البكاء البنفسجي لدى حديثي الولادة.. ما هو وكيفية التعامل معه؟
![بكاء الأطفال](/UploadCache/libfiles/3/8/800x450o/925.jpeg)
يُعد البكاء أمرًا طبيعيًا لدى جميع الأطفال حديثي الولادة، فهو وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم، لكن بعض الآباء والأمهات يلاحظون أن طفلهم يبكي لساعات طويلة دون سبب واضح، مما يثير قلقهم ويدفعهم للبحث عن تفسير لهذه الحالة.
وهنا يظهر مصطلح “البكاء البنفسجي” الذي يشير إلى مرحلة طبيعية يمر بها العديد من الرضع خلال الأسابيع الأولى من حياتهم، حيث يكون بكاؤهم متكررًا وشديدًا دون أن يكون هناك سبب طبي واضح، مما يجعل التعامل معه تحديًا كبيرًا للوالدين، لذا من المهم فهم طبيعة هذا النوع من البكاء، أسبابه، وطرق التعامل معه بطريقة صحيحة تساعد على تهدئة الطفل وتخفيف التوتر عن الوالدين.
ما هو البكاء البنفسجي؟
البكاء البنفسجي هو مصطلح طبي يُستخدم لوصف فترة من البكاء الشديد والمستمر التي يمر بها بعض الأطفال حديثي الولادة خلال الأشهر الأولى من حياتهم، ويعود سبب تسميته بـ”البنفسجي” إلى الأحرف الإنجليزية لكلمة PURPLE التي تعبر عن ست صفات مميزة لهذه المرحلة.
ويشير الحرف الأول (P) إلى “ذروة البكاء”، مما يعني أن البكاء يكون أكثر حدة في الأسابيع الأولى ويصل إلى ذروته في عمر 6 إلى 8 أسابيع ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا، أما الحرف (U) فيعني “غير متوقع”، حيث يمكن أن يبدأ البكاء فجأة دون أي سبب واضح، بينما يدل الحرف (R) على “مقاومة التهدئة”، حيث يصعب على الوالدين تهدئة الطفل رغم جميع المحاولات.
أما الحرف (P) الثاني فيشير إلى “ملامح الألم”، حيث يبدو الطفل وكأنه يتألم رغم عدم وجود مشكلة طبية، بينما يعبر الحرف (L) عن “مدة طويلة”، حيث قد يستمر البكاء لساعات عديدة يوميًا، وأخيرًا، يدل الحرف (E) على “يحدث في المساء”، حيث يزداد البكاء في ساعات الليل مقارنة بباقي أوقات اليوم، ويُعتبر هذا النوع من البكاء طبيعيًا تمامًا لدى الأطفال الأصحاء، حيث يبدأ عادة من الأسبوع الثاني أو الثالث بعد الولادة ويستمر حتى الشهر الثالث أو الرابع قبل أن يختفي تدريجيًا.
أسباب البكاء البنفسجي
على الرغم من أن البكاء البنفسجي ليس له سبب مرضي واضح، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تساهم في حدوثه، حيث يُعتقد أن تطور الجهاز العصبي للطفل يلعب دورًا رئيسيًا في ذلك، حيث يكون الدماغ في هذه المرحلة غير مكتمل التطور، مما يجعله أكثر حساسية للمحفزات الخارجية مثل الأصوات والضوء والتغيرات البيئية، كما أن بعض الأطفال لديهم جهاز عصبي أكثر استجابة من غيرهم، مما يجعلهم يبكون لفترات أطول من المعتاد، إضافة إلى ذلك، قد يكون هذا البكاء مرتبطًا بنمو الطفل وتغيرات نمط النوم لديه، حيث يعاني بعض الأطفال من اضطرابات في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، مما يجعلهم أكثر عرضة للبكاء غير المبرر.
![](/Upload/libfiles/3/8/924.jpeg)
كيفية التعامل مع البكاء البنفسجي؟
التعامل مع البكاء البنفسجي يتطلب الصبر والهدوء، حيث يجب على الوالدين أولًا التأكد من أن الطفل ليس جائعًا أو متضايقًا من الحفاضات المبللة أو يعاني من المغص، كما أن حمل الطفل وهزه برفق أو التربيت على ظهره يمكن أن يساعد في تهدئته، حيث يشعر بالأمان عندما يكون بالقرب من والديه، كذلك يمكن استخدام الضوضاء البيضاء مثل صوت المروحة أو تشغيل موسيقى هادئة، حيث تساعد هذه الأصوات في تهدئة الطفل من خلال محاكاة الأصوات التي كان يسمعها داخل الرحم.
كما يمكن تجربة تقميط الطفل ببطانية خفيفة، حيث يساعد ذلك في منحه شعورًا بالأمان، بالإضافة إلى وضعه في غرفة ذات إضاءة خافتة وبيئة هادئة، حيث أن تقليل المحفزات الخارجية يمكن أن يقلل من استجابته العصبية ويخفف من نوبات البكاء، أيضًا يمكن تجربة وضع الطفل في حوض استحمام دافئ، حيث يساعد الماء الدافئ على استرخائه وتهدئته، أما إذا كان الطفل يرضع طبيعيًا، فقد يكون للرضاعة دور في تهدئته، حيث تمنحه الشعور بالراحة والأمان.
دور الوالدين في التعامل مع هذه المرحلة
من المهم أن يتذكر الوالدان أن البكاء البنفسجي ليس نتيجة سوء رعاية أو إهمال، بل هو مرحلة طبيعية يمر بها الطفل وستنتهي مع الوقت، لذلك يجب على الوالدين عدم الشعور بالذنب أو التوتر الزائد بسبب عدم قدرتهم على تهدئة الطفل، حيث أن الضغط النفسي قد يجعل التعامل مع البكاء أكثر صعوبة، لذا من الضروري أن يحصل الوالدان على قسط كافٍ من الراحة، وأن يطلبوا المساعدة من أفراد العائلة أو الأصدقاء عند الحاجة.
كما أنه من المفيد تبادل الخبرات مع آباء آخرين مروا بنفس التجربة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التوتر والشعور بأنهم ليسوا وحدهم في هذا التحدي، أما إذا كان البكاء شديدًا جدًا ويستمر لساعات طويلة دون تحسن، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لاستبعاد أي مشكلات صحية أخرى، مثل ارتجاع المريء أو الحساسية الغذائية، حيث قد يكون لبعض الحالات الطبية أعراض مشابهة للبكاء البنفسجي.
متى يجب القلق بشأن بكاء الطفل؟
رغم أن البكاء البنفسجي أمر طبيعي، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب، خاصة إذا كان البكاء مصحوبًا بأعراض غير طبيعية، مثل ارتفاع درجة الحرارة، قلة عدد الحفاضات المبللة، صعوبة في التنفس، أو تغير لون الجلد، كما يجب الانتباه إذا كان الطفل يرفض الرضاعة بشكل مستمر أو يبدو خاملًا وغير مستجيب، حيث قد تكون هذه العلامات مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي.
يمثل البكاء البنفسجي تحديًا كبيرًا للوالدين، لكنه في النهاية مجرد مرحلة مؤقتة ستنتهي مع نمو الطفل وتطوره، حيث أن معرفة طبيعة هذه المرحلة والتعامل معها بصبر وهدوء يساعد في تخفيف التوتر وتحسين قدرة الوالدين على تقديم الرعاية اللازمة للطفل، لذا من المهم تجربة أساليب مختلفة لتهدئة الطفل، مع الحفاظ على التوازن النفسي والجسدي للوالدين، كما يجب تذكر أن طلب المساعدة أو التحدث مع طبيب الأطفال عند الحاجة هو أمر ضروري لضمان صحة الطفل وسلامته.