ترامب يلوح بالخطة البديلة.. والدبلوماسية تُجرب حظها الأخير بروما

تستعد العاصمة الإيطالية روما لاحتضان الجولة الثانية من المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يوم السبت المقبل، بمشاركة وفود رفيعة المستوى من الطرفين بالعاصمة روما، وبرعاية مباشرة من سلطنة عمان التي تلعب دور الوسيط. تأتي هذه الجولة في روما وسط حالة من الترقب العالمي إزاء مصير البرنامج النووي الإيراني، والذي يمثل إحدى القضايا الأكثر تعقيدًا في السياسة الدولية.
الوفد الأمريكي يصل بقيادة ويتيكوف
أكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيفن ويتيكوف عبر منصة "إكس" أنه سيتوجه إلى روما للمشاركة في هذه المحادثات. وأوضح أنه سيعود إلى الولايات المتحدة عقب هذه الجولة للتشاور مع الإدارة الأمريكية، في إشارة إلى احتمال وجود خطوات لاحقة تعتمد على نتائج الحوار مع الجانب الإيراني.
سلطنة عمان تواصل جهود الوساطة
الهادئة برزت سلطنة عمان مجددًا كوسيط محايد ومؤثر في النزاعات الإقليمية، بعد أن تمكنت من الترتيب لهذه الجولة الحساسة في روما. وتُعرف عمان بعلاقاتها المتوازنة مع كل من واشنطن وطهران، ما يجعلها عنصرًا فاعلًا في تقريب وجهات النظر.
ترامب يضاعف الضغط.. دبلوماسية وقاذفات
في الوقت الذي تتحرك فيه واشنطن على المسار الدبلوماسي، كشفت تقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أوامر بإرسال حاملات طائرات وقاذفات بي-2 إلى المنطقة ضمن ما وصف بـ"الخطة البديلة"، في حال فشلت المحادثات الجارية. هذه الخطوة تعكس رغبة واشنطن في إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، بما فيها العسكرية.
انقسام داخلي في فريق ترامب
كشفت تقارير من موقع "أكسيوس" الأمريكي أن هناك انقسامًا حادًا داخل فريق ترامب للأمن القومي حول كيفية التعامل مع إيران. بعض أعضاء الفريق يدفعون نحو التفاهم الدبلوماسي، بينما يرى آخرون أن الوقت قد حان لاستخدام القوة العسكرية الحاسمة لإنهاء تهديدات إيران النووية.
معسكر فانس: الدبلوماسية أولًا
يقود جيه دي فانس، نائب ترامب غير الرسمي، توجهًا داخليًا يفضل الحوار والتفاهم مع إيران. يدعم هذا المعسكر تقديم تنازلات أمريكية مدروسة في مقابل وقف البرنامج النووي الإيراني، ويشاركه في الرؤية كل من المبعوث ستيف ويتكوف ووزير الدفاع بيت هيجسيث.
مخاوف من تصعيد عسكري واسع
أعرب مؤيدو الحل الدبلوماسي عن قلقهم من أن أي هجوم على منشآت إيران النووية قد يقود إلى انتقام مباشر يهدد القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، ويشعل المنطقة بأكملها. كما حذروا من تأثير هذا السيناريو على أسعار النفط العالمية، خاصة في ظل تقلبات الأسواق الدولية.
التيار المتشدد داخل الإدارة
في المقابل، يقف فريق آخر بقيادة مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو ضد أية تسوية مع إيران. يطالب هذا الفريق بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني دون أي استثناءات أو تسهيلات دبلوماسية، ويعتبر أن الضربة العسكرية المباشرة هي الحل الأمثل.
دعم من مجلس الشيوخ للنهج الصارم
يحظى التيار المتشدد داخل البيت الأبيض بدعم قوي من أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي، من أبرزهم ليندسي جراهام وتوم كوتون، حيث يرون أن التراخي مع طهران سيؤدي إلى فشل استراتيجي طويل الأمد، ويشجع دولًا أخرى على انتهاج نفس الطريق.
الضربة الإسرائيلية على الطاولة
ذكرت تقارير مطلعة أن بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية لا يستبعدون خيار دعم ضربة إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات الحالية. ويعتبر هذا الخيار ضمن إستراتيجية الضغط القصوى، لإجبار إيران على التراجع.
البيت الأبيض: لا قرار نهائي بعد
صرّح مسؤول أمريكي مطلع على المشاورات الجارية أن سياسة واشنطن تجاه طهران لا تزال قيد الدراسة المكثفة، مؤكدًا أن هناك انقسامًا في وجهات النظر داخل الإدارة، لكن النقاشات تظل داخل الأطر الرسمية بدون توتر أو خلافات علنية.
الغموض يحيط بنتائج الجولة الثانية
حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة حول ما يمكن أن تفضي إليه جولة روما، خصوصًا في ظل تمسك كل طرف بشروطه الأساسية. الجانب الإيراني يطالب برفع العقوبات، بينما تصر واشنطن على تفكيك البرنامج النووي قبل أي تنازل.
العالم يترقب.. والحسم قريب
تتجه الأنظار يوم السبت المقبل إلى العاصمة الإيطالية، حيث قد تحدد هذه الجولة مستقبل الملف النووي الإيراني بالكامل، بين انفراجة دبلوماسية محتملة أو تصعيد عسكري غير محسوب قد يغيّر خريطة المنطقة بأسرها.