الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كلودين عون: لبنان يعاني من تداعيات الحرب على مختلف الأصعدة

كلودين عون
كلودين عون

منذ اندلاع الحرب، يواجه لبنان تحديات هائلة أثرت بشكل كبير على كافة جوانب الحياة، وأشارت كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، إلى أن لبنان تعرض للهجرة القسرية، تدمير المعابر، وتدمير العديد من القرى بالكامل.

كما أن المواطنين فقدوا في لحظات أحبائهم، بيوتهم، وذكرياتهم، فضلاً عن الأوراق الثبوتية التي كانت تضمن هويتهم، وتسببت الحرب أيضًا في نزوح جماعي لمئات الآلاف من اللبنانيين، حيث كانت الاستجابة الأولى من خلال فتح مراكز إيواء غير مجهزة لاستقبال النازحين والنازحات.

وأوضحت عون أن الحرب ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنى التحتية، كما أحرقت الأراضي الزراعية، ما أدى إلى تلوث التربة بالمواد السامة، مثل الفوسفور، التي قد تترتب عليها تداعيات صحية خطيرة على المدى البعيد، سواء عبر تلوث الهواء أو المياه.

من هنا، تأتي أهمية التعاون مع وزارة الصحة ووزارة البيئة لإعداد دراسة ميدانية للكشف عن هذه التداعيات.

النساء في قلب التحديات والمشكلات

أكدت كلودين عون أن تداعيات الحرب على لبنان لا تقتصر على الجانب المادي، بل امتدت لتؤثر بشكل مباشر على الحياة النفسية والجسدية للمواطنين.

 فقد أغلقت المدارس، مما أدى إلى خلق حالة من الغموض والقلق لدى التلاميذ وأسرهم حول استئناف العام الدراسي.

 كما أن اللبنانيين يعيشون في ظل حالة من التوتر المستمر والخوف العميق من المستقبل، وهو ما يجعل معاناتهم لا توصف. 

في هذا السياق، تابعت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مسار إعداد الخطة الوطنية لمواجهة هذه الأزمة، حيث قامت الهيئة برصد يومي للوضع الراهن.

كذلك، تم عقد اجتماع مع اللجنة الوطنية التسييرية المكونة من المسؤولين من الجنسين في الوزارات المعنية لتنفيذ القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن، وذلك من أجل تحديد أولويات الخطة الوطنية الثانية.

تتوزع هذه الأولويات على أربعة محاور رئيسية:

 تعزيز دور المرأة في القيادة، تعزيز الأطر القانونية لحمايتها من العنف، نشر ثقافة السلام، والاستجابة للأزمات من منظور النوع الاجتماعي.

التحديات في مرحلة التعافي

مع إعلان وقف إطلاق النار، يتعين على لبنان الآن مواجهة تحديات جديدة في مرحلة التعافي.

من أبرز هذه التحديات، ضمان تلبية احتياجات النساء والفتيات، خاصةً مع عودة النازحين إلى بلداتهم المنكوبة.

وأكدت عون على ضرورة اعتماد خطة وطنية شاملة لإعادة الإعمار تأخذ في اعتبارها الدور الهام للنساء في هذه العملية.

 وتساءلت عون عن مدى مشاركة النساء اللبنانيات في جهود إعادة الإعمار، وما إذا كانت احتياجاتهن ستُؤخذ بعين الاعتبار خلال عملية بناء البلد من جديد. 

كما شددت على أهمية تمكين النساء اقتصاديًا، وهو ما يتطلب توفير برامج تدريبية مهنية، إلى جانب تأمين مساعدات مالية وقروض تساعدهن على بدء مشاريعهن الاقتصادية الخاصة، بما يسهم في تعزيز استقلالهن المالي.

تمكين المرأة ومكافحة العنف

من أبرز التحديات في مرحلة التعافي هي مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز المصالحة المجتمعية. 

وأكدت عون أن النساء والفتيات هن الأكثر تأثرًا من الحروب، حيث يدفعن ثمناً باهظًا سواء من حيث المعاناة الجسدية أو النفسية. 

وأشارت إلى أهمية إنشاء منصات تمكّن النساء من التعبير عن آرائهن ومشاركة تجاربهن، وهو ما يمثل خطوة ضرورية نحو تمكينهن في المجتمع

كما شددت على أنه لا يمكن تأمين الحماية للنساء والفتيات إلا من خلال الوقاية وبناء ثقافة اللاعنف، خاصة في أوقات السلم. 

وفي هذا السياق، أشارت إلى أن أجندة المرأة والسلام والأمن تركز على ضرورة وجود العنصر النسائي في صنع القرارات، وفي بناء السلام المستدام، حيث يشكل دور المرأة في هذه العمليات ركيزة أساسية في تحقيق الأمن والاستقرار.

مبادرات الهيئة الوطنية لشؤون المرأة

أوضحت عون أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة قد قامت بمجموعة من المبادرات للتعامل مع تداعيات الحرب على النساء والفتيات.

فقد تم نشر المعرفة حول حقوق النساء في مراكز إيواء النازحين، كما تم تعميم أرقام الخطوط الساخنة التي أنشأتها القوى الأمنية ووزارة التربية والتعليم العالي للاتصال والإبلاغ عن أي شكل من أشكال العنف، مثل التحرش الجنسي أو الابتزاز الإلكتروني.

 بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الهيئة معايير لحماية النساء والفتيات الناجيات من العنف، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، كما تم تنظيم لقاءات مع فرق عمل مراكز الحماية لنشر هذه المعايير.

وبعد إقرار قانون تجريم التحرش الجنسي، قامت الهيئة بحملة توعية موسعة في صفوف المحاميين والجسم القضائي والمهنيين الاجتماعيين حول هذا القانون الجديد.

كما عملت الهيئة بالتعاون مع وزارة العمل على تضمين سياسات للوقاية من التحرش في الأنظمة الداخلية للمؤسسات الاقتصادية.

حاليًا، تعمل الهيئة على تطوير سياسة مماثلة بالتعاون مع الجيش اللبناني لمكافحة العنف المبني على النوع الاجتماعي.

في الوقت نفسه، بدأ مشروع "دعم نفسي اجتماعي" بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، والذي يستهدف النساء والفتيات النازحات لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهن في هذه المرحلة الحرجة.

تم نسخ الرابط