إيران ترفض الحوار مع واشنطن.. وتتوعد.. لا تفاوض مع أكبر داعم لعدونا

في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعلنت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، أنها لن تدخل في حوار مع الولايات المتحدة في ظل ما وصفته بـ«العدوان المتواصل على الأمة الإيرانية»، متهمة واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل، التي صعدت من هجماتها على أهداف داخل العاصمة الإيرانية طهران.
وقال بقائي، اليوم السبت، في تصريحات صحفية، إن بلاده لا ترى جدوى من استئناف الحوار مع واشنطن، رغم الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية التي كانت مقررة يوم الأحد في العاصمة العُمانية مسقط.
وأضاف: «تركيزنا الرئيسي في الوضع الحالي هو مواجهة عدوان العدو»، في إشارة إلى إسرائيل والدول الداعمة لها.
لا تفاوض مع «أكبر داعم للعدو»
وأوضح المتحدث الإيراني أن «الولايات المتحدة، رغم كل ادعاءاتها بالحوار والدبلوماسية، واكبت عدوان النظام الصهيوني، بما في ذلك استهداف المنشآت النووية السلمية الإيرانية».
وتابع: «لقد فرض أعداء الدبلوماسية والسلام حربا شعواء على الأمة الإيرانية، ومن البديهي أنه لا معنى للمشاركة في حوار مع الطرف الذي يعد أكبر داعم ومتواطئ مع المعتدي».
وجاءت هذه التصريحات قبل ساعات من انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي كانت تهدف إلى إعادة إحياء المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، وتهدئة التوتر في المنطقة بعد أسابيع من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
إسرائيل تكشف تفاصيل ضربات جوية مكثفة
في المقابل، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من لهجته وأفعاله، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش، إيفي دوفيرين، أن إسرائيل شنت «هجمات جوية واسعة» استهدفت أكثر من 40 موقعًا في العاصمة الإيرانية طهران، باستخدام أكثر من 70 طائرة مقاتلة.
وقال دوفيرين في تصريح نقله الإعلام العبري: «العاصمة الإيرانية لم تعد محصنة، لقد نفذنا عمليات ناجحة ودقيقة ضد بنى تحتية تابعة للحرس الثوري ومواقع لتطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى».
وأضاف أن هذه الضربات تأتي ردًا على الهجمات التي نفذتها قوات إيرانية أو مدعومة من طهران ضد أهداف إسرائيلية في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن «الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على أي تهديد يُوجه لأمن مواطنيه».
تصعيد ينذر بانفجار شامل
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد العلني بين إيران وإسرائيل، في ظل موقف أمريكي داعم لتل أبيب، يدفع المنطقة إلى حافة انفجار أمني واسع، خاصة في ظل مؤشرات على احتمال توسيع ساحة الصراع لتشمل أراضي كلا البلدين، ما قد يُسفر عن تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
ويُذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت توتراً متزايدا بين الجانبين، على خلفية سلسلة من الهجمات الجوية والانفجارات داخل العمق الإيراني، يُعتقد أن إسرائيل تقف وراء بعضها، وسط صمت دولي أو تواطؤ غير معلن، حسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين.
طهران تلوح بالرد.. ولا حديث عن تهدئة
من جهته، لم يصدر حتى الآن رد رسمي من الحرس الثوري أو وزارة الدفاع الإيرانية بشأن حجم الأضرار التي خلفتها الغارات الإسرائيلية.
غير أن مصادر في البرلمان الإيراني ألمحت إلى أن طهران «لن تسكت طويلا»، في ظل ما وصفوه بـ"الاعتداء الصريح على السيادة الإيرانية".
وكانت إيران قد توعدت في مناسبات سابقة بالرد على أي اختراق لأراضيها، خاصة إذا تعلق الأمر بمنشآت نووية أو مواقع عسكرية حساسة.
وفي هذا السياق، تُرجّح مصادر استخباراتية غربية أن يكون الرد الإيراني هذه المرة مختلفًا، سواء عبر ضربات مباشرة أو عبر أذرعها الإقليمية في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
مستقبل الحوار معلق في الهواء
وفي ظل هذا التصعيد الميداني والسياسي، يبدو أن مستقبل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بات معلقًا في الهواء، إذ لا تشير الأجواء الراهنة إلى أي بوادر تهدئة تتيح العودة إلى الطاولة، خصوصًا في ظل رفض طهران الواضح للحوار مع واشنطن في الوقت الحالي.
ويبقى السؤال المطروح: هل تنزلق المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تجرّ قوى إقليمية ودولية إلى صراع مباشر؟ أم أن هناك من لا يزال يراهن على وساطات عربية ودولية لنزع فتيل الأزمة قبل تفاقمها؟