هل تُحسب الأعمال الصالحة لمن لا يصلي؟.. علي جمعة يجيب

وجهت إحدى الفتيات سؤالًا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، خلال برنامجه الرمضاني اليومي “نور الدين والدنيا”، حيث قالت: “لو شخص لا يصلي لكنه يقوم بالكثير من أعمال الخير، فهل تُحسب له هذه الأعمال؟”.

أجاب الدكتور علي جمعة موضحًا أن كل عمل صالح يقوم به الإنسان يُحسب له، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”، وقوله “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”، مما يدل على أن الله عز وجل لا يضيع أجر أي عمل صالح يقوم به الإنسان، سواء كان يصلي أم لا، فكل خير يفعله الشخص يُسجل له في ميزانه.

محبطات الأعمال وتأثيرها

تابع الدكتور علي جمعة حديثه موضحًا أن هناك ما يسمى بـ”محبطات الأعمال”، وهي الأمور التي قد تُفسد العمل الصالح وتُذهب ثوابه، وضرب مثالًا بشخص يتوضأ ويتزين استعدادًا للصلاة، ثم يخرج منه ريح، فهنا لا يجوز له الصلاة إلا بعد إعادة الوضوء، وهكذا الحال مع بعض الأعمال التي قد تُبطل الحسنات، وقد يكون عدم أداء الصلاة أحد هذه المحبطات.

وأكد أن الله تعالى يضع كل ما يفعله الإنسان في ميزانه، سواء كان خيرًا أو شرًا، ولكن أي كفة سترجح يوم القيامة، فهذا علمه عند الله وحده، مشيرًا إلى أن رحمة الله واسعة، وهو الذي يحاسب عباده ويجازيهم بما يستحقون، لكن لا يمكن أن يكون من يصلي كمن لا يصلي، فالصلاة هي عماد الدين وأساس القرب من الله.

كيف عرف المسلمون عدد الصلوات المفروضة؟

الصلوات المذكورة في القرآن

في سؤال آخر، وجهت إحدى الفتيات استفسارًا إلى الدكتور علي جمعة خلال نفس البرنامج، حيث قالت: “ذكر القرآن صلاة الفجر وصلاة العصر، فكيف عرفنا باقي الصلوات المفروضة؟”.

أجاب الدكتور علي جمعة قائلًا إن القرآن الكريم ذكر بعض الأوقات المهمة مثل الفجر والعصر، ولكنه لم يذكر بشكل مباشر عدد الصلوات المفروضة، فالآيات التي تشير إلى هذه الأوقات لا تعني أنها وحدها الصلوات المطلوبة، وإنما يقسم الله بهذه الأوقات لكي يلفت انتباهنا إلى أهميتها.

وأشار إلى أن هناك أوقاتًا أخرى ذكرها القرآن، مثل الضحى والليل، فهل يعني ذلك أنها صلوات مفروضة؟ بالطبع لا، فالصلوات الخمس لم تُحدد في القرآن الكريم بشكل صريح، وإنما جاءت معرفتنا بها من السنة النبوية المطهرة.

دور السنة النبوية في تحديد الصلوات

أوضح الدكتور علي جمعة أن الصلوات الخمس المفروضة تم تحديدها من خلال سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استنادًا إلى قول الله تعالى: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”، وأيضًا قوله: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ”، فاتباع النبي هو السبيل لمعرفة تفاصيل العبادات.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا عدد ركعات كل صلاة، حيث قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”، فالصلاة لم تُحدد تفاصيلها في القرآن وإنما وردت مجملة، وجاءت السنة لتفصيلها، فنحن نعلم أن صلاة الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، والفجر ركعتان، وكل ذلك مأخوذ من هدي النبي الكريم.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن السنة النبوية تُعد المصدر الأساسي لتفاصيل العبادات، بينما القرآن الكريم يذكر الأوامر بشكل عام دون الدخول في الجزئيات، ولذلك فإن المسلم مطالب باتباع سنة النبي في أداء العبادات كما أداها عليه الصلاة والسلام.

ورد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف على سؤال أحد الطلاب: "عاداتي وتقاليدي ترفض أن يكون عندي أخت وتكون بتحب حد وأنه يكون في حد في حياتها من وهي شابة صغيرة.. ونفس الوقت مش عاوز يحصل معايا كده علشان مش يتكرر في اختي.. اعمل ايه؟". 

تصريحات الدكتور علي جمعة

وقال الدكتور علي جمعة خلال برنامج "نور الدين والدنيا" الذي يعرض على قنوات المتحدة: "فى حالة الرفض نكون في مرحلة انتقالية من التصريح بالحب إلى الكتمان "من حب وعف".. بس هي اختك أنت مش عاوز لها هذه الصداقة فيجي يقولك أنا بحب اختك ولو سمحت اشرف علينا.. إذا كانت هترفض ورفضت أن احنا نخطو خطوة إلى الأمام.. واللى ترضاه على نفسك ترضاه على غيرك.. وفى الحالة دي لا تحب ولا تتحب".

وتابع الشيخ علي جمعة: "إذا وقع الحب في قلبك.. أنت اللى بتأذي المسائل.. لأنك بتكرر المواقف ويبقي الكلام اللى بنقوله مش هنطبق.. ولو أنت مصمم على هذا النموذج يبقي الكتمان.. لا تحب ولا تقبل الحب ولا تقبل أي حاجة".

بحب ولد وهو مش عارف.. لو المشاعر غلبتنى أعمل إيه؟

أجاب الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف على سؤال إحدي الطالبات: "لو أنا في مرحلة الكتمان وبحب ولد وهو مش عارف.. لو المشاعر غلبتني أعمل إيه؟".

وقال الدكتور علي جمعة خلال برنامج "نور الدين والحياة" الذي يقدمه على قنوات المتحدة: "لو هو مش عارف خليها بينك وبين نفسك وترصدي للمستقبل.. ولو المشاعر غلبتني هعمل ايه.. ياما هتقوليله بحبك.. وانتي مش قادرة لأني البنات اتعودوا على كده.. خلقوا على هذا.. عاوزين اللى يقول لهم بحبك.. ودي طبيعة حلوة وكويسة".

وتابع: "الحالة اللى زي دي ربنا بيقول ايه.. فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.. وتفضلي تدعي ربنا".

حبيت بنت ولما جيت أصارح أهلها رفضوا.. اعمل إيه؟

أجاب الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف على سؤال أحد الطلاب: "حضرتك قولت لنا في الحلقة السابقة أن لو ليا علاقة مع بنت وبحبها من حقي أن استأذن من والدها.. افرض أنه كان متعصب ورفض الكلام ورفضني اعمل ايه؟".

وقال الدكتور علي جمعة خلال برنامج "نور الدين والدنيا" الذي يعرض على قنوات المتحدة: "في هذه الحالة ننتقل من التصريح إلى الكتمان كما أخبرنا سيدنا النبي.. قال "من عشق فعف".. لو فرضنا أن الولد ذهب إلى والدها وأخبره بأنه يحب ابنته وطلب منه الإشراف والأب رفض ومسك الجزمة وجري وراه وأمها مسكت الشبشب.. يبقي الكتمان مش التمادي في التواصل مع هذه البنت".

وتابع: "أنت بين أمرين.. وعليك العفاف كما أخبرنا سيدنا النبي.. واحنا في مجتمع يرفض وجود هذه العلاقة والإشراف عليها.. يبقي الكتمان.. وعلينا الالتزام بشروط العفاف.. عليك عدم الاتصال بيها وتفضل تقولها شوفي ابوك عمل ايه.. ونسبة الرفض لفكرة الإشراف والعفاف بقى لها وجود ونسبة من يرفضون العلاقة بتقل.. في حالة أب يرفض هذه العلاقة عليك الكتمان.. والكلام اللى بقولوا ده مش كلام خيالي.. والنية لازم تكون نية خير وليست نية شهوات".