هل تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟.. تعرف على الفارق بين المؤقت والمزمن

ضغط الدم من المؤشرات الحيوية المهمة التي تعكس «صحة الجهاز الدوري» ومدى كفاءة القلب في ضخ الدم عبر الشرايين، ويعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا على مستوى العالم وهو ما يجعله موضع اهتمام دائم لدى الأطباء والباحثين والمرضى على حد سواء، غير أن هناك فارقًا كبيرًا بين ارتفاع ضغط الدم «المؤقت» وارتفاع ضغط الدم «المزمن» وهذا الفارق له تأثير مباشر على طريقة التشخيص والعلاج والمتابعة وهو ما يجب على كل شخص الانتباه له خاصةً مع تكرار الشكوى من ارتفاع ضغط الدم في أوقات متفرقة.
ما هو ضغط الدم وما أهميته في الجسم؟
ضغط الدم هو القوة التي يدفع بها الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء انتقاله من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويُقاس باستخدام جهاز خاص يعطي قراءتين الأولى هي ضغط الدم الانقباضي والثانية هي ضغط الدم الانبساطي، وتعتبر القيم المثالية لضغط الدم عند أغلب البالغين هي 120/80 ملم زئبق، وعند حدوث أي تغير في هذه الأرقام سواء بالزيادة أو النقصان تبدأ التساؤلات حول السبب وضرورة التدخل، لأن «اضطراب ضغط الدم» سواء بالارتفاع أو الانخفاض قد يسبب مشاكل صحية متعددة منها «الإجهاد العام»، «الدوار»، «الإغماء»، «مشاكل القلب» و«السكتات الدماغية».
الفرق بين ضغط الدم المؤقت والمزمن
عند الحديث عن ضغط الدم المرتفع يجب التفرقة بين حالتين أساسيتين، الأولى هي «ارتفاع ضغط الدم المؤقت» والذي يظهر بشكل عرضي نتيجة بعض العوامل ويزول بزوال السبب، والثانية هي «ارتفاع ضغط الدم المزمن» والذي يُعد مرضًا طويل الأمد يتطلب علاجًا مستمرًا ومراقبة دقيقة.
ارتفاع ضغط الدم المؤقت قد يحدث بسبب القلق أو التوتر أو المجهود البدني الزائد أو تناول بعض الأدوية المنشطة أو الكافيين، كما قد يرتفع ضغط الدم مؤقتًا نتيجة للألم أو التهابات حادة في الجسم، وفي هذه الحالة يعود ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية بمجرد زوال السبب دون الحاجة إلى تدخل طبي طويل الأمد.
أما ارتفاع ضغط الدم المزمن فهو حالة مستمرة تتطلب علاجًا منتظمًا سواء باستخدام الأدوية أو التعديلات في نمط الحياة، وغالبًا لا تظهر أعراض واضحة في بدايته ولذلك يُطلق عليه «القاتل الصامت»، وإذا لم يتم اكتشافه مبكرًا فقد يؤدي إلى «تلف الأعضاء» مثل القلب والكلى والعينين والدماغ.
كيف تميّز بين الحالتين؟
التمييز بين ارتفاع ضغط الدم المؤقت والمزمن يعتمد على «القياسات المتكررة» والانتظام في الفحوصات الطبية، فإذا كانت قراءات ضغط الدم مرتفعة في أكثر من ثلاث زيارات متفرقة للطبيب وفي أوقات مختلفة من اليوم فهذا يشير إلى ارتفاع مزمن، أما إذا حدث الارتفاع لمرة واحدة بعد مجهود أو توتر ثم عاد للانخفاض فإن الحالة غالبًا تكون مؤقتة، وقد يطلب الطبيب في بعض الحالات استخدام جهاز مراقبة ضغط الدم على مدار 24 ساعة لتحديد النمط العام للضغط وتقييم ما إذا كان المرض مزمنًا.
متى يصبح ضغط الدم خطرًا؟
يصبح ضغط الدم المرتفع مهددًا للحياة عندما يتجاوز قيمًا معينة مثل 180/120 ملم زئبق مصحوبًا بأعراض مثل «ضيق التنفس»، «صداع شديد»، «تشوش الرؤية» أو «ألم في الصدر»، وهي الحالة المعروفة باسم «نوبة ارتفاع ضغط الدم الطارئة» والتي تتطلب تدخلًا فوريًا في الطوارئ، كما أن استمرار ارتفاع ضغط الدم المزمن دون علاج يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب المزمنة و«الجلطات الدماغية» وقصور الكلى.
هل يمكن علاج ضغط الدم المؤقت؟
في حالة ارتفاع ضغط الدم المؤقت لا يحتاج المريض إلى تناول أدوية دائمة، بل يُفضل التعامل مع السبب الأساسي مثل تقليل التوتر أو الامتناع عن تناول المنبهات أو علاج العدوى المؤقتة، ويجب على المريض متابعة قياسات الضغط بشكل منتظم للتأكد من عودة الأرقام إلى المستويات الطبيعية، وقد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات للاطمئنان وعدم وجود أي أسباب عضوية خلف الارتفاع.
كيف يُدار ضغط الدم المزمن؟
التحكم في ضغط الدم المزمن يتطلب خطة علاج متكاملة تشمل
تناول الأدوية الموصوفة بانتظام دون انقطاع
اتباع نظام غذائي صحي منخفض الملح وغني بالخضروات والفواكه
ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا
تقليل التوتر والابتعاد عن مسببات القلق
التوقف عن التدخين والامتناع عن الكحوليات
الالتزام بالمتابعة الدورية مع الطبيب وقياس ضغط الدم بشكل منتظم في المنزل
أهمية التوعية والتثقيف الصحي
التفرقة بين ضغط الدم المؤقت والمزمن لا تُفيد فقط الأطباء بل تساعد المريض أيضًا في اتخاذ قرارات سليمة بشأن صحته، وقد يُجنّب التوعية بخطورة ضغط الدم المرتفع الكثير من المضاعفات التي يمكن الوقاية منها مبكرًا، لذلك فإن نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول «علامات ضغط الدم» و«طرق قياسه» و«متى يجب زيارة الطبيب» من الأمور الضرورية لتحسين جودة الحياة الصحية وتقليل نسبة الوفيات المرتبطة بأمراض الضغط.