في الذكرى الـ 57.. كيف تم إغراق إيلات؟
في مثل هذا اليوم منذ حوالي 57 عام، تحديدا في عام 1967، استطاعة القوات البحرية المصرية أغرق المدمرة إيلات التابعة للقوات الإسرائيلية، من خلال ضرب إسرائيل ضربة قوية.
صاروخين دمرا إيلات
استطاعت القوات البحرية المصرية في يوم 21 أكتوبر 1967 تدمير المدمرة "إيلات"، إحدى أقوى قطع إسرائيل الحربية آنذاك، ودمرتها القوات المصرية من خلال صاروخين بحريين، ولا يزال حطام إيلات في قاع البحر الأبيض المتوسط.
عيد للبحرية المصرية
وكتب المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة العمليات إبان حرب 1973 بين مصر وإسرائيل، في مذكراته أن تدمير إيلات كانت نقطة بارزة في تطوير القوات البحرية المصرية، ما جعل هذا اليوم عيدا للقوات البحرية المصرية.
السابع عالميا
ويتميز أسطول البحرية المصرية بقوته ومزاياه الفريدة وشهادته لعمليات تطوير ضخمة، ما جعله يحصل على ترتيب جيد خلال السنوات الأخيرة في تصنيف لموقع "غلوبال فاير باور"، كما تحتل البحرية المصرية المركز الـ13 من حيث القوة على مستوى العالم، والأقوى عربيا، والثاني بعد تركيا في منطقة الشرق الأوسط.
ما هي إيلات؟
إيلات هي مدمرة بريطانية الصنع، تم استخدامها في الحرب العالمية الثانية، والعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، كما شاركت في الاستيلاء على المدمرة المصرية "إبراهيم الأول"، والتي غيرت إسرائيل اسمها لاحقا إلى حيفا.
مهمة المدمرة
وكانت مهمة المدمرة إيلات تتلخص في القيام بدوريات على شواطئ سيناء، وأغرقت زورقي طوربيد مصريين بعد حوالي شهر واحد من حرب 1967.
الرد المصري
انتظرت مصر لفترة وجيزة قبل أن ترد علم هجوم إسرائيل عليهم وتوغلها بداخل المياه المصرية، فاستطاعت البحرية المصرية من إرسال 4 صواريخ، يحتوي كل منهم على طنا من المتفجرات على المدمرة إيلات وإغراقها وذلك يوم 21 أكتوبر 2024.
وقتل جراء هذا الهجوم حوالي 47 إسرائيلي، وأصيب 100 آخرين، ولكن توفي بعض الباقون جراء تأخر عمليات الإنقاذ.
إيلات تستفز البحرية المصرية
وكانت إيلات تمارس بعض الوسائل الاستفزازية للبحرية المصرية حيث كانت تتوغل في المياه المصرية وتدخل لمنطقة المياه الإقليمية، ثم تذهب وتعود مرة أخرى، وعجزت القوات المصرية من التصدي لها في وقت ما.
إلى أن صدر القرار بتدميرها فور دخولها المياه الإقليمية، وذلك بحسب مذكرات الجمسي.
رد إسرائيل
طالبت إسرائيل من القوات الدولية أن تنقذ جنودها الغارقين عقب إغراق المدمرة إيلات، ولم تتدخل مصر في هذه العملية.
وبعد حوالي 3 أيام قصفت القوات الإسرائيلية معامل تكرير ومستودعات بترول بمحافظتي السويس وبعض المناطق ببورسعيد، الأمر الذي اضطر مصر لتهجير حوالي مليون مواطن من مدن وقرى القناة.
تأثير إغراق إيلات على بحريات العالم
وأشار سمير فرج، ضابط مصري سابق، إلى أن الفكر العسكري حول المدمرات والقطع البحرية الكبيرة تغير عقب العملية المصرية التي قامت بها ضد إيلات والتي استطاعت إغراقها بها، الأمر الذي جعل عدة دول تتجه لبناء القطع صغيرة الحجم، وتقوية أجهزة الرادار حتى ترصد الصواريخ من ارتفاع حوالي 4 أمتار من سطح الأرض.
وكانت عملية إيلات تعد بمثابة بداية عصر الصواريخ، وكان العالم يعلم بشأن الصواريخ بالفعل لكن اكتشفوا عقب تدمير إيلات مدى خطورتها، وقوة الوحدات البحرية الصغيرة الحاملة للصواريخ في مواجهة القطع الكبيرة كالمدمرة إيلات.
كيف تم تطوير البحرية بالعالم؟
واهتم العالم بتطوير القوات البحرية عقب إغراق المدمرة إيلات، من خلال العمل على تطوير الأسلحة البحرية حتى تتمكن من مواجهة الصواريخ القوية، فضلا عن تطوير اللنشات وإعدادها بشكل يمكنها من هزيمة القطع البحرية الكبرى وحماية نفسها.