسات العليا.
مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي
ناقش الجانبان التعاون في مكافحة الإرهاب، حيث تم تبادل الخبرات حول كيفية محاربة الإرهاب بناءً على المقاربة المصرية الشاملة، التي تعتمد على مبدأ الأمن والتنمية في آن واحد.
كما تم التطرق إلى الأوضاع في القارة الإفريقية، والتأكيد على أهمية التنسيق بين الدول لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، خاصة في محاربة التطرف والإرهاب.
بناء السدود في الكاميرون
تناول اللقاء أيضًا التعاون في مشروعات التنمية، لاسيما في مجال الطاقة. حيث تم مناقشة أهمية بناء السدود في الكاميرون لتوفير الكهرباء عبر الطاقة الكهرومائية، وهي خطوة ضرورية لدعم التنمية المستدامة في البلاد.
وأكد وزير الخارجية على استعداد مصر لتقديم الدعم الفني والتقني في هذا المجال، مستفيدة من تجربتها الناجحة في بناء السدود مثل سد "جوليوس نيريري" في تنزانيا.
التعاون في مجال التجارة الحرة
فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي الإقليمي، تناولت المباحثات التعاون في إطار الاتفاقية القارية للتجارة الحرة في إفريقيا، التي تهدف إلى تعزيز التكامل بين دول القارة وتسهيل التجارة البينية.
وأكد الجانبان على أهمية هذه الاتفاقية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير فرص أكبر للتبادل التجاري بين الدول الإفريقية.
التعاون في البنية التحتية والإسكان
على صعيد التعاون في مجال البنية التحتية، أشاد وزير الخارجية الكاميروني بالدور الذي تلعبه الشركات المصرية في دعم مشاريع البناء والإسكان في الكاميرون، خاصة شركة المقاولون العرب التي تتمتع بسمعة طيبة في السوق الكاميروني.
وأكد الوزير على استمرار الشركات المصرية في المشاركة في مشروعات البنية التحتية والإسكان الاجتماعي التي تُعتبر من أولويات الحكومة الكاميرونية في المرحلة المقبلة.
تعزيز العلاقات المستقبلية
اختتم وزيرا الخارجية المصري والكاميروني اللقاء بالتأكيد على عزمهما المشترك في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في المستقبل.
كما تم التأكيد على أهمية عقد منتدى أعمال مصري كاميروني في القريب العاجل، لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتنمية المستدامة.