ذكرى رحيل محمود درويش.. أيقونة الشعر المقاوم

تحل اليوم، التاسع من أغسطس، ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، الذي غيّبه الموت عام 2008، بعد مسيرة إبداعية امتدت لعقود، جعلته أحد أبرز رموز الشعر العربي الحديث، وأحد أكثر الأصوات تأثيراً في الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال الكلمة.
لم يكن درويش مجرد شاعر يكتب عن الوطن، بل كان شاهداً على الجرح الفلسطيني، ومعبّراً عن الوجع الجمعي لشعبه، وناطقاً باسم المقاومة، حتى أصبح اسمه مرادفاً للشعر الحر والكرامة الوطنية.
الأرض.. قصيدة الانتماء والدم
من بين القصائد التي رسخت في ذاكرة القراء قصيدة «الأرض»، التي كتبها درويش في أجواء الانتفاضة الفلسطينية.
يقول فيها: «فى شهر آذار، فى سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدموية…»
في هذه الكلمات، يربط درويش بين الأرض والفداء، بين الطبيعة والمقاومة، مجسداً صورة الفتيات الخمس اللواتي قدمن حياتهن قرباناً للوطن، وكيف يتحول البنفسج إلى رمز للدم الطاهر.
ويخاطب الأرض قائلاً: «أنا الأرض والأرض أنت»، مؤكداً وحدة الهوية والانتماء، ومعلناً العزم على طرد المحتل من كل شبر من تراب الجليل.
جبين وغضب.. مواجهة الموت بالعزة
في قصيدته «جبين وغضب»، يتحدث درويش إلى وطنه قائلاً: «وطني! يا أيها النسر الذي يغمد منقار اللهب في عيوني…».
هنا نرى صورة الشاعر المقاتل، الذي لا يملك في مواجهة الموت سوى جبين مرفوع وغضب متأجج.
يصور درويش الوطن كنسر أسطوري، مكبل لكنه شامخ، ويؤكد أنه وُلد وكبر على جراح فلسطين، وأن قلبه سيبقى شجرة تنبض بالحياة، رغم القيود والأغلال.
وطن.. الأرض التي لا تُباع
قصيدة «وطن» من النصوص التي تكشف تمسك درويش بالأرض كجزء من كيانه، إذ يقول: «علّقوني على جدائل نخلة… واشنقوني فلن أخون النخلة».
يصور الوطن كغضبة غريب، وطفل ينتظر عيداً وقبلة، وسجين يضيق عليه جدار الزنزانة، وعجوز يبكي أبناءه.
هنا يصبح الانتماء فعل تحدٍ وصمود، حيث تتحول الأرض إلى جلد وعظم الشاعر، وجزء من روحه التي لا تقبل المساومة أو الخيانة.
رد الفعل.. سلاسل تولد العاصفة
أما في قصيدة «رد الفعل»، فيكشف درويش كيف تحولت قيود السجن إلى مدرسة تعلمه «عنف النسور»، وكيف أشعلت زنزانة مظلمة شمساً داخل قلبه.
يقول: «كتبوا على الجدار مرج سنابل، رسموا على الجدار صور قاتلي فمحتها ظلال جدائل»، في إشارة إلى قوة الذاكرة الفلسطينية التي تمحو آثار المحتل.
ويؤكد أن الفاتحين لم يجلبوا سوى وعود الزلازل، وأنهم لن يروا سوى توهج جبهته ولن يسمعوا سوى صرير سلاسله، ليختم بأن استشهاده سيكون بمثابة قداسة في زي مقاتل.
محمود درويش.. سيرة شاعر وقضية
وُلد محمود درويش في قرية البروة بالجليل عام 1941، وشهد النكبة طفلاً، فكان لاجئاً في وطنه، وعاش تجربة المنفى والسجن والحرمان.
انخرط في العمل الصحفي والسياسي، وكتب عشرات الدواوين التي ترجمت إلى لغات عدة، مثل «أوراق الزيتون» و«لماذا تركت الحصان وحيداً» و«جداريّة».
وعلى مدار حياته، ظل درويش صوت فلسطين الذي لا يساوم، فجمع بين الشعر الغنائي والرؤية السياسية، حتى صار رمزاً للهوية الوطنية.
إرث باق رغم الغياب
رغم مرور 17 عاماً على رحيله، لا تزال قصائد محمود درويش حاضرة في الوجدان العربي، تُتداول في المهرجانات الثقافية والجامعات، وتُقرأ في المظاهرات والفعاليات التضامنية.
لقد نجح في أن يجعل من القصيدة الفلسطينية سجلاً للتاريخ، ووسيلة للمقاومة، وصوتاً للإنسانية في وجه الاحتلال.
وفي كل ذكرى لرحيله، يجد القارئ العربي نفسه أمام شاعر لم يكن يكتب الحروف فحسب، بل يسكب فيها دماء وطن، وأحلام شعب، وملامح مستقبل حر.
رحل محمود درويش تارك إرث شعري خالدا، يجسد وجدان الأمة الفلسطينية ويمتزج فيه الحلم بالمقاومة، لتبقى كلماته منارة للأجيال في درب الحرية والصمود.
- درويش
- الغناء
- مرور
- مدرس
- قلب
- الجامعات
- كتب
- شهادة
- الدم
- شعر
- الفتيات
- السجن
- استشهاد
- الذاكرة
- صورة
- النصوص
- العرب
- الشعر العربي
- تعلم
- أمن
- عمل
- عزة
- طفل
- لغات
- فلسطين
- البن
- فتيات
- أرض
- موز
- الانتماء
- مدرسة
- التضامن
- شاهد
- الهوية
- الأرض
- الفلسطينية
- العمل
- كرامة
- الطب
- ليل
- الاحتلال
- الموت
- الشعر
- إبر
- آبل
- شاعر ا
- الزلازل
- الله
- الحي
- كيا
- العربي
- الحياة
- القضية الفلسطينية
- المقاومة
- ملامح
- ألم
- الدفاع
- القراء
- النص
- دفاع
- ملك
- القصائد
- أسرار
- صوص
- روح
- لاحتلال
- الحرم
- حدث
- محمود
- سرا
- بيع
- ربه
- زلازل
- هنا
- الوطنية
- الوطن
- تحول
- الحرمان
- القارئ نيوز