أعراض شائعة بين القولون العصبي والتقرحي.. تعرف عليها
يعتبر القولون من أهم أجزاء الجهاز الهضمي، حيث يلعب دورًا حيويًا في امتصاص العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات، ولكن هناك العديد من الاضطرابات التي قد تصيبه وتؤثر على جودة حياة الإنسان، ومن أبرز هذه الاضطرابات مرض القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي.
وعلى الرغم من اختلاف طبيعة كل منهما، إلا أنهما يشتركان في العديد من الأعراض التي قد تجعل التمييز بينهما صعبًا دون فحص دقيق.
لذلك يستعرض "القارئ نيوز" في هذا المقال خمسة أعراض شائعة بين الحالتين لمساعدتك على فهم طبيعة المرضين والتعامل معهما بشكل أفضل.
1- آلام وتشنجات البطن
تعتبر آلام البطن من أكثر الأعراض شيوعًا لدى مرضى القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي، حيث يشعر المصاب بانقباضات وتشنجات في منطقة البطن قد تكون خفيفة أو شديدة، وفي حالة القولون العصبي، غالبًا ما تكون هذه الآلام مرتبطة بتناول أطعمة معينة أو بالتوتر والضغط النفسي، بينما في التهاب القولون التقرحي تكون الآلام ناتجة عن الالتهاب المستمر في بطانة القولون، مما يؤدي إلى شعور المريض بعدم الراحة المستمر، وقد تزداد حدة الألم مع تفاقم الالتهاب، وفي كلتا الحالتين، يمكن أن يخف الألم بعد عملية الإخراج ولكن قد يعود بعد فترة وجيزة.
2- اضطرابات الجهاز الهضمي وتغيرات في حركة الأمعاء
يعاني مرضى القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي من اضطرابات واضحة في حركة الأمعاء، حيث يمكن أن يصابوا بالإمساك أو الإسهال أو كليهما بالتناوب، في حالة القولون العصبي، قد يتأرجح المريض بين نوبات الإمساك المزمن والإسهال المفاجئ، وقد تكون البراز مصحوبة بالمخاط، بينما في التهاب القولون التقرحي، يكون الإسهال أكثر شيوعًا، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بدم بسبب التقرحات في جدار الأمعاء، وتؤدي هذه التغيرات المستمرة إلى الشعور بعدم الراحة وتؤثر على الحياة اليومية للمريض بشكل كبير.
3- الانتفاخ والغازات
الانتفاخ وكثرة الغازات من الأعراض المشتركة بين القولون العصبي والتقرحي، حيث يشعر المريض بامتلاء البطن وكأنه متضخم، ويرجع السبب في ذلك إلى اضطراب عملية الهضم والتخمر الزائد للأطعمة داخل الأمعاء، في حالة القولون العصبي، قد يكون السبب هو حساسية الجهاز الهضمي تجاه بعض الأطعمة التي تؤدي إلى زيادة إنتاج الغازات، أما في التهاب القولون التقرحي، فقد يكون الانتفاخ ناتجًا عن التهاب الأنسجة الداخلية للقولون وعدم قدرة الأمعاء على امتصاص الطعام بكفاءة، مما يسبب تراكم الغازات والشعور بالامتلاء.
4- فقدان الوزن والتعب المزمن
يعد فقدان الوزن المفاجئ والتعب المستمر من العلامات التي قد تظهر لدى مرضى القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي، ففي حالة القولون العصبي، قد يفقد المريض شهيته بسبب الشعور بالانزعاج بعد تناول الطعام أو خوفه من تفاقم الأعراض، مما يؤدي إلى انخفاض وزنه تدريجيًا، أما في التهاب القولون التقرحي، فإن فقدان الوزن يكون أكثر وضوحًا بسبب فقدان الجسم للعناصر الغذائية نتيجة الإسهال المزمن والالتهاب المستمر في الأمعاء، كما أن فقدان الدم المستمر قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، مما يزيد من الشعور بالإرهاق والتعب المزمن.
5- التوتر والاضطرابات النفسية
يؤثر كل من القولون العصبي والتقرحي على الحالة النفسية للمريض، حيث يرتبط القولون العصبي بشكل وثيق بالحالة العاطفية، وغالبًا ما يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقم الأعراض، وقد يدخل المريض في دائرة مغلقة من القلق بسبب الخوف من حدوث نوبات الألم والتشنجات، أما التهاب القولون التقرحي، فقد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والإحباط نتيجة الألم المزمن والمضاعفات الصحية التي قد تصاحب المرض، ولذلك يحتاج المرضى في كلتا الحالتين إلى الدعم النفسي واتباع أساليب تساعد على التحكم في التوتر مثل ممارسة التمارين الرياضية وتقنيات الاسترخاء.
الفرق بين القولون العصبي والتقرحي؟
على الرغم من تشابه الأعراض بين القولون العصبي والتقرحي، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما، فالقولون العصبي هو اضطراب وظيفي في الجهاز الهضمي، أي أنه لا يسبب تلفًا في الأنسجة، بينما التهاب القولون التقرحي هو مرض التهابي مزمن يؤدي إلى تلف بطانة القولون وظهور التقرحات.
كما أن القولون العصبي لا يرتبط بنزيف في البراز، بينما التهاب القولون التقرحي قد يسبب نزيفًا واضحًا بسبب التقرحات، كذلك فإن علاج القولون العصبي يعتمد على تغيير نمط الحياة وتجنب الأطعمة المهيجة، بينما يتطلب التهاب القولون التقرحي علاجات دوائية مضادة للالتهابات، وفي بعض الحالات قد يستدعي التدخل الجراحي.
طرق التعامل مع الأعراض وتحسين جودة الحياة
يعد التحكم في الأعراض هو المفتاح الأساسي لتحسين جودة الحياة لمرضى القولون العصبي والتقرحي، حيث يُنصح مرضى القولون العصبي باتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن الأطعمة المهيجة مثل الأطعمة الدهنية والحارة والمشروبات الغازية.
كما يُفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة، أما مرضى التهاب القولون التقرحي، فيجب عليهم الالتزام بالعلاجات الطبية الموصوفة من قبل الطبيب وتجنب الأطعمة التي قد تزيد من تهيج الأمعاء، مثل الألياف الصلبة ومنتجات الألبان في بعض الحالات، بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق قد تساهم في تقليل التوتر وتحسين الحالة العامة للمريض.
من الضروري استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، حيث إن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في وضع خطة علاجية مناسبة تمنع حدوث مضاعفات خطيرة، ومع الوعي والمعرفة الكافية بالمرضين، يمكن للمرضى التحكم في أعراضهم والاستمتاع بحياة أكثر راحة وصحة.