الثلاثاء 03 يونيو 2025 الموافق 07 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«أبرز 3 إشارات» تدل على بدء مرحلة «تسنين الأطفال» وكيفية التعامل معها

التسنين
التسنين

تمر الأطفال في سنواتهم الأولى بعدة مراحل نمو حرجة تحتاج إلى مراقبة دقيقة واهتمام دائم، وتُعد مرحلة «تسنين الأطفال» واحدة من أكثر هذه المراحل تحديًا للأمهات والآباء على حد سواء، حيث يبدأ الصغير بإظهار تغيرات سلوكية وفسيولوجية واضحة تشير إلى بداية خروج الأسنان اللبنية، وهي مرحلة تبدأ عادة بين عمر 4 إلى 7 أشهر، وقد تختلف من طفل لآخر حسب العوامل الوراثية والبيئية، ويبحث كثير من الأهل عن «إشارات واضحة» تساعدهم على اكتشاف بداية التسنين لتوفير الراحة والدعم المناسب للطفل في هذه المرحلة الحساسة.

العلامة الأولى.. «زيادة إفراز اللعاب» بشكل غير معتاد

يُعد «سيلان اللعاب» من أبرز العلامات التي تظهر لدى الأطفال عند بداية التسنين، فمع تحرك الأسنان تحت اللثة تبدأ الغدد اللعابية في العمل بنشاط زائد، مما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من اللعاب بشكل ملحوظ، وغالبًا ما يُلاحظ الوالدان ملابس مبللة حول منطقة الذقن والصدر، وقد يستيقظ الطفل في منتصف الليل وهو مبلل بسبب هذا الإفراز.

ولا يقتصر الأمر على الإزعاج فقط، بل يمكن أن يؤدي «فرط اللعاب» إلى تهيج في جلد الذقن وحول الفم بسبب الرطوبة المستمرة، ولذلك يُوصى دائمًا باستخدام مريلة قطنية ناعمة لتقليل الاحتكاك وامتصاص البلل، مع الحرص على تجفيف منطقة الذقن بلطف كلما أمكن، واستخدام مرطبات موضعية آمنة للأطفال لتجنب التهابات الجلد المصاحبة.

العلامة الثانية.. «رغبة مفرطة في العض أو المضغ»

عندما يبدأ التسنين، يشعر الأطفال بألم أو حكة خفيفة تحت اللثة، ما يجعلهم يلجؤون لا شعوريًا إلى محاولة تخفيف الانزعاج عن طريق العض والمضغ، ويلاحظ الآباء والأمهات أن الطفل يبدأ بوضع يديه أو ألعابه أو أي شيء في متناوله داخل فمه بشكل متكرر ومكثف.

وقد يُظهر الطفل تفضيلًا لأشياء معينة يسهل مضغها مثل الحلقات المخصصة للتسنين أو الألعاب اللينة المصنوعة من السيليكون الآمن، ويجب الحرص على توفير أدوات مضغ صحية ونظيفة، مع تجنب إعطاء الطفل أشياء صغيرة أو غير مناسبة قد تعرضه لخطر الاختناق.

كما أن بعض الأطفال قد يستخدم حتى أصابع الآخرين في المضغ كردة فعل عفوية، وهي علامة تؤكد على بدء التسنين، ولهذا يفضل تحفيز الطفل باستخدام عضاضات مبردة حيث يساعد البرود في تخفيف الالتهاب بشكل طبيعي.

العلامة الثالثة.. «الانزعاج المستمر والبكاء غير المبرر»

من أكثر التغيرات التي تطرأ على سلوك الأطفال خلال مرحلة التسنين هو تقلب المزاج والبكاء المتكرر، إذ يشعر الطفل بعدم الراحة وقد يواجه صعوبة في النوم أو في تناول الطعام الذي كان يحبه سابقًا، وتحدث هذه التغيرات نتيجة الضغط المتولد من بروز الأسنان على لثة الطفل الحساسة

وتكون فترات البكاء غالبًا في الليل عندما يقل الإلهاء وتزيد حدة الشعور بالألم، كما أن بعض الأطفال قد يُظهرون تهيجًا مصحوبًا بقلة النشاط أو حتى رفض للحمل أو التهدئة من قبل الأم، وكلها مؤشرات طبيعية تشير إلى أن الطفل يمر بمرحلة التسنين.

لمساعدة الطفل في هذه المرحلة، يمكن اللجوء إلى تدليك اللثة بأصبع نظيف أو باستخدام جل تسنين طبي بعد استشارة الطبيب، كما يُستحسن تقديم أطعمة باردة مثل المهروسات أو اللبن المجمد قليلًا للمساعدة في تخفيف الألم.

كيف نتعامل مع مرحلة «تسنين الأطفال»؟

إن التعامل مع مرحلة تسنين الأطفال يتطلب مزيجًا من الفهم والصبر، إذ يجب على الآباء التركيز على «التخفيف من الأعراض» بدلًا من محاولة إيقافها، فهي جزء طبيعي من نمو الطفل ولا يمكن تجنبها، كما أن اتباع بعض الخطوات البسيطة يساهم في تخفيف المعاناة بشكل كبير.

ينبغي التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من الراحة، وتوفير بيئة هادئة للنوم، خاصةً في حال كان الألم يشتد في الليل، كما أن تقديم المشروبات الباردة وتجنب الأطعمة الصلبة التي قد تزيد من تهيج اللثة أمر مهم، ويمكن للأم مراقبة جدول نوم الطفل وأوقات الانزعاج لمعرفة الأوقات التي يحتاج فيها دعمًا إضافيًا.

ويُنصح أيضًا بتقديم المزيد من الحنان والاحتضان في هذه المرحلة، حيث أن الأطفال في سن التسنين يحتاجون إلى الدعم العاطفي والمادي في آن واحد، كما يمكن استخدام المراهم أو الأدوية المسكنة تحت إشراف طبي في حال كان الألم شديدًا ولا يزول بالوسائل التقليدية.

علامات مصاحبة يجب مراقبتها

في بعض الحالات قد تظهر أعراض إضافية مثل ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو تغيرات في نمط البراز أو حتى طفح جلدي خفيف، وهذه الأعراض غالبًا ما تكون طبيعية ومصاحبة للتسنين، لكن إذا استمرت أو كانت حادة فيجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود عدوى أو حالة صحية أخرى.

ويُذكر أن بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم أي من هذه العلامات بشكل واضح، بل تظهر الأسنان فجأة دون أي أعراض، في حين يعاني آخرون من كل العلامات دفعة واحدة، ولهذا فإن مراقبة سلوك الطفل والتغيرات التي تطرأ عليه هي المفتاح الرئيسي للتعامل الناجح مع مرحلة التسنين.

التسنين مرحلة مؤقتة لكنها مؤثرة

مرحلة التسنين ليست سوى واحدة من المحطات التي يمر بها الأطفال في طريقهم نحو النمو الكامل، ومع أنها مرحلة مؤقتة إلا أن تأثيرها كبير على الحالة النفسية للطفل والوالدين على حد سواء، ولذلك فإن الفهم الجيد والتعامل الذكي مع هذه المرحلة يجعلها تمر بأقل قدر من التوتر.

أهم ما يمكن تقديمه في هذه المرحلة هو «الاحتواء» و«الراحة» و«الطمأنينة»، إلى جانب بعض الحلول العملية التي تجعل تجربة التسنين أقل إزعاجًا، وأكثر أمنًا وراحة للطفل وأسرته

وهكذا يكون التسنين بالنسبة إلى الأطفال مرحلة من مراحل الاكتشاف والتطور، وليس فقط مصدرًا للألم أو القلق، بل بداية مشرقة لما هو قادم من نمو وصحة وسعادة.

تم نسخ الرابط