الإثنين 06 أكتوبر 2025 الموافق 14 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«حرقة المعدة والارتجاع».. تجنب هذه الوجبات قبل النوم

معاناة مرضى الارتجاع
معاناة مرضى الارتجاع أثناء النوم

تُعد حرقة المعدة والارتجاع من أكثر المشكلات الهضمية شيوعًا بين الناس في مختلف الأعمار، وتزداد حدتهما بشكل خاص خلال ساعات الليل أو بعد تناول وجبات دسمة قبل النوم، حيث يشعر المصاب بحرقة في الصدر وصعود أحماض المعدة إلى المريء مسببة إحساسًا مزعجًا بالحموضة، ويؤكد الأطباء أن «حرقة المعدة والارتجاع» ليست مجرد أعراض بسيطة بل هي مؤشرات على اضطراب في عملية الهضم أو ضعف في عضلة الصمام الفاصل بين المعدة والمريء، مما يسمح بارتجاع الأحماض أثناء الاستلقاء أو النوم.

أسباب حرقة المعدة والارتجاع

تحدث حرقة المعدة والارتجاع نتيجة عدة عوامل أهمها تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو التوابل الحارة أو المشروبات الغازية، كما أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يزيد احتمالية الارتجاع لأن الجسم لا يتمكن من هضم الوجبة بشكل كامل قبل الاستلقاء، بالإضافة إلى ذلك فإن بعض العادات اليومية مثل التدخين أو شرب القهوة بكثرة أو ارتداء الملابس الضيقة حول البطن تسهم في زيادة الضغط على المعدة مما يدفع محتوياتها إلى الأعلى، ويشير الخبراء إلى أن «حرقة المعدة والارتجاع» يمكن أن تظهر أيضًا بسبب القلق المستمر أو التوتر العصبي لأن هذه الحالات تؤثر على حركة الجهاز الهضمي وتزيد إفراز الأحماض.

العلاقة بين الارتجاع والنوم

يلاحظ كثير من الأشخاص أن أعراض حرقة المعدة والارتجاع تزداد أثناء الليل، ويرجع ذلك إلى وضعية النوم الأفقية التي تسهّل انتقال الأحماض من المعدة إلى المريء، خصوصًا إذا كانت المعدة ممتلئة بالطعام، ولهذا ينصح الأطباء بعدم تناول الوجبات قبل النوم مباشرة وترك فترة لا تقل عن ثلاث ساعات بعد الأكل، كما يُفضل رفع الرأس قليلاً أثناء النوم باستخدام وسادة إضافية لتقليل فرص الارتجاع، وقد أوضحت الدراسات أن النوم على الجانب الأيسر يساعد على تقليل «حرقة المعدة والارتجاع» لأن هذه الوضعية تمنع تدفق الأحماض نحو المريء.

أطعمة يجب تجنبها قبل النوم

من أكثر الأخطاء التي تؤدي إلى حرقة المعدة والارتجاع تناول وجبات تحتوي على «الدهون المشبعة» مثل المقليات والوجبات السريعة لأنها تحتاج إلى وقت طويل للهضم، كما أن «الشوكولاتة» من الأطعمة التي تثير الارتجاع لاحتوائها على مادة الكافيين والثيوبرومين التي تُرخي عضلة المريء، كذلك يجب تجنب تناول «المشروبات الغازية» و«النعناع» و«الصلصات الحارة» لأنها تزيد إفراز الأحماض في المعدة، وينصح الأطباء أيضًا بالابتعاد عن «الجبن الدسم» و«الطماطم المطبوخة» قبل النوم لأنها من أكثر مسببات الحموضة الليلية، ويُفضل تناول وجبة خفيفة من الزبادي أو الحليب خالي الدسم أو الخضروات المسلوقة لتجنب أي تهيج للمعدة.

أعراض حرقة المعدة والارتجاع

تظهر أعراض حرقة المعدة والارتجاع بشكل واضح عند الشعور بإحساس حارق في منتصف الصدر يمتد أحيانًا إلى الحلق، ويصاحبه طعم مر في الفم أو إحساس بامتلاء المعدة وانتفاخها، كما يعاني بعض المرضى من «سعال مزمن» أو «بحة في الصوت» نتيجة تهيج الحنجرة من أحماض المعدة، وقد يشعر آخرون بصعوبة في البلع أو رغبة متكررة في التجشؤ، وفي الحالات المزمنة قد يؤدي الارتجاع المستمر إلى التهابات في المريء تستدعي علاجًا دوائيًا منتظمًا.

نصائح للوقاية من حرقة المعدة والارتجاع

للحد من حرقة المعدة والارتجاع ينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي يشمل تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من وجبة كبيرة، وتجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، والحرص على شرب الماء على فترات منتظمة، كما يُفضل تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات مثل البقوليات والمشروبات الغازية لأنها ترفع الضغط داخل المعدة، كذلك يجب الإقلاع عن التدخين لأنه يضعف العضلات المسؤولة عن إغلاق المريء، أما بالنسبة لمن يعانون من زيادة الوزن فإن فقدان بعض الكيلوغرامات يساهم بشكل كبير في تقليل الأعراض لأن السمنة تضغط على المعدة وتزيد احتمالية الارتجاع.

العادات الخاطئة التي تزيد من الارتجاع

هناك عادات يومية يظن البعض أنها بسيطة لكنها تساهم في زيادة حرقة المعدة والارتجاع، مثل شرب القهوة على معدة فارغة أو تناول المشروبات الكحولية أو النوم بعد العشاء مباشرة، كما أن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات أو الحلويات الثقيلة في وقت متأخر يسبب زيادة في إفراز الأحماض، وينصح الخبراء بتغيير هذه السلوكيات تدريجيًا لأن تعديلها يساعد في تحسن الحالة دون الحاجة إلى الأدوية، ويُفضل تناول آخر وجبة قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل مع ممارسة المشي الخفيف لتحفيز عملية الهضم.

علاج حرقة المعدة والارتجاع

يعتمد علاج حرقة المعدة والارتجاع على مدى شدة الأعراض، ففي الحالات البسيطة يمكن السيطرة عليها من خلال تغييرات في النظام الغذائي وتجنب الأطعمة المهيجة، أما في الحالات المتوسطة أو المزمنة فقد يصف الطبيب أدوية تقلل من إفراز الحمض المعدي أو تحسن حركة الجهاز الهضمي، ومع ذلك لا يُنصح باستخدام الأدوية دون استشارة طبية لأن الإفراط في استخدامها قد يسبب آثارًا جانبية مثل ضعف امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن، كما يُنصح المرضى بالالتزام بنظام نوم صحي يساعد المعدة على الراحة أثناء الليل.

نمط حياة صحي للوقاية الدائمة

يؤكد الخبراء أن الوقاية من حرقة المعدة والارتجاع لا تقتصر على الأدوية بل تبدأ من الممارسات اليومية، فالابتعاد عن التدخين وتجنب الوجبات الثقيلة ليلًا والنوم في وضعية صحيحة كلها عوامل تحمي الجهاز الهضمي، كما أن تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا يقلل من فرص الإصابة، وينصح بارتداء الملابس المريحة وعدم شد الحزام بعد الأكل، إضافة إلى تقليل التوتر النفسي وممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء لأن القلق المستمر يزيد من اضطرابات المعدة، فكل هذه الخطوات تساهم في جعل «حرقة المعدة والارتجاع» أمرًا يمكن تجنبه والسيطرة عليه بسهولة.

حرقة المعدة والارتجاع من المشكلات التي يمكن السيطرة عليها بالوعي والعادات الصحيحة، فاختيار ما تأكله ومتى تأكله يحدث فرقًا كبيرًا في راحتك الهضمية، وتبقى القاعدة الأهم هي «عدم تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم» لأن المعدة في هذا الوقت تكون أقل قدرة على العمل، وبالتالي فإن أي طعام دسم سيؤدي إلى ارتجاع الأحماض، لذلك احرص على تناول وجبة خفيفة مبكرة وشرب كوب من الماء قبل الاستلقاء لتنام براحة دون معاناة من «حرقة المعدة والارتجاع».

تم نسخ الرابط