الثلاثاء 11 مارس 2025 الموافق 11 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ماهو مرض البوليميا في مسلسل أثينا وما مضاعفاته وعلاجه؟

أثينا
أثينا

تناول مسلسل “أثينا”، الذي بدأ عرضه مع بداية شهر رمضان، واحدًا من الاضطرابات النفسية الشائعة وهو مرض البوليميا أو النهم العصبي، مما أثار اهتمام المشاهدين بهذا الموضوع الحساس في مسلسل أثينا، يعد البوليميا أحد اضطرابات الأكل التي تؤثر على الكثيرين، حيث يعاني المصابون به من نوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام بشكل قهري، يتبعها سلوكيات غير صحية للتخلص من السعرات الحرارية، مثل تحريض التقيؤ أو استخدام الملينات.

وفى هذا المقال يسلط "القارئ نيوز" الضوء على أسباب البوليميا، مضاعفاته، وطرق علاجه على خطى مسلسل أثينا.

ما هو مرض البوليميا؟

البوليميا أو النهم العصبي هو اضطراب في الأكل يتميز بفترات متكررة من الإفراط في تناول الطعام بشكل قهري، يتبعها سلوكيات تعويضية غير صحية تهدف إلى التخلص من السعرات الحرارية المكتسبة، وتشمل هذه السلوكيات التقيؤ القسري، والاستخدام المفرط للملينات أو مدرات البول، والصيام القاسي، أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، غالبًا ما يعاني المصابون بالبوليميا من شعور عميق بالخجل أو الذنب تجاه عاداتهم الغذائية، مما يدفعهم إلى إخفاء سلوكهم عن الآخرين.

على الرغم من أن البوليميا يمكن أن تصيب أي شخص، فإنها أكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب، وخاصة النساء، ويرتبط هذا الاضطراب بالضغوط النفسية والصورة الذاتية المشوهة، حيث يكون لدى المصابين خوف مفرط من زيادة الوزن، حتى لو كانوا ضمن نطاق الوزن الصحي أو أقل منه.

أسباب الإصابة بالبوليميا

هناك العديد من العوامل التي قد تسهم في تطور البوليميا، ومنها العوامل النفسية، والوراثية، والاجتماعية، غالبًا ما يكون للاضطرابات العاطفية مثل القلق والاكتئاب دور رئيسي في ظهور البوليميا، حيث يستخدم المصابون الطعام وسيلة للهروب من مشاعر الحزن أو التوتر، كما أن بعض الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات أو الذين تعرضوا لتعليقات سلبية متكررة عن وزنهم أو مظهرهم الجسدي يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

من ناحية أخرى، تلعب العوامل الاجتماعية دورًا كبيرًا، فالمعايير الجمالية التي تروجها وسائل الإعلام قد تؤثر على تصور الشخص لجسده، مما يدفعه لمحاولة تحقيق “المثالية” بأي وسيلة، كما أن الضغوط العائلية، مثل وجود تاريخ من اضطرابات الأكل في العائلة، قد تزيد من احتمالية الإصابة.

مضاعفات مرض البوليميا

يمكن أن يؤدي البوليميا إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية، التقيؤ المتكرر يمكن أن يسبب تآكل مينا الأسنان بسبب الأحماض المعدية، مما يؤدي إلى مشاكل في الأسنان مثل التسوس وحساسية الأسنان، كما قد يعاني المصابون من التهابات الحلق المزمنة، وتضخم الغدد اللعابية، والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى اختلال توازن الكهارل في الجسم، مما يزيد من خطر اضطرابات القلب مثل عدم انتظام ضربات القلب، وقد تصل المضاعفات إلى فشل القلب في الحالات الشديدة.

ويمكن أن تسبب البوليميا اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال المزمن بسبب الاستخدام المفرط للملينات، كما أن الصيام القاسي والتقيؤ المستمر قد يؤديان إلى سوء التغذية، مما يسبب ضعف العضلات، وفقدان الطاقة، واضطرابات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية لدى النساء.

أما على المستوى النفسي، فإن المصابين بالبوليميا يكونون أكثر عرضة للاكتئاب، والقلق، واضطرابات الوسواس القهري، كما قد تتسبب هذه الحالة في العزلة الاجتماعية، حيث يشعر المصابون بالخجل من عاداتهم الغذائية ويحاولون إخفاء الأمر عن محيطهم، مما يزيد من شعورهم بالوحدة.

طرق علاج البوليميا

يعتمد علاج البوليميا على نهج متعدد يشمل العلاج النفسي، والتغذية السليمة، وفي بعض الحالات العلاج الدوائي، العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أكثر الطرق فعالية، حيث يساعد المرضى على التعرف على أنماط التفكير السلبية المرتبطة بالطعام والجسم، وتطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع المشاعر الصعبة دون اللجوء إلى الأكل القهري أو التقيؤ.

كما يُعد العلاج الأسري مهمًا، خاصةً إذا كان المصاب مراهقًا، حيث يساعد على تحسين العلاقات الأسرية ودعم المريض في بيئته المنزلية، في بعض الحالات قد يصف الأطباء أدوية مضادة للاكتئاب للمساعدة في السيطرة على الأعراض، خصوصًا إذا كان المريض يعاني من اضطرابات نفسية مرافقة مثل القلق أو الوسواس القهري.

إلى جانب العلاج النفسي، يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسيًا في التعافي، حيث يعمل أخصائيو التغذية مع المرضى لمساعدتهم على بناء علاقة صحية مع الطعام، ووضع خطط غذائية متوازنة تمنع نوبات الإفراط في الأكل، كما يُشجع المرضى على ممارسة أنشطة الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل لتقليل التوتر وتحسين التحكم في العادات الغذائية.

أهمية الوعي بمرض البوليميا

يسلط مسلسل أثينا الضوء على البوليميا في الأعمال الدرامية مثل مسلسل أثينا خطوة مهمة لزيادة الوعي بهذا الاضطراب، فالكثير من الأشخاص قد يعانون من البوليميا دون أن يدركوا أنهم بحاجة إلى المساعدة، من المهم أن يدرك المجتمع أن اضطرابات الأكل ليست مجرد مشاكل تتعلق بالإرادة، بل هي حالات نفسية تحتاج إلى فهم ودعم مناسبين.

إذا كنت أنت أو أحد المقربين منك يعاني من أعراض البوليميا، فمن الضروري طلب المساعدة من مختصين في الصحة النفسية والتغذية، فالتدخل المبكر يمكن أن يمنع المضاعفات ويزيد من فرص التعافي بشكل كامل.

تم نسخ الرابط