السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

لمرضى السكري.. احذروا الحماض الكيتوني وهذه علامات الخطر

قياس السكر فى الدم
قياس السكر فى الدم

السكري من الأمراض المزمنة التي تستوجب المتابعة الدقيقة والعناية اليومية لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث إذا تم إهمال العلاج أو النظام الغذائي ومن أخطر هذه المضاعفات ما يُعرف بـ «الحماض الكيتوني» والذي يُعد من الحالات الطارئة التي تهدد حياة مريض السكري خاصة من النوع الأول، ويحدث عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من الإنسولين فيبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة مما يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من الأحماض المعروفة بالكيتونات والتي تتراكم في الدم وتسبب «اضطرابًا حادًا في التوازن الحمضي».

ما هو الحماض الكيتوني السكري؟

الحماض الكيتوني السكري هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما يعاني الجسم من نقص شديد في الإنسولين فيضطر إلى استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة مما ينتج عنه إفراز «الكيتونات» وهي أحماض عالية السمية وإذا لم يتم التعامل معها بسرعة فإنها تؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الغيبوبة أو حتى الوفاة، ويُعتبر هذا الاضطراب أكثر شيوعًا بين مرضى السكري من النوع الأول، لكنه قد يصيب أيضًا مرضى النوع الثاني في بعض الحالات النادرة أو عند وجود ضغط شديد على الجسم مثل العدوى أو العمليات الجراحية أو التوتر الحاد.

السكري وعلاقته بارتفاع الكيتونات في الدم

في الحالة الطبيعية يقوم الجسم باستخدام «السكر» الموجود في الدم كمصدر رئيسي للطاقة بمساعدة الإنسولين ولكن عند حدوث نقص في الإنسولين كما في حالات السكري غير المسيطر عليه لا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز فيبدأ في تحليل الدهون وهذا يؤدي إلى تكوّن «الكيتونات» بشكل متسارع مما يُحدث خللًا في التوازن الكيميائي للجسم، وعند ارتفاع مستوى هذه الكيتونات في الدم يحدث ما يسمى بـ «الحماض الكيتوني السكري» وهو ما يجعل السكري أكثر تعقيدًا ويستلزم تدخلاً طبيًا عاجلًا.

الأعراض التحذيرية التي لا يجب تجاهلها

من المهم جدًا أن يكون مريض السكري واعيًا للأعراض المبكرة التي قد تدل على بداية حدوث الحماض الكيتوني حتى يمكنه التحرك بسرعة وطلب الرعاية الطبية ومن أبرز هذه الأعراض

الشعور الشديد بالعطش رغم شرب الماء

التبول بكثرة نتيجة لمحاولة الجسم التخلص من السكر الزائد

غثيان مستمر وقيء متكرر دون سبب واضح

آلام في البطن وعدم الارتياح العام

رائحة النفس تصبح «فواحة تشبه الفاكهة أو الأسيتون» نتيجة وجود الكيتونات

تنفس سريع وعميق يشبه اللهاث

الإرهاق العام والضعف الشديد في الجسم

تشوش ذهني أو صعوبة في التركيز وقد يتطور إلى فقدان الوعي في الحالات المتقدمة

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

إذا لاحظ مريض السكري أيًا من هذه الأعراض يجب عليه عدم التهاون وطلب العناية الطبية فورًا خاصة إذا كان يعاني من ارتفاع ملحوظ في مستوى السكر في الدم وعدم الاستجابة للإنسولين أو أدوية السكري الأخرى، كما أن وجود قيء متكرر مع عدم القدرة على الأكل أو الشرب يعتبر علامة إنذار خطيرة، ويُنصح بإجراء اختبار للكيتونات باستخدام الشرائط المتوفرة في الصيدليات عند الشعور بأي من هذه العلامات لتأكيد وجود الحماض الكيتوني.

العوامل التي تؤدي إلى الحماض الكيتوني

هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى حدوث الحماض الكيتوني لدى مرضى السكري منها نسيان أخذ جرعة الإنسولين أو تقليلها بشكل خاطئ

الإصابة بعدوى مثل التهاب المسالك البولية أو الإنفلونزا

التعرض للإجهاد النفسي أو الجسدي الزائد

الحمل أو العمليات الجراحية أو الإصابة بجلطة

الاستخدام الخاطئ لبعض الأدوية مثل الكورتيزون أو مدرات البول

كيف يمكن الوقاية من الحماض الكيتوني؟

الوقاية تبدأ من الالتزام بخطة علاج مرض السكري والمتابعة المستمرة مع الطبيب

الحرص على قياس نسبة السكر في الدم بانتظام خاصة في أوقات المرض أو الإجهاد

عدم التوقف عن استخدام الإنسولين أو تغييره دون استشارة الطبيب

تناول كميات كافية من السوائل عند الشعور بأي أعراض غير معتادة

الاحتفاظ دائمًا بشرائط فحص الكيتونات في المنزل واستخدامها عند الضرورة

التعامل السريع مع أي ارتفاع مفاجئ في السكر لتفادي تطور الحالة إلى حماض كيتوني

السكري ليس عائقًا إذا تم التحكم فيه

رغم خطورة الحماض الكيتوني إلا أن السيطرة على مرض السكري بشكل صحيح تجنب المريض الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة ويُعتبر السكري مرضًا يمكن التعايش معه بفاعلية إذا التزم المريض بالتعليمات الطبية وتابع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم وقياس السكر بانتظام، كما أن معرفة المريض وأسرته بـ «أعراض الحماض الكيتوني» وطرق التعامل السريع معه يساعد في منع تفاقم الوضع والعودة إلى التوازن بسرعة.

دعم الأسرة والمجتمع لمريض السكري

جانب كبير من الوقاية من الحماض الكيتوني وغيره من مضاعفات السكري يعتمد على دعم المحيطين بالمريض من خلال التوعية والمساعدة في الالتزام بالعلاج وتشجيعه على مراجعة الطبيب بانتظام، كما يمكن للمدارس وأماكن العمل أن تلعب دورًا مهمًا في تسهيل حياة مرضى السكري من خلال توفير أجواء مرنة تسمح لهم بالعناية بأنفسهم دون ضغوط.

تم نسخ الرابط