الثلاثاء 22 يوليو 2025 الموافق 27 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أسعار اللحوم الحمراء بين التباين والاستقرار النسبي.. والمستهلك في حيرة

اللحوم
اللحوم

وسط تقلبات السوق وارتفاع تكاليف المعيشة، تبقى أسعار اللحوم الحمراء من أبرز الملفات التي تثير اهتمام المواطن المصري، خاصة أن اللحوم تعد عنصرًا أساسيًا في التغذية اليومية وركيزة للوجبات في المناسبات الاجتماعية والدينية.

وقد كشفت جولة «القارئ نيوز» على محلات الجزارة والمنافذ الرسمية اليوم، الاثنين 22 يوليو 2025، عن تباين ملحوظ في أسعار اللحوم، مع تسجيل استقرار نسبي في بعض الأنواع وارتفاعات واضحة في أخرى، وسط استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع تكلفة الأعلاف وأسعار المواشي الحية، وهو ما ينعكس مباشرة على أسعار اللحوم في الأسواق.

من 250 إلى 500 جنيه.. فروق الأسعار بين الطازج والمجمد

رصدت الجولة أن أسعار اللحم البقري البلدي تراوحت بين 315 إلى 400 جنيه للكيلو، بينما بدأ سعر اللحم المفروم من 360 جنيهًا. 

وفي المقابل، جاءت الأسعار أقل نسبيًا في اللحوم المجمدة، إذ سجل الضاني والبقري المجمد سعرًا ثابتًا عند 250 جنيهًا، ما يعكس الفارق بين المستورد والمحلي، خاصة في ظل اعتماد مصر على استيراد اللحوم من دول مثل الهند وأستراليا وكولومبيا لتلبية الطلب الداخلي.

أما الكبدة الجملي والكندوز فقد تراوحت أسعارها بين 460 و495 جنيهًا، في حين سجل الاسكالوب 430 جنيهًا، وارتفع سعر الفخدة إلى 500 جنيه للكيلو، ما يجعلها من أغلى أنواع اللحوم في الوقت الراهن.

المنافذ الرسمية والمبادرات الشعبية.. حل جزئي للمواطن

أوضح التجار أن المبادرات الحكومية مثل «حياة كريمة» و«أمان» ساهمت في تخفيض الأسعار، حيث عرضت اللحوم البلدية بأسعار تبدأ من 270 إلى 320 جنيهًا، والضاني البلدي عند 350 جنيهًا، وهي أسعار تقل بنحو 15 إلى 20% عن نظيرتها في المحال الخاصة، ما يوفر متنفسًا محدودًا للطبقات المتوسطة والفقيرة.

كما توفرت الكبدة الطازجة في تلك المنافذ بسعر 300 جنيه، مقارنة بأسعار تصل إلى 500 جنيه في بعض المحلات الخاصة، وهو ما يعكس الدور التدخلي للمؤسسات الحكومية في ضبط الأسواق ولو بشكل جزئي.

لحوم العجول والماعز والجملي.. تفاوت بين المحلي والمستورد

فيما يتعلق بأسعار اللحوم حسب نوع الحيوان، سجلت لحوم الماعز 500 جنيه، والضاني 450 جنيهًا، فيما بلغ سعر اللحم الجملي 380 جنيهًا. 

أما اللحوم المجمدة فقد تفاوتت بين 240 و290 جنيهًا، وهي الأقل تكلفة، لكنها ما تزال خارج متناول بعض الفئات ذات الدخل المحدود.

وسجلت لحوم العجول المستوردة من أوكرانيا وإسبانيا وكولومبيا أسعارًا تراوحت بين 195 إلى 200 جنيه للكيلو الحي، بينما بلغ سعر الجاموسي الحي 165 جنيهًا والمذبوح 240 جنيهًا، وسجل البقري المذبوح 340 جنيهًا للكيلو، ما يعكس الارتفاع التدريجي في تكلفة الإنتاج وارتفاع الطلب، خاصة مع اقتراب موسم الأضاحي والسياحة الداخلية.

موسم الأضاحي يرفع الأسعار رغم توفر المعروض

وأشار عدد من التجار إلى أن أسعار المواشي الحية شهدت ارتفاعًا مؤخرًا، حيث بلغ سعر البقرة الوالدة نحو 90 ألف جنيه، والجاموسة من 60 إلى 110 آلاف جنيه، بينما تبدأ أسعار الأضاحي الصغيرة من 7 آلاف جنيه، وتصل الأضاحي المتوسطة إلى 40 ألف جنيه، مع ارتفاع سعر الكيلو القائم من البقري إلى 190 جنيهًا، والجاموسي إلى 170 جنيهًا، ما قد يقلل من إقبال بعض المواطنين على شراء الأضاحي هذا العام.

ارتفاعات موسمية وتحذيرات من «جشع» بعض التجار

ورغم توفر المعروض، أبدى بعض المواطنين استياءهم من «الجشع» الذي يمارسه بعض التجار، ممن يستغلون المواسم لرفع الأسعار دون مبرر حقيقي، مؤكدين أن ارتفاع التكاليف لا يبرر الفروقات الكبيرة بين أسعار المنافذ الحكومية وتلك المعروضة في الأسواق الخاصة.

وأشار مواطنون إلى أنهم باتوا يلجؤون إلى شراء اللحوم المجمدة أو تقليل الكميات والاكتفاء بالحد الأدنى من اللحوم في وجباتهم، فيما أكد تجار آخرون أن السوق يعاني من انخفاض في القدرة الشرائية، ما يُهدد الدورة التجارية برمتها، خاصة في المناطق الشعبية.

تأثير السوق على القطاع السياحي والمطاعم

أوضح عدد من أصحاب المطاعم السياحية والفنادق أن أسعار اللحوم المرتفعة تسببت في زيادة تكلفة التشغيل، خصوصًا في مطاعم الكباب والكفتة التي تعتمد على اللحوم الطازجة، مما اضطر البعض إلى تعديل قوائم الأسعار أو اللجوء إلى اللحوم المستوردة الأقل تكلفة للحفاظ على هامش ربح معقول، خاصة في ظل المنافسة مع مطاعم شعبية تعتمد على كميات قليلة وأسعار أقل.

وفي ظل الإقبال السياحي المتزايد على المدن الساحلية، أشار البعض إلى ضرورة توفير دعم خاص للمطاعم السياحية فيما يخص اللحوم، لتفادي انتقال هذه التكاليف إلى الزائرين والسياح، بما يؤثر سلبًا على صورة المقصد السياحي المصري.

التوقعات المستقبلية.. هل تنخفض الأسعار قريبًا؟

يتوقع الخبراء استقرار نسبي في أسعار اللحوم خلال الشهرين المقبلين، مع انتهاء موسم الأضاحي وتراجع حدة الطلب، على أن ترتبط التغيرات المقبلة بسعر صرف الدولار وتكلفة الاستيراد، إضافة إلى ما إذا كانت الدولة ستوسع من استيراد اللحوم المجمدة لتغطية الفجوة.
وفي جميع الحالات، يبقى المواطن هو الحلقة الأضعف في هذه المنظومة، ينتظر انفراجة حقيقية تعيد اللحوم إلى مائدته دون أن تمسّ استقراره المالي أو تضعه في مأزق الإنفاق غير المخطط.

تم نسخ الرابط