السبت 18 يناير 2025 الموافق 18 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

متلازمة القلب المكسور: كيف يمكن للضغوط النفسية أن تؤذي عضلة قلبك؟

متلازمة القلب
متلازمة القلب

تأثير متلازمة القلب في حياتنا اليومية، نواجه جميعًا مواقف مليئة بالتوتر والضغوط النفسية، سواء كانت بسبب فقدان شخص عزيز، انفصال عاطفي، أو حتى تحديات الحياة المهنية، لكن هل تعلم أن هذه الضغوط يمكن أن تؤثر على قلبك بشكل مباشر، ليس فقط من الناحية النفسية بل الجسدية أيضًا؟ يُطلق على هذا التأثير الجسدي اسم “متلازمة القلب المكسور”، وهي حالة طبية حقيقية تصيب عضلة القلب نتيجة الإجهاد العاطفي أو الجسدي الشديد.

ما هي متلازمة القلب المكسور؟

تُعرف متلازمة القلب المكسور أيضًا باسم اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد أو تاكوتسوبو كارديومايوباثي، وهي حالة طبية مؤقتة تحدث عندما تضعف عضلة القلب فجأة نتيجة موجة من التوتر النفسي أو الجسدي، سُميت هذه الحالة بـ”تاكوتسوبو” نسبة إلى كلمة يابانية تعني “مصيدة الأخطبوط”، إذ يتخذ البطين الأيسر للقلب شكلًا مشابهًا للمصيدة في صور الأشعة.

تتشابه أعراض هذه المتلازمة مع أعراض النوبة القلبية، مثل:

ألم في الصدر.

صعوبة في التنفس.

خفقان القلب.

إرهاق عام.

لكن على عكس النوبة القلبية، لا يكون السبب وراء متلازمة القلب المكسور انسداد الشرايين، بل تحدث نتيجة اضطراب في استجابة القلب للهرمونات المرتبطة بالتوتر، مثل الأدرينالين.

كيف يؤثر التوتر على القلب؟

عندما يواجه الجسم موقفًا مليئًا بالتوتر، سواء كان عاطفيًا أو جسديًا، يطلق الدماغ إشارات تؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، هذه الهرمونات تزيد من معدل ضربات القلب وترفع ضغط الدم كجزء من استجابة الجسم لما يُعرف بـ”القتال أو الهروب”.

ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه الاستجابة إلى تأثير سلبي على عضلة القلب، إذ يؤدي التدفق المفرط لهرمونات التوتر إلى:

1.تشنج الشرايين التاجية: مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب.

2.إضعاف عضلة القلب: وخاصة البطين الأيسر، المسؤول عن ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

3.زيادة احتمالية الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب.

ما الذي يسبب هذه الحالة؟

متلازمة القلب المكسور غالبًا ما تحدث بعد التعرض لموقف مرهق للغاية، تشمل الأسباب الشائعة

وفاة شخص عزيز

الانفصال العاطفي.

خسارة مالية كبيرة.

الإصابة بمرض خطير.

حوادث مفاجئة مثل الكوارث الطبيعية.

ومن الجدير بالذكر أن النساء، خصوصًا بعد سن اليأس، أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة بسبب التغيرات الهرمونية التي تضعف استجابة القلب للتوتر.

هل متلازمة القلب المكسور خطيرة؟

رغم أن متلازمة القلب المكسور غالبًا ما تكون مؤقتة ويمكن علاجها، فإنها قد تكون خطيرة في بعض الحالات، إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي إلى:

قصور القلب: حيث يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة.

عدم انتظام ضربات القلب.

صدمة قلبية: وهي حالة نادرة يحدث فيها توقف مفاجئ للقلب.

لحسن الحظ، يتعافى معظم المرضى تمامًا خلال أسابيع قليلة، مع رعاية طبية ودون تلف دائم لعضلة القلب.

كيف يتم تشخيص وعلاج متلازمة القلب المكسور؟

لتشخيص الحالة، يلجأ الأطباء إلى عدة فحوصات تشمل:

رسم القلب (ECG): لتحديد أي اضطرابات في نظم القلب.

تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (Echocardiogram): لتقييم وظيفة البطين الأيسر.

اختبارات الدم: للتحقق من مستويات إنزيمات القلب.

تصوير الأوعية الدموية: لاستبعاد أي انسداد في الشرايين.

أما العلاج، فيركز على تخفيف الأعراض ودعم وظيفة القلب، ويشمل:

1.أدوية لتقليل التوتر على القلب: مثل حاصرات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).

2.إدارة التوتر النفسي: عبر تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والعلاج النفسي.

3.الراحة: لتخفيف الضغط عن القلب أثناء فترة التعافي.

كيف تحمي قلبك من التوتر؟

للوقاية من متلازمة القلب المكسور، من المهم تعلم كيفية إدارة التوتر في حياتك اليومية، إليك بعض النصائح:

مارس الرياضة بانتظام: فهي تخفف من مستويات هرمونات التوتر وتحسن صحة القلب.

حافظ على نظام غذائي صحي: غني بالفواكه والخضروات وأحماض أوميغا-3.

تجنب الكافيين والنيكوتين: حيث يمكن أن يزيدا من تأثير التوتر على القلب.

خصص وقتًا للاسترخاء: جرب التأمل، اليوغا، أو تقنيات التنفس العميق.

تواصل مع الآخرين: الدعم الاجتماعي يمكن أن يقلل من تأثير الضغوط النفسية.

متلازمة القلب المكسور

 تذكير قوي بمدى ارتباط صحتنا الجسدية بحالتنا النفسية، التوتر ليس مجرد حالة عاطفية؛ بل يمكن أن يكون له تأثير عميق على عضلة القلب وصحتك بشكل عام، لذلك من الضروري أن تعتني بصحتك النفسية والجسدية، وأن تكون واعيًا بتأثير الضغوط اليومية على قلبك، تذكر دائمًا أن قلبك ليس فقط عضوًا عضليًا، بل هو رمز لحياتك ورفاهيتك.

تم نسخ الرابط